تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء عددًا من الموضوعات المهمة، منها نجاح الوساطة المصرية في تهدئة الأوضاع في غزة، ودلالات هذا النجاح، كذلك تراجع أسعار السلع عالميا وانعكاس ذلك على السوق المصرية.
ففي مقاله بجريدة الأهرام وتحت عنوان " هل انتهت صدمة الأسعار ؟! " قال عبد المحسن سلامة إن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى تراجع الأسعار العالمية، خاصة ما يتعلق بأسعار الطاقة، والحبوب، وخام الحديد، وكذلك انخفاض أسعار البترول إلى ما قبل اشتعال أحداث الحرب الروسية - الأوكرانية، حيث هبط خام برنت 11 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من الركود، وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأشار الكاتب إلى أنه على الجانب الآخر، تراجعت أسعار العقود الآجلة للقمح بنسبة كبيرة، وقد توقعت منظمة الأغذية والزراعة انخفاضا كبيرا يصل إلى 33% خلال الشهر المقبل، لينخفض إلى 303 دولارات للطن مقابل 404 دولارات في شهر أبريل الماضي.
وأوضح أن الانخفاضات امتدت إلى أسعار خامات الحديد لتصل إلى نحو 40%، حيث تراوحت أسعار البليت بين 550 و650 دولارا للطن، بعد أن وصلت إلى نحو 900 دولار للطن قبل ذلك.
وقال سلامة إن الأخبار كلها مبشرة وتشير إلى احتمالية تجاوز صدمة الأسعار بنسبة كبيرة، وهي تلك الصدمة التي أثرت بشدة على أسعار الطاقة، والغذاء، والكثير من المنتجات فور اشتعال الحرب الروسية- الأوكرانية.
ورأى الكاتب أنه من الطبيعي أن تنعكس تلك الانخفاضات على الأسعار في الأسواق المحلية، خاصة ما يتعلق بأسعار الخبز الحر، والحديد، وسلع أخرى كثيرة، مؤكدا أن هذا سوف يحدث، لكن الموضوع قد يأخذ بعض الوقت، حتى تستقر الأوضاع الاقتصادية العالمية، وتنتهي صدمة الأسعار تماما التي ألحقت الضرر البالغ بالأوضاع الاقتصادية في العالم.
أما الكاتب محمد بركات ففي مقال بجريدة "الأخبار" تحت عنوان "الهدنة والسلام -1" قال إنه دون الجهد المصري المكثف والمتواصل، ودون السعي الصادق الذي بذلته دولة «الكنانة»، على جميع مستوياتها السياسية والدبلوماسية والأمنية، بإشراف مباشر ودائم من زعامتها الوطنية الحكيمة والواعية ما كان يمكن أن تتحقق الهدنة ويتوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقطاع غزة مساء الأحد الماضي.
وأشار الكاتب إلى أن تلك هي الحقيقة الواضحة التي يتحـدث عنها العالم ابتداء من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفلسطيني أبو مازن، وقادة وزعماء أوروبا وروسيا والصين وغيرهم على المستويين الإقليمي والدولي الذين بادروا بإعلان ترحيبهم بالجهود المصرية التي أنهت القتال وتوصلت إلى الهدنة، ووضعت حدا للضربات المتبادلة بين إسرائيل وفصائل الجهاد الفلسطيني، التي سقط فيها ما يزيد على الأربعين شهيدا وأكثر من ستمائة مصاب من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح بركات أن ما تحقق رغم أهميته ليس هـو كل ما تسعى إليه مصر، وليس هو كل ما تهدف إلى تحقيقه وإنجازه بالنسبة للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن مصر ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع القتال، بل وقبل ذلك حينما بدت مقدماته وإرهاصاته في الظهور، سعت لمنع وقـوع الأزمة واشتعال الموقف حتى تجنب الشعب الفلسطيني مزيدا من المعاناة والضحايا.
أما الكاتب عبد الرازق توفيق في مقاله بجريدة الجمهورية تحت عنوان "القيادة بالحكمة" قال إن نجاح التجربة المصرية رغم الأزمة العالمية الطاحنة يستوجب التحية والتقدير لقيادة سياسية عملت على مدار 8 سنوات بمنهج عدم السماح بوجود أي نوع من الأزمة أو الاختناق في أي مجال، مشيرًا إلى أن مصر ليس بها نقص أو عجز وكل السلع الغذائية والأساسية والاحتياجات الرئيسية للمواطنين موجودة وبوفرة ولم تحدد الدولة أو تلزم المواطن بالحصول على كمية أو عدد محدد من أي سلعة.
وأضاف الكاتب أن المواطن المصري مازال لا يشعر بأي نقص أو عجز أو أزمة في الحصول على أي سلعة، كذلك الدولة المصرية تتحمل الجزء الأوفر من الزيادات في السلع واحتياجات المواطنين والسعر الذي يشترى به المصريون أقل بكثير من السعر الحقيقي، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب الأزمة العالمية، وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع تكاليف الشحن وحتى في أسعار الطاقة والبنزين والسولار لا تتعامل الدولة مع المواطن بالأسعار العالمية بل أقل بكثير، فسعر السولار ارتفع بشكل طفيف ورغم ذلك الدولة تتحمل يوميًا 157 مليون جنيه دعماً للسولار من أجل المواطن.
وأشار الكاتب إلى أن الدولة أجلت رفع أسعار الكهرباء لمدة 6 أشهر وهو ما يحملها ميزانيات ضخمة من أجل عدم معاناة المواطن، أو اشتداد تداعيات الأزمة عليه، كذلك مع ارتفاع أسعار القمح عالمياً- فقبل الأزمة كانت تكلفة رغيف الخبز الذي يباع حتى الآن بـه قروش من 60 إلى 65 قرشاً، ووصلت الآن في ظل تداعيات الأزمة العالمية إلى 80- 85 قرشاً ولم يتغير سعر رغيف العيش المدعوم عن خمسة قروش.
ولفت إلى أن زيت الطعام الـذي يشكل أزمة في دول أوروبية متوفر في الأسواق المصرية رغم أن مصر تستورد احتياجاتها من زيت الطعام بنسبة تزيد على 95%.
أرجع الكاتب كل تلك الإنجازات إلى التوجهات والسياسات والقرارات الاستشرافية، والاستباقية لتجنيب ويـلات وتـداعـيـات الأزمة العالمية، فضلا عن مشروعات عملاقة للأمن الغذائي الشامل في التوسع الزراعي بإضافة 6 ملايين فدان للرقعة الزراعية ووقف التعدي على الأراضي الزراعية الخصبة، وإقامة مشروعات المزارع السمكية العملاقة والثروة الحيوانية والألبان والصوب الزراعية ومزارع الدواجن، وهو ما أدى إلى استقرار السوق المصرية من السلع وبوفرة وبأسعار في المتناول لم تتأثر بالأزمة العالمية لزيادة المعروض عن الطلب.
وأكد الكاتب أن مصر نجحت في التعامل مع تداعيات الأزمة العالمية، بتوفير احتياجات شعبها من السلع الأساسية والغذائية دون نقص أو عجز أو بما يزيد عن قدرتهم بتحمل الجزء الأوفر من التكلفة، وامتلكت زمام الرؤية في تبني سياسات وتوجهات لا تسمح بوجود أي نوع من الأزمة فيما يتعلق باحتياجات هذا الشعب.