د. أمانى ألبرت,
مما لا شك فيه أن هناك تحسناً طفيفاً فى تعامل الكنيسة مع الأزمات مقارنة بأزمة مقتل الأنبا ابيفانيوس، على الأقل هناك بيانات إعلامية تصدر فى وقت مناسب من وقوع الأزمة دون تأخير كبير كما فى السابق، إلا أن الأداء الإعلامى للكنيسة والمتمثل فى صفحة المتحدث الرسمى يحتاج لمراجعة كبيرة، فبتحليل أخبار الصفحة عبر شبكة التواصل الاجتماعى فيسبوك، تم نشر "١٥" خبراً يوم وقوع الحادث، مثلت أخبار متابعة واهتمام الدولة ما نسبته "٤٠٪" من المنشور ممثلة فى اتصال الرئيس ورجال الدولة كرئيس الوزراء وشيخ الأزهر ورئيس الهيئة الهندسية، فيما مثلت نسبة البيانات والإرشادات بخصوص صلاة التجنيز "٢٠٪"، مقابل ما نسبته "١٣.٣٪" لكل من حديث البابا عبر البرامج التليفزيونية لقناة DMC ومارمرقس، وكذلك حديثه المباشر على الصفحة ممثل فى مقطع صوتى وبخبر مكتوب برسالة تعزية.
اللافت للنظر خبرين خارج السياق يمثلان ما نسبته "١٣.٣٪" الأول لاستقبال وفد اتحاد المصريين بالخارج بصورة أشخاص مبتسمين ملتفين حول البابا يمسكون الدروع، والآخر لهيئة التدريس والعاملين فى مدرسة سان أرسانى بحضور الأنبا رافائيل، ورغم أنه تم دس هذين الخبرين وسط أخبار الأزمة إلا أنهما حظيا بأكبر نسبة تعليقات وتفاعلات من الجمهور، أبرزها تفاعل أغضبني، بينما تضمنت التعليقات صوراً للموتى خاصة الأطفال، وتعجب كيف أن الدولة كلها فى حالة حداد ورغم هذا نحن فى عالم آخر، مهتم باللقطة وأخذ الصور التذكارية، وهو أمر يدعو للعجب لا يميزه الإعلامى المتخصص فقط بل أى شخص غير مختص، كيف يتم وسط الأزمة نشر أخبار أخرى وكأننا فى حالة لامبالاة للحدث الجلل، لا نريد أن نكون من الحافظين دون الفاهمين، تقتصر مهمتنا على التوثيق دون وعي، نصلى أن يمتلك القائمون على إدارة الإعلام الكنسى روح إفراز وتمييز، هذا بوجه عام قبل أن نشير لضرورة امتلاك الحرفية الإعلامية الموجودة لدى عشرات بل مئات من أبناء الكنيسة الممارسين للصحافة والإعلام لسنوات طويلة.
لا يصح أن يصدر القائمون على الإعلام الكنسى الرسمى صورة سلبية غير مكترثة حتى لو دون قصد، ولو الأمر تم عن عدم معرفة فيمكن سؤال أى طالب فى الفرقة الأولى بأى كلية إعلام.
تصدير صورة سلبية يقلل من قيمة المجهود المبذول ويوهم المتابع بأن الحدث عادي، لوحظ أيضاً إشارة محددة فى المضمون لعبارة أن البابا يتابع تطورات الأوضاع، وكان من المفترض إبراز أوضح لمتابعات واهتمام الراعى بشعبه، وكلمة فى أذن قداسة البابا المعظم "لا تدع أحد يبعدك عن الأحداث التى يحتاج شعبك دعمك فيها، فلا يكفى مكالمات تليفونية عبر وسائل الإعلام أو التصريحات عبر الصفحة الرسمية، ولا يكفى أن تنوه الأخبار المكتوبة أن البابا يتابع تطورات الوضع فحسب بل نطمح أن نلمس تواجده الفعلى وسط الحدث كما تواجد رئيس الوزراء".