رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"يوليو والمصرية" تاريخ لا ينسى

25-7-2017 | 14:32


بقلم : ماجدة محمود

غدا تحل الذكرى الـ 65 لثورة يوليو المجيدة، الثورة التى جعلت من المرأة المصرية قوة كبيرة ومؤثرة فى المجتمع حينما أتاحت لها فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية.

إن ثورة يوليو انتصرت للمصرية فى كثير من معاركها وعلى رأسها رفض حكومة الثورة فرض زى معين على النساء والفيديو الشهير للرئيس جمال عبد الناصر خير شاهد ودليل عندما طلب منه أحد قادة التيار الإسلامى فرض الحجاب على المصريات, وكان رد الزعيم ولماذا لم تحجب ابنتك؟

وبهذا الرد انتصر الزعيم جمال عبد الناصر للمرأة المصرية.

أما مجانية التعليم فقد فتحت الباب أمام البنات ما أدى الى اتساع شريحة التعليم فى كافة الطبقات, واستشهد هنا بحديث للدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي التى ذكرت بكل الفخر أنها فى عام 1960 عندما كانت فى المرحلة الإعدادية ذهبت ودفعت المصروفات الدراسية ثم فوجئت بعد أيام باستدعاء من المدرسة لاسترداد المصروفات وقتها شعرت أن الدولة تنحاز للمرأة ولكنه انحياز إيجابى.

وكان للفلاحة المصرية النصيب الكبير من المكتسبات وها هى تحصل على الخمسة أفدنة مثلها مثل الرجل, ولما لا وهى شريكة العمل فى البيت والغيط منتجة بكل ما تحمله الكلمة من معانى الإيجابية لا تكل ولا تمل من العمل ليل نهار, ولهذا لم تكن فى حاجة إلى شراء رغيف الخبز أو دجاجة أو قطعة جبن بالعكس كانت منتجة لبيتها ومصدرة لأهل المدينة التى لم يستشعر أهلها الغلاء بسبب ما تنتجة الفلاحة من طيور وجبن وخبز وخير كثير وما زالت بعض الأسر إلى الآن تجلب كل احتياجاتها من الريف وتستعين بالفلاحة للتغلب على أزمات الغذاء والغلاء وهذا نتاج الثورة التى جعلت من العامل والفلاح عمود الخيمة للمجتمع.

ولم ننس الدور الرائد للحركة النسائية فى المطالبة بالحقوق السياسية وخاصة واقعة اقتحام البرلمان من قبل عدد من السيدات تتقدمهن المناضلة درية شفيق, التى استطاعت بوقفتها هذه أن تحصل للمصرية على حق الترشح والانتخاب بموجب دستور 1956 الذى يعتبر بداية لتمتعها بالعديد من الحقوق كالحق فى تقلد المناصب والوظائف, واقتحام مجالات العمل التى كانت مقصورة على الرجال بل والأكثر من ذلك حقها فى الأجر المساوى للرجل.

وكان للفن دور بارز ومهم فى إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية التى كانت أحد مبادئ ثورة 23 يوليو, ومن منا لم يشاهد فيلم رد قلبى أو القاهرة 30 وغيرهما, أيضا هناك أغنية كانت تعد من أهم رسائل القيادة السياسية للفتاة المصرية وقتها وهى أغنية "يا بنت بلادى" التى خاطبت زهرة بنت الريف كما خاطبت بنت القاهرة.

إن ثورة 23 يوليو هى نقطة تحول مهمة فى تاريخ المرأة المصرية لأنها منحت النساء حقوقا ظلت تجاهد لسنوات من أجل نيلها وها هى تبنى على ما حققته من مكتسبات بفضل قيادة واعية ومؤمنة بدورها وأهميتها فى كل مناحى الحياة اجتماعية سياسية واقتصادية, ولو لم تخرج درية شفيق وتناضل من أجل دخول المرأة الحياة النيابية لما رأينا مجلس النواب اليوم وهو يتوج بـ 90 نائبة من خيره نساء المجتمع، ولو لم تتمسك الراحلة القديرة عائشة راتب بحقها فى العمل بسلك القضاء لما شاهدنا قاضيات جليلات يتربعن على منصة القضاء الشامخة بكل فخر واعتزاز.

إن ما تحصده المصرية اليوم نتاج كفاح ونضال الجدات وما نالته من مكتسبات ثورة يوليو المجيدة, فتحية للثورة التى كانت مبادئها فى صالح المرأة دون تمييز أو إجحاف.

والشيء بالشيء يذكر أن ذكرى ثورة يوليو تعيد إلى الأذهان مشهد المصرية أثناء ثورة الـ 30 من يونية والتى بفضلها تحقق لها الكثير من المكتسبات على صعيد العمل والمشاركة السياسية والتمكين الاقتصادى.