رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عندما انكشف الملعوب!

27-7-2017 | 15:14


بقلم – أكرم السعدنى

.. وهكذا أحكمنا الحصار حول الصاعقة الذى نال لقباً جديداً وهو الصعيق إنه اسم الدلع الذى أطلقناه هالة وأنا على العم شوقى بعد أن أصبح يأتمر بأمرنا ويستمع إلى كلامنا وينفذه حتى دون مناقشة.. أول الأمر طلبنا منه «دعوات» لمشاهدة المسرحية وكانت هذه الدعوات فى عهدته كان يبيعها فى أضيق الحدود لبعض محبى المسرح وبسعر بخس للغاية، ولكننا وجهنا هذه الدعوات لكل الزملاء فى المدرسة «مدرسة أبو الهول القومية» وشاهد زملاء الدراسة ومعهم أولياء الأمور كل حفلات مسرحية «بين النهدين» فى يومى الخميس والجمعة، المفترض أنها أعلى الأيام فى الإيرادات..

وانتبه الولد الشقى السعدنى الكبير للأمور واكتشف وجود كم رهيب من الدعوات المجانية والتى تحمل صفة “vip” وكنت أجيد تقليد «إمضاء» الولد الشقى بحيث لا يستطيع السعدنى الكبير نفسه أن يكتشف الفارق بين خطى وخطه وذات يوم وجد السعدنى أن عدد الدعوات تجاوز العشرين وكل دعوة بخمسة أفراد يعنى المجموع مائة متفرج بلوشى.. هنا كان عليه أن يتدخل فى الأمر واكتشف الحقيقة.. اعترف عم شوقى الصاعقة بكل التفاصيل وبدون تعذيب ولا ضرب ولا دياولو.. وأنقذنا من مصير أغبر عم إبراهيم نافع «الفلاح» وكامل مجلس إدارة الفرقة المعلم سيد مخيمر والمعلم سرور أبو هاشم وكانوا جميعاً من أفاضل المعلمين فى بر الجيزة.. أما كيف اكتشف الولد الشقى الملعوب الذى كنا هالة وأنا نقوم به.. فقد حدث أن شهدت مصر نقصا حاداً فى حبوب الفول.. وبدأت الجرائد اليومية تتناول أزمة الفول وتضخم الأمر بشكل رهيب لدرجة أن عبدالناصر اتصل بشخصيتين.. الأول هو السيد شعراوى جمعة والثانى الوزير حمدى عاشور وكان وزيراً للتموين وأبدى ناصر قلقه البالغ من الأسعار التى وصل إليها الفول والكلام الذى يردده الناس عن ندرة الفول وهو الغذاء الرسمى للشعب المصرى.. والعجيب أن كلا الرجلين شعراوى جمعة وحمدى عاشور اتصلا بالسعدنى وقال حمدى عاشور للسعدنى.. إن وجودى فى هذا المنصب مرتبط بتوفير حبات الفول فى الأسواق، وأضاف حمدى عاشور.. أنا لا يهمنى المنصب ولكن الذى يهمنى بالدرجة الأولى هو عودة الفول ومعرفة سر الاختفاء المريب.. وهنا أعلن السعدنى عن عقد اجتماع لمجلس إدارة فرقة ابن البلد المسرحية المكونة من ٣ من أكبر المعلمين فى الجيزة وعلى رأسهم أكبر تاجر للغلال فى مصرنا المحروسة وهو العم سيد مخيمر رحم الله الجميع.. وسأله السعدنى سؤالاً محدداً.. يا عم سيد الأزمة دى مصنوعة واللى عاملها التجار الكبار وممكن تؤدى إلى مصايب كبرى.. واكتشف السعدنى أن هناك محاولة لتعطيش الأسواق من أجل رفع الأسعار.. وهنا طلب من عم سيد مخيمر أن يتدخل بما له من دلال وهيبة لدى تجار الجملة لكى يعود السوق إلى ما كان عليه.. وحكى السعدنى بطريقته المحببة ما جرى أيام المماليك لبعض التجار الذين حبسوا بعض الغلال في المخازن ومنعوا طرحها فى الأسواق وهى المحاولة التى انتهت بخزوقة التجار فى ميادين عامة.. وهنا ضحك عم سيد مخيمر وقال للسعدنى.. الفول ح ينزل تانى ياعم محمود وبنفس السعر.. وضحك العم سيد وهو يقول.. لكن لو حصل خوازيق أو مقالب من الحكومة يا عم محمود.. أنا مش مسئول.. وضحك السعدنى وهو يقول للعم سيد مخيمر. إن الفول هو أهم سلعة بالنسبة للمصريين واختفاء الفول شغل بال عبدالناصر فعلا وهو أمر عمنا شعراوى بمتابعة الأمر.. وبالفعل اتجه العم سيد إلى ساحل الغلال فى الجيزة وهو الساحل الذى يبعد عن منزلنا بحوالى ٥٠٠ متر واجتمع مع كل التجار وشرح لهم الأمر وطلب منهم أن يضحوا من أجل الظروف السيئة التى تمر بها البلاد وانتهى الاجتماع بأن توجهت كل سيارات الكارو والنقل الثقيل والخفيف إلى كل الشون والمخازن وتم إغراق الجيزة والقاهرة وكافة المحافظات بالفول.. وانفرجت الأزمة وطلب حمدى عاشور من السعدنى أن يقابل العم سيد مخيمر وبالفعل.. تم اللقاء فى شارع الفاتح بالجيزة عند المحل المختار لسهر كافة المعلمين الكبار من أهل الجيزة وهو دكان عم أحمد المزين ويومها قال السعدنى لحمدى عاشور أنت معزوم الخميس الجاى على المسرحية.. وبالفعل جاء حمدى عاشور ليجد السعدنى كل الصفوف الأولى مشغولة بفضل الدعوات التى كنا هالة وأنا نوجهها إلى الزملاء الأعزاء فى مدرسة أبو الهول القومية.. وبالطبع كان هذا اليوم هو آخر عهدنا.. بتوزيع الدعوات المجانية، وقد شاهد حمدى عاشور العرض وأبدى إعجابه الشديد بالمسرحية وهو يقول للسعدنى.. رب ضارة نافعة.. لولا حكاية الفول.. كنت أفوت مشاهدة هذا العرض وحكى حمدى عاشور تفاصيل ما جرى للسيد شعراوى جمعة.. وكان شعراوى جمعة هو والسيد محمد فائق هما أكبر المسئولين نفوذاً فى السنوات الأخيرة التى أعقبت الهزيمة.

وحدث لشعراوى جمعة ارتياح عظيم بعد أن تم حل مشكلة الفول.. ولكنه طلب السعدني بعد ذلك وهو مندهش.

وقال له.. إيه اللى عملته ده فى حمدى عاشور يا محمود؟!