كمال الشناوي.. سحر الفن والابتسامة
لا تملك حيال ابتسامته إلا أن تنجذب حتى في أعتى أدوار الشر التي قدمها، هناك ابتسامة بها استهانة لا يمكن تجاوزها، إنه الفنان الراحل كمال الشناوي أبو ابتسامة جنان سواء كانت ابتسامة ساحرة سكر تليق به كدنجوان عصره وأوانه في السينما المصرية كما في فيلم سكر هانم، أو ابتسامة ساخرة تليق به كشرير مثقف في اللص والكلاب، أو ابتسامة ساكنة مزلزلة كابتسامة وزير داخلية ذكي في الإرهاب والكباب، هذا عن سحر الابتسامة.
أما عن سحر الفن فكمال الشناوي كان فنانا شاملا، فهو لم بكن ممثلا وفقط، بل كان ممثلا ومنتجا ومخرجا ومطربا لحن له فريد الأطرش قصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم وسجلها للإذاعة التي سارعت وتعاقدت معه على عشرة أغنيات، وشارك بالغناء في أفلامه شادية وصباح وغيرهما، وكان أيضا فنانا تشكيليا فقد تخرج في كلية التربية الفنية وعمل كمدرس للرسم والموسيقى أيضا حيث تخرج من معهد الموسيقى أيضا، لعلكم الآن ادركتم لماذا عنونت مقالي بسحر الفن والابتسامة، واللافت في سيرة كمال الشناوي الفنية الطويلة هو تنوعها وثراءها، ولعله الوحيد من أبناء جيله الذي ظل يقدم أعمالا فنية حتى آخر عمره، ولم تأفل عن سماء نجوميته أدواره الفنية التي ظلت ساطعة فنحن لا ننسى له أدواره في الإرهاب والكباب ولا الواد محروس بتاع الوزير.
بدأت نجومية كمال الشناوي وسحره من اللحظة الأولى التي قدمه فيها نيازي مصطفى كبطل في فيلم غني حرب 1947 واستمر لفترة يلعب دور الفتى الوسيم صاحب الابتسامة الساحرة لفترة طويلة حتى تمرد على ذلك وقدم أدورا رائعة فيكفي أن نعرف أن لكمال الشناوي نصيب 5 أفلام من أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي؛ الكرنك وأمير الانتقام والمستحيل واللص والكلاب والرجل الذي فقد ظله، بينما لا يخفى على أحد خفة ظله والتي ظهرت مبكرا في فيلم سكر هانم الذي لا يفشل في نزع ابتسامة جميلة تشبه ابتسامة بطله كمال الشناوي في كل مرة نشاهده، مرورا بأدواره في الحموات الفاتنات مع إسماعيل ياسين حيث شكل معه ثنائيا لطيفا وكذلك كون ثنائيا مع شادية وفاتن حمامة، وظهر الجانب الكوميدي لدى كمال الشناوي بشكل أكبر في أدواره المتأخرة مع النجم عادل إمام.
لا أنسى له أيضا دوره في الدراما النفسية الرائعة التي قدمها مع المخرج الكبير حسين كمال في فيلم المستحيل، فقد أدى الشناوي دورا صعبا ومعقدا للغاية ببراعة منقطعة النظير، وكذلك لا أنسى له دور رءوف علوان المثقف الانتهازي في رائعة نجيب محفوظ وكمال الشيخ اللص والكلاب، ولا أنسى دموعه في لقاء تلفزيوني حين تذكر إنه لم يستطع اللحاق باللحظات الأخيرة في حياة أمه ودفنها لأنه كان يقف ساعتها على خشبة المسرح.
كان لحضوره التلفزيوني بصمة مميزة فمن منا لا يتذكر مسلسل هند والدكتور نعمان وزينب والعرش وأولاد حضرة الناظر.
ظلت ابتسامة كمال الشناوي لا تغيب حتى العام قبل الأخير من وفاته حين فقد ابنه عمر فحزن عليه حزنا شديدا، وغابت ابتسامته لمدة عام كامل قبل أن يرحل في 22 أغسطس من العام 2011.
رحل كمال الشناوي ولا زلت احتفظ بابتسامة وصورة الفنان في شبابه ونضوجه وتألقه.