رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة يؤكد أهمية دور المجتمع المدني في دعم استضافة مصر لمؤتمر المناخ
أكد رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة الدكتور عماد الدين عدلي، الدور المهم الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني خاصة في ضوء إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2022 عاماً للمجتمع المدني، مشيرا إلى قدرة منظمات المجتمع المدني على توفير الخبرات الفنية، ورفع الوعي، وبناء القدرات، والدعوة وكسب التأييد، وتنفيذ المبادرات والمشروعات، وتوفير الدعم المادي إذا توافر ذلك، والمتابعة والمراقبة باستمرار، وعقد الشراكات، وتوفير الإعانات ولكن في المقابل يجب توفير المناخ الملائم والأدوات المساعدة للمجتمع المدني ليكون شريكا حقيقيا في مختلف المجالات التنموية ولاينظر إليه كمنافس.
جاء ذلك في كلمة الدكتور عماد عدلي اليوم /الاثنين/ خلال أكبر دورة تدريبية لـ«صحافة المناخ» والتي تنظمها نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حماد الرمحي السكرتير العام المساعد، رئيس لجنة التدريب، وذلك بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك، وبإشراف الكاتب الصحفي الدكتور محمود بكر نائب رئيس الجمعية، والكاتبة الصحفية حنان بدوي سكرتير عام الجمعية، والكاتبة الصحفية سوسن عبد الباسط أمين الصندوق.
ونوه عدلي بالدور الذي يلعبه المجتمع المدني في الدفاع والمؤازرة حيث يتم التركيز على قضايا تمويل المناخ، والتكيف، والأضرار والخسائر، ونقل التكنولوجيا، و التعامل مع النزوح والهجرة، مشيرا إلى أن قضية التغيرات المناخية أصبحت متعلقة بكل ما يمس الحياة اليومية للمواطنين.
وأشار إلى التعريف بمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop وهو هيئة اتخاذ القرارات ومسؤول عن مراقبة واستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ unfccc، ويشارك في هذا المؤتمر الدول والأقاليم التي وقعت الاتفاقية الإطارية والتي تسمى الأطراف ويبلغ عددها 197 دولة ويعقد المؤتمر سنويا وقد توقف عاما واحدا فقط في 2020 بسبب جائحة كوفيد 19.
ولفت إلى أن أول مؤتمر للأمم المتحدة معني بالبيئة البشرية قد عقد في ستوكهولم عاصمة السويد في عام 1972 فكان مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية أول مؤتمر رئيسي للأمم المتحدة بشأن قضية البيئة، واعتمد المؤتمر إعلان وخطة عمل ستوكهولم الذي حدد مبادئ الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها مع توصيات للعمل البيئي الدولي، كما أنشأ المؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وهو أول برنامج للأمم المتحدة يعمل فقط على القضايا البيئية.
وأشار إلى الفرق بين المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء في مؤتمر المناخ، موضحا أن المنطقة الزرقاء هي التي تسيطر عليها بالكامل سكرتارية الأمم المتحدة وسوف تشهد جلسات عامة وجلسات خاصة وأحداث جانبية ومعارض وأجنحة "pavilions "هي التي يتم تأجيرها ويبلغ قيمة المتر 500 دولار، أما المشاركون في المنطقة الزرقاء فهم الرؤساء، والوفود الرسمية المفاوضون، ووسائل الإعلام التي يتم اعتمادها، منظمات وهيئات معتمدة من قبل سكرتارية الاتفاقية تتمتع بصفة
" مراقب".. مشيرا إلى أن المؤهلين للتفاوض ممثلون من قبل العديد من الوزارات وهم يتحملون أصعب دور لضرورة مراجعة كل كلمة يتم طرحها خاصة وأن الدول المتقدمة تترك النقاط الخلافية في نهاية الجلسات.
أما المنطقة الخضراء هي المنصة حيث يمكن لمجتمع الأعمال والشباب والمجتمعات المدنية والسكان الأصليين والأوساط الأكاديمية والفنانين ومجتمعات الموضة من جميع أنحاء العالم التعبير عن أنفسهم وسماع أصواتهم، كما تعزز المنطقة الخضراء الحوار والتوعية والتعليم والالتزامات من خلال الفعاليات والمعارض وورش العمل والعروض الثقافية والمحادثات والمشاركون في المنطقة الخضراء هم المشاركون في المنطقة الزرقاء ، المنظمات ، والهيئات غير المعتمدة والأفراد.
وأكد عدلى أن قمة المناخ نقطة تحول كبيرة في تاريخ مصر وقد عقدت قبل ذلك 26 مرة وهي الاتفاقية الوحيدة التي تجتمع سنويا على مستوى الأمم المتحدة لأهمية الموضوع وتشابكه مع قضايا اقتصادية خاصة الدول الغنية وكذلك قضايا تتعلق بالدول النامية والصراع الدائم بين تلك الدول فيما يخص التمويل ، وقمة المناخ التي تستضيفها مصر هي المرة الرابعة على مستوى المنطقة العربية والمرة الخامسة في إفريقيا.
وأشار إلى مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ» وهي الأولى من نوعها للمجتمع المدني في مصر، في إطار التحضير لقمة المناخ، وتهدف إلى تعزيز دور المشاركة المجتمعية والمؤسسات المعنية، والتعريف بأهم المحاور التي ستركز عليها مصر خلال المؤتمر، وبلورة موقف موحد للمجتمع المدني، وعرض قصص نجاح المنظمات غير الحكومية في الحد من تداعيات التغيرات المناخية.
وبدأ التحضير لمبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ في ديسمبر من العام الماضي، وتم إطلاقها في 26 يناير الماضي، في إطار الاحتفال بيوم البيئة الوطني، الذي يوافق 27 يناير من كل عام، وعملت المبادرة على إدماج أصحاب المصلحة في كافة المحافظات المصرية في عمل جماعي موحد، وقامت بتشكيل منصات محلية بكل محافظة، تضم ممثلين عن الوزارات المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، مثل الزراعة والري والكهرباء والتعليم والشباب والبيئة والتنمية المحلية والجامعات والمجلس القومي للمرأة ومراكز النيل للإعلام، بالإضافة إلى الجمعيات الناشطة ذات الخبرات والتجارب الناجحة.
كما استهدفت المبادرة إطلاق ميثاق شرف لمواجهة التغيرات المناخية، وتشكيل شبكة «إعلاميون من أجل المناخ»، بهدف نشر الوعي بقضايا تغير المناخ، وإلقاء الضوء على ما يتم تحقيقه من إنجازات في هذا المجال، بالإضافة إلى التعريف بالقضايا المطروحة على جدول أعمال قمة المناخ في شرم الشيخ، وسوف تمارس المنصة فعالياتها أثناء انعقاد مؤتمر شرم الشيخ في المنطقتين الخضراء والزرقاء.
وقامت جمعية كتاب البيئة، في ختام اللقاء بإهداء درع الجمعية للدكتور عماد الدين عدلى.
من جانبه، صرح خالد مبارك رئيس الجمعية بأن الدورة تتم بمشاركة نخبة من كبار الخبراء والمتخصصين في علوم البيئة والمناخ، والتي تم افتتاحها اليوم بمحاضرة للدكتور عماد الدين عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة حول دور المجتمع المدني في دعم استضافة مصر لمؤتمر المناخ والمبادرات الاجتماعية التي تخلق روح الحوار الوطني.