رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ميريك جارلاند الرجل الذي قد يوجّه اتهاماً لترامب

20-8-2022 | 13:56


ميريك جارلاند

دار الهلال

حُرم وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند قبل سنوات من مقعدٍ في المحكمة العليا من قبل الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكنه يواجه الآن قراراً مهمّاً مثل أيّ قرار قد تتّخذه المحكمة العليا، يتمثّل في حسم أمره بشأن ملاحقة رئيس سابق للولايات المتحدة.

وكان القاضي السابق البالغ من العمر 69 عاماً كان قد صادق شخصياً على مذكّرة تفتيش إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا، وبات عليه أن يقرّر ما إذا كان سيوجّه اتهاماً إليه.

وستُعد هذه سابقة بالنسبة إلى رئيسٍ أمريكي سابق. فقد مُنح ريتشارد نيكسون العفو من قبل خَلَفه جيرالد فورد قبل اتخاذ القرار بشأن توجيه الاتهام إليه في فضيحة "ووترجيت".

وقال ستيفين شوين أستاذ الحقوق في جامعة إيلينوي بولاية شيكاغو إنّ "توجيه اتهام إلى رئيس سابق أيا كان السبب، هو فكرة غير عادية"، مضيفاً أن "ما فعله ترامب أمر غير عادي أيضاً".

ويبدو أنّ تفتيش مقرّ إقامة ترامب في مارالاجو مرتبط بوجود وثائق سرية، لكن الرئيس السابق يخضع لتحقيقات أخرى بشأن جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية للعام 2020 ودوره في اعتداء أنصاره على مبنى الكونجرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021.

وحتى الآن لم تجرِ ملاحقة الملياردير الأمريكي بشأن أيّ من هذه القضايا، إلّا أنّ لجنة التحقيق البرلمانية بشأن الهجوم على الكابيتول توصّلت إلى خيوط يمكن لجارلاند متابعتها.

ويبقى الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيقوم بذلك. ففيما أثار تفتيش مارالاجو عاصفة سياسية، يمكن أن يؤدّي إصدار لائحة اتهام بحق ترامب إلى صب الزيت على النار في بلد منقسم بشدّة.

وفي هذا الإطار، اشار ستيفن شوين إلى أنّ ميريك جارلاند يملك ما يكفي من الحس السياسي لتقدير المخاطر، مضيفاً أنّّ لديه "عوامل أخرى من الصعب تقديرها".

وأوضح "من جهة، يجب على جارلاند أن يفكّر في مهمته التي تتمثّل في فرض القانون (...) ومن جهة أخرى، هو يعلم جيداً أن أي محاكمة جنائية لدونالد ترامب ستشجّع مؤيّديه، وأنه كان هناك عنف ضد عملاء فدراليين في السابق".

واتهم دونالد ترامب وحلفاؤه الجمهوريون ميريك جارلاند الذي اختاره الرئيس الديموقراطي جو بايدن لمنصبه، ب"استغلال" وزارة العدل لأهداف سياسية.

واحتجّ قطب العقارات السابق على أنّه "لم يحصل أيّ شيء مشابه لرئيس سابق للولايات المتحدة"، مؤكداً أنه ضحية "مطاردة ساحرات".

وفي صفوف الديموقراطيين، اتّهم البعض ميريك جارلاند بالتأخر في توجيه اتهام إلى رئيس سابق كان يجب أن يكون وراء القضبان بتهمة التحريض على التمرّد، حسب رأيهم.

وتعدّ القضايا التي تستحوذ على الاهتمام الإعلامي مألوفة بالنسبة لجارلاند.

فقد كان قد قاد التحقيق في هجوم اليمين المتطرّف على المكاتب التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي في أوكلاهوما سيتي، الذي أسفر عن مقتل 168 شخصاً في 1995. كما قدّم إلى القضاء تيد كازينسكي الناشط البيئي الملقّب ب"يونابومبر"، الذي أرسل طروداً مفخّخة إلى الأكاديميين وشركات الطيران.

وفي مارس 2016، اختاره باراك أوباما لعضوية المحكمة العليا، لكنّ الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على مجلس الشيوخ رفضوا التصويت على تعيينه حتى نهاية ولاية الرئيس الديموقراطي. وهكذا تمكّن دونالد ترامب من تعيين القاضي المحافظ نيل جورساتش.

ويحاول ميريك جارلاند الحريص جدّاً على الامتثال للقواعد، عدم التعليق على التحقيقات الجارية في وزارة العدل. لكنّه أُجبر على الخروج عن صمته بعد الغضب الذي أشعله تفتيش مارالاجو.

وشدّد على أنّ قرار تفتيش مارالاجو لم يُتخذ "باستخفاف"، مؤكّداً أنّ "القانون ينطبق على الجميع بإنصاف، من دون خوف أو تهاون"، ومشيراً إلى "المصلحة العامة المهمّة"، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التجديد النصفي.