الرفق بالحيوان.. أسمى درجات الإنسانية
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني، نرى أشخاصًا يتعاملون بمنتهى القسوة مع الكائنات الأقل ضعفًا، وأصبحنا نسمع عن التعدي على حيوان سواء بضربه أو قتله أحيانًا، وهو الأمر الذي نشاهده باستمرار كمقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بكل عنف في نطاق ساخر كوميدي، فهل للحيوانات نصيب من الإنسانية أم لا؟.
وقال جورج الضيف، عضو مؤسس جمعية رفق لإنقاذ حيوان، إن ما نراه من بعض الأطفال والكبار من سخرية واستخفاف لدور من يقومون بالعطف على الحيوان ككائن لا يملك القدرة على الدفاع عن نفسه من الظلم، يجعلنا نتمسك أكثر في نشر ثقافة الرحمة والإنسانية واحترام مخلوقات الله، من خلال الجمعيات التي ترعى الحيوانات أو المتطوعين من الشابات والشباب في شوارع مصر، ويقومون بدورهم في إطعام القطط والكلاب وتوفير المأوى للحيوانات المهملة، التي تعاني من أذى الغير، كذلك نقوم بتعقيم القطط وإنقاذ الحيوانات المريضة، من خلال تعاون من الأطباء البيطريين المتطوعين لهذه الخدمة كنوع من الرحمة والإنسانية.
وطالب "الضيف" بتشريع قانوني لحماية الحيوانات، وأن يزداد النشاط التربوي في المدارس والأندية والبيوت، من أجل تنشئة أطفال يدركون الرحمة والإنسانية تجاه الفئات الأضعف لضمان الحماية اللازمة لهم، وأن نراعي التصرف بمسئولية تجاه الحيوانات وعدم الاستغلال السيئ لهم.
وأكد لنا أحمد مدكور، من مشايخ الأزهر الشريف، أن الأديان تدعونا إلى الرفق بالحيوان، وعدم معاملتهم بالقسوة والعنف أو تحميلهم فوق طاقتهم، وأن الرسول الكريم دعانا إلى الرفق بالحيوان وحمايته من ظلم الإنسان والشفقة عليه وإطعامه، متوعدًا من يعذبه أو يحبسه دون طعام بعذاب النار، قال الرسول عليه الصلاة والسلام "اتقوا الله في البهائم التي ملككم الله إياها فاركبوها صالحة وكلوها صالحة"، وأن المرأة المسلمة التي انتزعت منها الرحمة والإنسانية وعذبت قطة دخلت النار، فالإسلام لن يقف ضد الإنسانية سواء كانت لإنسان أو حيوان، فالإنسانية واجبة على كل فرد من إنسان لإنسان ومن إنسان لحيوان.