كاتب بريطاني: الوضع في محطة زاباروجيا النووية بات غاية في الخطورة في أعقاب قصف الجمعة الماضي
أكد الكاتب البريطاني بيتر بيمونت أن الوضع في محطة زاباروجيا النووية بات غاية في الخطورة في أعقاب القصف الذي تعرضت له يوم الجمعة الماضي.
وتشهد المحطة النووية (الواقعة في مدينة إنرهودار) قصفا خلال الأيام الماضية، حيث تتهم روسيا وأوكرانيا كل منهما الأخر بتنفيذ القصف، ووفقا لروسيا فقد أصيبت وحدة لتخزين الوقود النووي المستهلك، وتضررت أجهزة استشعار لقياس الإشعاع.
وأشار الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن القصف أدى إلى تدمير أجزاء من المحطة - التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية ولكنها مازالت تدار عن طريق فنيين أوكرانيين - مما دفع الأمم المتحدة إلى المطالبة بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة المحطة للوقوف على حالتها بعد القصف.
ويضيف الكاتب أن محطة زاباروجيا، التي أنشئت في حقبة الاتحاد السوفيتي، تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لأوكرانيا حيث إنها تعد أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا ويمكنها توفير احتياجات ما يقرب من 4 ملايين منزل من الكهرباء.
ويستطرد الكاتب قائلاً: إن المحطة النووية والتي تقع جنوب وسط أوكرانيا تتمتع بأهمية استراتيجية خاصة لكل من روسيا وأوكرانيا على حد سواء حيث يسعى كلا الجانبين للسيطرة عليها منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
ويوضح الكاتب أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى إثارة مخاوف خبراء أمن الطاقة النووية الدوليين بشأن الوضع الحالي في المحطة منها على سبيل المثال نقص قطع الغيار وعدم القدرة على زيارة المحطة من أجل القيام بعمليات الصيانة الدورية للمفاعلات التي بداخلها.
ويضيف الكاتب أن كلا من: روسيا وأوكرانيا ما زالتا تتبادلان الاتهام حول من المسؤول عن استهداف محطة الطاقة النووية قبل عدة أيام، موضحاً أن أي عطب في المحطة النووية سوف يؤدي إلى تلوث إشعاعي في كل من: روسيا وأوكرانيا مما يؤكد على أهمية التمييز بين التهديد باستخدام السلاح النووي والخطر الحقيقي الناتج عن استخدامه وما يستتبعه من عواقب على روسيا نفسها.
ويقول الكاتب إن الواقع يشير إلى أن الوضع في المحطة النووية أصبح مثار مخاوف كبيرة فيما يخص أمن وسلامة المحطة ولاسيما بعد انهيار نظام الأمان بها منذ بداية الحرب في أوكرانيا منذ عدة أشهر.
ويستشهد الكاتب برأي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي حيث يصف الأزمة الحالية في محطة الطاقة النووية بالتهديد الخطير للصحة العامة والبيئة ليس في أوكرانيا فحسب ولكن خارج حدودها أيضاً مؤكداً أن الوضع أصبح خارج حدود السيطرة.
ويختتم الكاتب مقاله منوهاً برأي جروسي القائل إن هناك العديد من المحاذير التي يجب مراعاتها في أي منشأة نووية، مطالباً في نفس الوقت بالسماح لفريق من الوكالة الدولية بزيارة المحطة، وهو الطلب الذي من المفارقة بمكان ترفضه أوكرانيا حيث تعتبر أن أي زيارة لفريق من المفتشين الدوليين للمحطة تعد اعتراف بشرعية سيطرة روسيا علي المحطة النووية.