رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حل اللغز.. قوة خارقة في دماء الدببة السوداء تسمح لها بالنوم 7 أشهر

25-7-2022 | 17:23


دب

إيمان علي

استطاعت دراسة حديثة أن تحل لغز دماء الدببة السوداء، والذي يسمح لها بالنوم لمدة سبعة أشهر في السنة، مع الحفاظ على لياقتها وصحتها.

وأوضح باحثون أن البشر إذا ما حاولوا الاستلقاء في سبات طويل مثل الدب الأسود، فإن عضلاتهم ستبدأ في الهزال مع النقص الهائل في النشاط البدني، ولكن عندما يخرج الدب من عرينه في بداية الربيع، فإن هذا النشاط يمتد لجسمه، إذ يتم الحفاظ على كتلة عضلات المخلوق وقوتها إلى حد كبير منذ العام السابق، على الرغم من قلة الحركة أو انعدامها، ولا حتى للشرب أو الأكل أو التبرز أو التبول.

ولسنوات حتى الآن، كان العلماء يحاولون معرفة كيفية عمل هذه القوة العظمى، فيما تشير دراسة جديدة نشرت في موقع «PLOS One» إلى أن المواد المذابة في دم الدب هي المفتاح؛ حيث يمكنها حتى المساعدة بمنع ضمور العضلات البشرية، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.

قد يبدو هذا جنونًا في البداية، ولكن عندما أخذ الباحثون في اليابان مصلًا من الدم من سبعة دببة في فترة السبات وأضافوه مباشرة إلى مزارع الأنسجة المكونة من خلايا العضلات الهيكلية البشرية، لاحظوا زيادة في محتوى الخلايا من البروتين بغضون 24 ساعة، وفي الوقت نفسه، كان هناك انخفاض في إنتاج البروتين التنظيمي الذي يلعب دورًا مهمًا في التخلص من العضلات غير المستخدمة.

ومع ذلك، لم تظهر هذه التغييرات الخلوية إلا عند إضافة الدم في فترة السبات؛ فعندما تم أخذ الدم من الدببة السوداء النشطة في الصيف لم يوقف المصل العملية الطبيعية لتدهور البروتين في خلايا العضلات الهيكلية البشرية.

وفي هذا الإطار، يخلص عالم الفسيولوجيا ميتسونوري ميازاكي من جامعة هيروشيما إلى أن «بعض العوامل الموجودة في مصل الدب أثناء السبات قد تنظم عملية التمثيل الغذائي للبروتين في خلايا العضلات الهيكلية البشرية المستزرعة وتساهم في الحفاظ على كتلة العضلات، ومع ذلك، فإن تحديد هذا العامل لم يتحقق بعد».

جدير بالذكر، أجريت دراسات مماثلة على مصل الدب الأسود في الماضي، لكن لم ينجح أي منها في تحديد «العامل» الدقيق الذي يقود قوتها العظمى؛ ففي عام 2018 أنتج مصل الدببة السباتية انخفاضًا في معدل دوران البروتين في الأنسجة العضلية الهيكلية البشرية. كما ظهر تأثير مماثل في أنسجة العضلات والهيكل العظمي من الفئران.

ووفق الدراسة الجديدة، في الوقت الحالي هذا كل ما نعرفه، لكن ميازاكي مصمم على مواصلة البحث عن إجابات «من خلال تحديد العامل في إسبات مصل الدب وتوضيح الآلية غير المكتشفة وراء العضلات التي لا تضعف حتى بدون استخدامها في الحيوانات السباتية، حيث أن من الممكن تطوير استراتيجيات إعادة تأهيل فعالة لدى البشر ومنعهم من أن يصبحوا طريحي الفراش في المستقبل»، وفق ميازاكي.