رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تقرير : 30 فى المائة فقط من الأسلحة الغربية تصل وجهتها النهائية في أوكرانيا

7-8-2022 | 16:29


الجيش الاوكراني

دار الهلال

نشرت شبكة /سي بي إس/ الأمريكية تقريراً حول عملية تسليح أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضى ، وجاء فيه أن 30 فى المائة فقط من الأسلحة التي يرسلها الغرب إلى الجيش الأوكراني تصل في نهاية المطاف "إلى وجهتها النووية". 

ويقول التقرير إن الأسلحة الغربية المتطورة تلعب دوراً حاسماً في الحرب خصوصاً وأن المعارك تدور بأسلحة سوفياتية قديمة في الغالب، وأنها، بشكل عام، تشبه الحرب العالمية الثانية لناحية بناء الدشم والمتاريس والقصف المدفعي المتبادل. 

ويشير التقرير إلى أن الجزء الأكبر من الأسلحة يتم إيصالها إلى الحدود البولندية، حيث تقوم وحدات أميركية وأوروبية من حلف شمال الأطلسي بتسليمها عند الحدود إلى مسؤولين أوكرانيين. 

وهناك تماماً ينتهي الإشراف الأميركي والغربي على الأسلحة، بحسب "تسليح أوكرانيا"، وهو عنوان الشريط من 23 دقيقة ونصف. 

ويجمع التقرير بعض الشهادات التي تصب في هذا الاتجاه، فيقول جوناس أوهمان، وهو أحد المسؤولين عن مؤسسة "أزرق-أصفر" (Blue-Yellow) التي عملت على تسليح الوحدات الأوكرانية منذ عام 2014 ومقرها في ليتوانيا: "كل هذه البضائع تذهب عبر الحدود، ثم يحصل شيء ما، نحو 30 فى المائة منها تصل وجهتها النهائية". 

وخصصت الولايات المتحدة دعماً عسكرياً لأوكرانيا بقيمة 23 مليار دولار أمريكي منذ بدء الغزو الروسي، فيما خصصت بريطانيا 3 مليارات و700 مليون دولار وألمانيا 1.4 مليار وبولندا 1.8 مليار، إضافة إلى الدعم الأوروبي أيضاً. 

ويشير التقرير استناداً إلى شهادات بعض الأشخاص الموجودين في أوكرانيا إلى احتمال وقوع قسم من تلك الأسلحة في أيدي تجار يبيعونها في السوق السوداء، وهي سوق مزدهرة نسبياً في أوكرانيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. 

ويتطرق العمل إلى الحديث عن "رجال النفوذ والأوليجارشيين وأيضاً السياسيين الأوكرانيين" من دون أن يوجه اتهاماً واضحاً إلى أي جهة. 

وأوهمان مثلاً يعتمد على شبكة من الأشخاص ولكنم لا يمثلون الدولة الأوكرانية، حيث أن منظمته لا يُسمح لها، من وجهة نظر قانونية، بتوريد الأسلحة في واقع الأمر. وهو يسلّم الخوذ العسكرية والنظارات المعظمة والسترات الواقعية والطيارات المسيرة إلى هؤلاء المقاتلين الموزعين على شبكات. 

وهناك شهادة ثانية يعرضها التقرير لأندي ميلبورن، وهو ضابط (عقيد) متقاعد من البحرية الأميركية، خدم سابقاً في الصومال والعراق وأسس مجموعة "موزارت" في كييف بعد الغزو الروسي. 

ويقول ميلبورن منتقداً عدم وجود نظام محدد لتسليح أوكرانيا: "إذا كنت تريد تأمين الإمدادات أو مدّ شبكة من اللوجستيات، فأنت بحاجة إلى وضع نظام ما، لا؟ إذا كنت تريد التوقف عند الحدود الأوكرانية لأن وضعك لا يسمح لك بالتورط أكثر، فلا تتفاجأ إذا لم تصل الأسلحة إلى وجهتها النهائية. الناس كانوا يعرفون أساساً أنها لن تصل إلى حيث يجب أن تصل، وهذه هي المفاجئة". 

وطالب ميلبورن بنشر عسكريين أمريكيين بلباس مدني في أوكرانيا فقط لضمان "حصول الشيء الصحيح"، أي نقل الأسلحة كما يجب. 

وهناك أمر آخر يذكر به التقرير هو أن أوكرانيا أعلنت التعبئة العامة وكل شخص يزيد عمره عن 16 عاما، صار ممنوعاً عليه السفر. وبالتالي، فإن كمية كبيرة من الشباب يتسلحون أيضاً.

وفي إحدى المداخلات أشارت دوناتيلا روفيرا، وهي مستشارة كبيرة في منظمة العفو الدولية، إن لا أحد يعرف حقيقة إلى أين تذهب الأسلحة الغربية. وهذا ثاني انتقاد يأتي من "أمنستي" لأوكرانيا في نفس الأسبوع.

وقالت روفيرا إن هناك قلقاً إذ تعتقدُ بعض الدول التي ترسل الأسلحة إلى أوكرانيا أنه "ليس من مسؤوليتها وضع آلية إشراف، تكون مشددة، للتأكد من وجهة هذه الأسلحة، كيفية استخدامها اليوم، وكيفية استخدامها في المستقبل". 

وكانت منظمة العفو الدولية نشرت تقريراً هذا الأسبوع انتقدت فيه الجيش الأوكراني مما أثار غضب كييف ودفع بمدير مكتب كييف التابع للمنظمة إلى تقديم استقالتها. 

ويرى خبراء انتشار الأسلحة أن ما يحصل في أوكرانيا "عادي إلى حدّ ما" وحصل سابقاً في العراق، بعد سقوط نظام صدّام حسين في عام 2003 إثر الحرب، حيث أرسل الأمريكيون الكثير من السلاح إلى الدولة الغنية بالموارد الطبيعية. 

وفي عام 2014 سيطر داعش على مخازن أسلحة كبيرة كانت مخصصة للقوات العراقية ، وفي أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأمريكية في أغسطس 2021 ، سيطرت حركة طالبان على أسلحة غربية كثيرة.