رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

16-8-2022 | 09:14


الصحف المصرية

دار الهلال

سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن الوطن كان على قلب رجل واحد في حادث حريق كنيسة «أبو سيفين»، وهذا هو معدن مصر، والمصريين.

وأضاف سلامة - في مقاله بعنوان "رجل واحد في «أبو سيفين»" - أن كل أبناء الوطن تسابقوا إلى الوقوف صفا واحدا لمساندة أهالي الضحايا، والمصابين.. الكل تقدم للمشاركة، والدعم، لا فرق بين مسلم، ومسيحي، فالجميع أبناء وطن واحد، والضحايا، والمصابون هم أبناء هذا الوطن الذي يعيش فينا، ونعيش فيه.

وأشار سلامة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تابع الموقف لحظة بلحظة، وأجرى اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وقدم تعازيه في ضحايا الحادث، ووجه بتقديم كل الدعم لأسر الضحايا، وكذلك احتواء آثار الحريق في الكنيسة، وإعادة ترميمها بمعرفة «الهيئة الهندسية».

ولفت الكاتب عبد المحسن سلامة إلى أنه على الجانب الآخر، انتقل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، من «العلمين»، حيث كان يحضر أداء اليمين القانونية للوزراء الجدد، إلى الكنيسة مباشرة؛ للوقوف بنفسه على تطورات الموقف، ومعه اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، وقاموا بزيارة المصابين، ومواساة أسر الضحايا.

وأوضح سلامة أن «الأزهر الشريف» نعى ضحايا الحادث، ووجه بتقديم كل الدعم، والمساندة لأسر الضحايا، ووجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين، وفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام مصابي الحادث.

وأكد الكاتب عبد المحسن سلامة أن هذه هي مصر العظيمة بتاريخها الطويل في الوحدة الوطنية، وحاضرها المشرف، رغم أنف الكارهين، والحاقدين، والمتربصين.

وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات "إن النظرة المتأملة للعالم بدوله وشعوبه، تقول بقيامه على التنوع والاختلاف الفكري والثقافي والاقتصادي والسياسي أيضا، في ظل الفوارق الطبيعية القائمة بين المجتمعات والأفراد والنظم، التي هي في مجملها صناعة بشرية واجتهاد واختيار إنساني، في إطار التوافق العام بين غالبية الناس على الشكل والمضمون للدولة ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي".

وأضاف بركات - في مقاله بعنوان "الطريق الوحيد" - أنه وفي هذا الإطار تتعدد وتختلف النظم والسياسات والسياقات الاجتماعية للدول والشعوب، وفقا لصواب أو خطأ الاختيارات والرؤى والاجتهادات، وأيضا القدرة على تنفيذ تلك الرؤى والاجتهادات وكذلك أيضا الأحلام والطموحات والأماني.

وتابع بركات أنه وفي ظل هذا الاختلاف وذلك التنوع نرى دولا قوية وأخرى ضعيفة، وشعوبا غنية وأخرى فقيرة، ومجتمعات متماسكة وصلبة وأخرى مفككة ومهترئة طبقا للقدرات والإمكانيات وأيضا لصواب الرؤية أو خطئها، وكذلك صلابة الإرادة وقوة العزيمة أو هشاشتها وضعفها.

وأشار الكاتب محمد بركات إلى أنه ورغم هذا الاختلاف وبالرغم من ذلك التنوع، نجد أن هناك طريقا واحدا متفقا عليه بين جميع الدول والشعوب في عالمنا هذا، يجب أن يسلكه ويسير عليه كل من يتطلع للقوة والغنى، واحتلال المكانة اللائقة به من شعوب العالم ودوله.

وأوضح بركات أن الطريق الوحيد والمتفق عليه من الجميع هو طريق العمل والإنتاج، والسعي الجاد والمتواصل للأخذ بأسباب التطور والتحديث والتقدم، بالعلم والمعرفة والعمل الجاد والمكثف على جميع المستويات والأصعدة الاقتصادية والاجتماعية بما يؤدي لوفرة الإنتاج وجودة المنتج.

وأكد بركات أنه وللسير على هذا الطريق يجب أن نكون دائما وأبدا على وعي وإدراك كاملين، بضرورة الوقوف صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد، في مواجهة كل التحديات والصعاب والأخطار التي نواجهها وتهدد مسيرتنا نحو البناء والتطور والتحديث والتقدم الذي ننشده ونسعى إليه، وأن نؤمن إيمانا كاملا بأن طريقنا الوحيد للدولة القوية الحديثة هو العمل والإنتاج والمزيد من العمل والإنتاج.

أما الكاتب عبد الرازق توفيق، ففي مقاله بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "روح الجمهورية الجديدة"، قال "إن الساعات الأخيرة كشفت عن معان جميلة ومباديء نبيلة تليق بالجمهورية الجديدة".

وقال الكاتب "إن المشهد الذي جسد عظمة مصر وشعبها.. عندما تعرضت كنيسة "أبو سيفين" بمنطقة المنيرة الغربية بالجيزة لحريق شب بأحد أجهزة التكييف بالدور الثاني من مبنى الكنيسة.. حيث انتفض المواطنون المسلمون قبل المسيحيين للنجدة والإنقاذ، وهو ما يؤكد أن المصريين واحد".

وأشار إلى أن هذه الروح الجميلة والعبقرية، والحب والتسامح والأخوة بين المصريين تجلت في أجمل وأسمى معانيها في حادث كنيسة "أبو سيفين"، وخرج المواطنون من سكان المنطقة والشوارع المجاورة لإنقاذ المواطنين، فهكذا عاش المصريون على مدار تاريخهم لم يعرفوا التعصب أو التشدد أو الفتن، وكان التسامح والحب والوطن يجمعهم، في الأفراح والأتراح، في كل أمر يتعلق بكرامة وحرية الوطن.

وأوضح الكاتب أنه في الجمهورية الجديدة ترسخت مباديء وشرايين التلاحم بين المصريين.. فأصبح هناك قلب كبير ينبض بالحب والتسامح والمحبة والتفاني والانصهار من أجل هذا الوطن، خاصة بعد أن رحلت غربان وبوم الإخوان المجرمين التي نشرت الفتن، وحاولت تغيير بنية هذا الشعب وطبيعته السمحة.. لكن المصريين تمسكوا بثوابتهم وعقيدتهم في كونهم دائما على قلب رجل واحد.

وأكد أن مصر بلد ووطن التسامح والتعايش والإخوة، فلا تمييز ولا تفرقة على أساس ديني فمصر لم ولن تعرف ذلك أبدأ.. تظلها حرية العبادة والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، فالمسجد بجوار الكنيسة في المدن الجديدة تراهما متعانقين في الأحياء القديمة متجاورين.. في التاريخ والكفاح والنضال الوطني من أجل مصر تراهما معا.. فهذا الهلال يعانق الصليب في وجه كل غاشم ومحتل ومستعمر وخائن لا مكان بيننا إلا للمخلصين الأنقياء العاشقين لهذا الوطن.