تنسق الثانوية .. رعب فى البيوت المصرية
كتب : جلال الغندور
الناجح سيرفع يده واسمه أيضا كلما ارتفعت درجاته ... إنه موسم المرور بمكتب التنسيق للناجحين في امتحانات الثانوية العامة ... فخلال أيام قليلة سيبدأ فرز كل هؤلاء وفقا لمجموع درجات نجاحهم، من أجل الالتحاق بالكليات المصرية المختلفة للعام الجامعي 2017- 2018، فأهلا بالمكتب الذي سيحدد مصير أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، حيث يمكن لدرجة واحدة، أو نصف درجة، أن تصنع الفارق وتحقق الحلم، أو تنهي أمل سنة كاملة من المذاكرة .
من المقرر أن ينقسم التنسيق هذا العام إلى ثلاث شرائح، ويتم تحديد الحد الأدنى لمجموع الطلاب داخل كل شريحة قبلها مباشرة، كما أعلن المجلس الأعلى للجامعات عن تخصيص نسبة 5% للطلاب الحاصلين على الشهادات العربية والأجنبية المعادِلة لشهادة الثانوية العامة .
وبالرغم من الأهمية القصوى التي يضعها الطلاب وأولياء أمورهم كل عام لعملية التنسيق الذي سيحدد مستقبل كل طالب - على حد وصفهم- إلا أن التنسيق هذا العام أخذ طابعا أكثر حدة، نتيجة كثرة الشائعات عن تغييره .
حالة رعب
"احنا بقالنا سنة عايشين في رعب" ..هذه هي الكلمات التي عبر بها حسن يونس – أحد أولياء الأمور- عن الحالة النفسية التي تعيشها أسرته نتيجة لوصول ابنته مرحلة التنسيق والثانوية العامة، خاصة مع ارتفاع درجات القبول في الكليات .
اما أحمد عادل، والد أحد الطلاب، قال إنه "بالرغم من مساوئ النظام الحالي للتنسيق لكني أطالب وزارة التعليم عدم تعديله خاصة أن كل التعديلات السابقة أدت لصعوبة أكثر .
على عكسه تماما كان رأي والد الطالب محمود أحمد حمدي الذي طالب بضرورة تعديل نظام التنسيق الحالي الذي وصفه كسيفٍ مسلط على رقاب الطلبة، وقال: "مش معقولة درجة ولّا نُص تحدد مصير شاب .
حالة قلق
اتفقت معه الطالبة أميرة أحمد قائلة: تفرق إيه درجة فى الأحياء لطالبة ترغب في الالتحاق بكلية الهندسة، ولا درجتين فى العربى لطالب يرغب فى دراسة الأدب الإنجليزي؟، وتضيف: المجاميع بقت عالية جدا لكن درجات القبول فى الجامعات زادت أكثر وأكثر، لذا نعيش جميعا فى قلق ورعب حتى تنتهي مرحلة التنسيق خوفا من ضياع مجهودنا طوال الأعوام الدراسية الماضية دون أن ننجح فى تحقيق أحلامنا.
لا جديد
من جانبه صرح سيد عطا، رئيس قطاع التعليم والمشرف على التنسيق بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، أن نظام التنسيق هذا العام لن يشهد أى تغيير عن السنوات السابقة نافيا ما تردد من شائعات عن زيادة امتحانات القدرات وأكد أنها ستكون للكليات المعتادة فقط.
بوابة مرور
أما الدكتور محمد كمال الخبير التربوي وأستاذ علم النفس بجامعة بني سويف، فقال:
"إن نظام التنسيق الحالي هو بوابة المرور للجامعات منذ نحو ٦٠ عاما وبرغم من عيوبه فهو قائم على الحيادية وتكافؤ الفرص حيث يضع معيارًا موحّدًا لكل الطلاب الراغبين في الالتحاق بكليات الجامعات المختلفة ... كما أن الحديث عن إلغائه ليس فكرة وليدة اليوم بل تم طرحها من قبل في ٢٠٠٨، لكن هذا الإلغاء وُجد أنه لن يصب في مصلحة التعليم، فالنظام الحالي يضمن عدم وجود أي واسطة أو محسوبية.
ويضيف : "التطوير في التنسيق مقبول مع مراعاة البعد الجغرافي لتقليل نسبة الطلبة المغتربين لكن اقتراح الإلغاء غير وارد وليس من سلطة وزارة التعليم حيث يخضع حاليا لوزارة التعليم العالي، وأي تطوير يجب أن يخضع لبروتوكول تعاون بين الوزارتين لكي نضمن التعديل على أساس علمي، مع عدم المساس بالحيادية .