أشار المحلل السياسي الأمريكي جوش روجين إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أعرب عن اعتقاده أنه إذا تمكنت القوات الروسية من السيطرة على أجزاء كبيرة من أراضي أوكرانيا في الجنوب قبل قدوم فصل الشتاء فلن تقوم لأوكرانيا قائمة كدولة قابلة للحياة، مشيراً في نفس الوقت إلى أن الأسابيع القليلة القادمة سوف تكون حاسمة حيث أنها سوف تحدد مصير بلاده كدولة تقوم بدورها على الساحة الدولية.

وأضاف الكاتب المتخصص في الشؤون السياسية الخارجية في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأوكراني يسعي لنشر قوات أمريكية في بلاده لمساعدتها في مواجهة القوات الروسية التي تقوم حالياً بعملية عسكرية خاصة داخل الأراضي الأوكرانية، مشيراً إلى أن المدفعية الروسية الثقيلة تقوم حالياً بقصف مكثف في جنوب وشرق أوكرانيا مستخدمة في عملياتها تكتيك الأرض المحروقة.

ويستطرد الكاتب موضحاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال العملية العسكرية الحالية إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في أوكرانيا قبل حلول فصل الشتاء لتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الروسية في ميدان المعركة حتى الآن.

ويرى الكاتب أن الرئيس الأوكراني معه كل الحق حين يعتقد أنه إذا لم تقدم واشنطن للجانب الأوكراني الأدوات اللازمة وبالسرعة المطلوبة لتحقيق النصر في المعركة الحالية مع القوات الروسية فسوف تندم أمريكا أشد الندم فيما بعد، موضحاً أن الرئيس الأوكراني أكد في اجتماع له في كييف الأسبوع الماضي مع وفد من الكونجرس الأمريكي على مطالب بلاده والتي تشمل المزيد من الأسلحة المتطورة ونشر قوات أمريكية في كييف لتعزيز التنسيق مع واشنطن فيما يخص الحرب الحالية على جميع المستويات. وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأوكراني طالب بتشكيل ثلاث خلايا تنسيق مشتركة من القوات الأوكرانية والأمريكية للتركيز على جوانب التخطيط والإمداد والاتصال الاستراتيجي.

ويشير الكاتب إلى ما ذكره متحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي أن الولايات المتحدة تقوم حالياً بتنسيق مكثف مع الجانب الأوكراني على مستوى القيادة وعلى مستوى القوات على الأرض في الدول المجاورة لأوكرانيا، موضحاً أن هناك بعض الاعتراض داخل وزارة الدفاع الأمريكية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة التي تطلبها ولاسيما الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة بعيدة المدي خشية أن يؤدي ذلك إلى استنزاف المخزون الاستراتيجي من الأسلحة الأمريكية وكذلك خشية أن تقع تلك الأسلحة في أيدي القوات الروسية.

ويضيف الكاتب أن مسؤلي الإدارة الأمريكية تنتابهم مخاوف من استخدام القوات الأوكرانية للأسلحة الأمريكية المتطورة في ضرب العمق الروسي وهو تصعيد سوف يؤدي دون شك إلى تأزيم الموقف على الرغم من الوعود التي قطعها زيلينسكي على نفسه للبيت الأبيض أن قواته لن تستخدم تلك الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا.

ويختتم الكاتب مقاله مستشهداً برأي اليسا سلوتكين عضو مجلس الشيوخ والتي ترى أن انخراط أوكرانيا في مفاوضات سلام مع روسيا لإنهاء الصراع الحالي يستلزم تحقيق بعض الانتصارات العسكرية للجانب الأوكراني وهو الهدف الذي يجب على الغرب أن يسعى لتحقيقه في المرحلة القادمة من الحرب.