حواديت فنية .. الغنــاء للوطــن
بقلم : طاهــر البهــي
ونحن نحتفل بذكرى ثورة يوليو 1952 تذكرت أننى لم أندهش من هذه الانتعاشة التى لاحظها الجميع على مستوى الغناء الوطنى، أثناء وفى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وهي الحالة التى شارك فيها عدد من نجوم الغناء الكبار أمثال: محمد منير، محمد الحلو، على الحجار، نادية مصطفى.. وشيرين عبد الوهاب، إلى جانب مشاركة بعض نجوم الجيل الجديد.. جيل الثورة، فهذا هو دور الأغنية المصرية الوطنية التى لا يتذكرها القائمون على التليفزيون المصرى إلا أوقات المحن والشدائد رغم أن "حب الوطن فرض علينا"!
وإذا كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الأغنية هي ديوان الوطن نفسه، ففي أكتوبر 1973 انتعشت الأغنية الوطنية من جديد، وذاقت طعم الفرحة وإيقاع النصر، وصيحة العزة بعد أن عاشت فترة انتعاشة ليست قصيرة لكن تحت راية مُنكّسة عقب نكسة1967، وعلى نغمات ناي حزين واكب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، واحتاج الأمر إلى عقدين من الزمن بعد عصر العندليب عندما جاء الشاعر الوطني الرقيق مدحت العدل، وجمع حشداً من نجوم الصف الأول في معظم البلدان العربية، وقدم بهم أوبريت "الحلم العربي" ثم "القدس ها ترجع لنا" ولذلك كان استقبال الشعوب العربية لهذين العملين عظيماً وبحجم الإخلاص الذى لمسناه جميعاً في هذين العملين، فيما عدا ذلك كانت المحاولات فردية، والجهود مشتتة، فكان كل مبدع عربي يحاول جاهدا أن يصفق بيد واحدة.. وبالطبع كان ذلك مستحيلا..