رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صحيفة: زيارة بيلوسي لتايوان تمكنت من الخروج عن أحد المحظورات الدبلوماسية الأمريكية طويلة الأمد

4-8-2022 | 12:16


بيلوسي

دار الهلال

 اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن زيارة نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب الأمريكي إلى تايوان كانت من جهة نظر الكثيرين في واشنطن، رحلة محفوفة بالمخاطر وعديمة الجدوى.

وذكرت الصحيفة- في تقرير أوردته عبر موقعها الاليكتروني اليوم الخميس- أن رئيسة مجلس النواب ومشرعون ديمقراطيون آخرون قضوا 18 ساعة فقط في تايوان، ورغم ذلك تمكنوا من الخروج عن أحد المحظورات الدبلوماسية الأمريكية طويلة الأمد كما دفعت مناورات عسكرية واسعة النطاق من جانب الصين حول تايوان.

واستشهدت الصحيفة تعليقا على ذلك بما كتبه توم فريدمان الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز في عمود رأي نُشر أمس الأول الثلاثاء -قبل ساعات من وصول بيلوسي- والذي قال: "لا شيء جيد سينتج عنها". وربط فريدمان رحلة بيلوسي بالحرب في أوكرانيا، وهو ما يضاف إلى التقارير التي تفيد بأن إدارة بايدن عارضت الرحلة وجادلت بأن مسار رحلة الديموقراطي يضع قادة تايوان في موقف حرج أيضا.

وأضاف فريدمان: "أشك بشدة في أن القيادة الحالية لتايوان -في داخلها- ترغب في زيارة بيلوسي الآن".

فإذا كان خطر الصراع الناجم عن الرحلة مرتفعا للغاية -مع وجود القليل من المكاسب المحتملة لإظهارها- فإن رد الفعل العام الترحيبي للغاية من الحكومة التايوانية يعد مثيرا للفضول. ولا يزال رد الفعل الغزير من الجمهور التايواني على زيارة بيلوسي، أكثر غرابة نظرا لخطر الحرب العالمية الثالثة المفترض على أعتابهم.

وأضافت الصحيفة أنه بعد لحظات من وصول بيلوسي إلى تايوان، أعلن الجيش الصيني أنه سيبدأ "سلسلة من العمليات العسكرية المشتركة حول الجزيرة" ، بما في ذلك تدريبات باستخدام الذخيرة الحية بعيدة المدى في مضيق تايوان.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض مناطق التدريبات التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء بدت متداخلة مع المياه الإقليمية لتايوان وهو الأمر الذي وصفتها وزارة الدفاع التايوانية بأنه محاولة "لتهديد موانئنا المهمة ومناطقنا الحضرية وتقويض المنطقة والاستقرار من جانب واحد".

لكن معظم الروايات في تايوان - على الجانب الآخر- تشير إلى أن ردود الفعل الأكثر شيوعا كانت الاحتفال، أو في أسوأ الأحوال الذهول.

وقالت واشنطن بوست إنه بين المحللين في تايوان، كان من الواضح أن ثمة مستوى من المشاعر المختلطة المتعلقة بالاهتمام الدوري بالوضع الجيوسياسي لتايوان. 

فقد خيمت ظلال الحرب في أوكرانيا على فترة زيارة بيلوسي في تايوان. إذ أمضت أوكرانيا -حالها كحال تايوان- عقودا وهي عالقة تحت مجهر سياسات القوى العظمى.

ومضت الصحيفة تقول إنه لا شك في أن تساي إنج وين رئيسة تايوان قد شاهدت الوضع في أوكرانيا واستخلصت منه دروسا. من المحتمل أن يكون هناك درس واحد أساسي ألا وهو: البقاء على مقربة من الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن زيارة بيلوسي إلى تايوان قد تسببت في مشاكلات لحكومتها ، إلا أن المشاكل ربما كانت ستبدو أسوأ إذا ألغت بيلوسي زيارتها - لاسيما بعد أن ألغت رحلة سابقة إلى تايوان بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس كورونا في أبريل الماضي

ووفقا للصحيفة كشفت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة الرأي العام في تايوان أنه في أكتوبر الماضي ، قبل الحرب الروسية في أوكرانيا، كان ما يقرب من ثلثي التايوانيين يعتقدون أن الولايات المتحدة سترسل قوات لحماية الجزيرة إذا غزتها الصين. انخفضت هذه النسبة بشكل حاد في مارس 2022 إلى 34.5 في المائة.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة: إن زيارة بيلوسي، رفعت تايوان إلى أعلى مستوى من الاهتمام في الولايات المتحدة وأظهرت المستويات العالية من الدعم من الحزبين لتايوان. وعلى الرغم من أنه أثار بعض الضجيج من الصين ، لكن ربما يكون هذا الأمر -بالنسبة لحكومة تساي- ليس عديم الجدوى