سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب رضا العراقي إن التحول بمصر إلى مجتمع صناعي قضية شغلت عقل وبال الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى، لإدراكه الجيد بأهمية الصناعة والدور الذي تلعبه في النهوض بالاقتصاد القومي، هذه الرؤية الثاقبة فتحت أمامنا آفاقًا جديدة للتغلب على التحديات التي تواجه هذا القطاع المهم لنا جميعًا.
وأضاف العراقي في مقاله بعنوان "مجتمع صناعي، أنه "حتى نكون منصفين، يجب علينا أن نعترف بأن المؤسسات والأجهزة المختلفة داخل الدولة بدأت بالفعل التحرك نحو نهضة صناعية كبرى من خلال منظومة تديرها الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية، مثل إطلاق بوابة الاستثمار الصناعي وإنشاء المناطق الصناعية المتكاملة وغيرها من تعديلات قانون الاستثمار وتسهيلات منح التراخيص وإقرار الحوافز والمزايا، إلى جانب الامتيازات الأخرى التي تخلق مناخًا أكثر تنافسية لإقامة المشروعات الصناعية والتشجيع على غزو الأسواق المحلية والخارجية، كل هذه الخطوات جاءت في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي تطرق لكافة الإصلاحات الإدارية والتشريعية بما فيها الإصلاح الجمركي والضريبي الذي جاء لخدمة الصناعة بجميع مشتقاتها".
وتابع العراقي أنه "من هنا، يمكن القول إن هناك رغبة أكيدة من القيادة السياسية للتحول بمصرنا الحبيبة إلى مجتمع صناعي يضعها في دائرة الدول الصناعية الكبرى، وبالتالي فإن المرحلة القادمة تحتاج إلى جهود كبيرة تقع على عاتق وزير الصناعة الجديد المهندس أحمد سمير صالح للنهوض بالصناعة ومواجهة تحدياتها المختلفة".
وأشار الكاتب رضا العراقي إلى أنه "في الواقع، إذا تطرقنا إلى بعض الدول المتقدمة مثل ألمانيا واليابان والصين وغيرها من الدول المتقدمة صناعيا، نجد أن سر هذا النجاح هو الصناعة والتفاني في تطوير هذا القطاع، هذه الدول عملت على نفسها صناعيًا حتى حققت قفزات كبيرة، والآن أصبحت هذه الدول آمنة مستقرة نجحت في الحفاظ على أراضيها وممتلكاتها وتوفير حياة كريمة لشعوبها، وهذا ما تسعى إليه قيادتنا في العاجل من خلال استثمار صناعي يضم قلاعًا صناعية تلبي كافة احتياجاتنا من السلع ونصبح مجتمعًا منتجًا لا مستهلكًا، مجتمعًا بدون بطالة أو تضخم، مصدرًا للسلع والخدمات لا مستوردًا لها".
وأكد العراقي أنه "لابد أن نعترف بأن للمجتمع الصناعي قواعد ونظمًا قد تختلف تمامًا عن باقي المجتمعات الاستثمارية الأخرى، وأن نعترف أن لهذا المجتمع أيضًا بنية تحتية خاصة تشجع على جذب المشروعات الصناعية العملاقة ذات الخبرة للاستفادة منها في التنمية المستدامة، هذا ما يجب أن نسعى إليه جميعًا والتعاون مع القيادة السياسية للتحول إلى مجتمع صناعي يضمن لنا مستوى دخل مرتفعًا وحياة كريمة".
وفي صحيفة "الأهرام"، لفت الكاتب عبد المحسن سلامة الانتباه إلى أن هناك عشرات القتلى ومئات المصابين في حرائق نشبت، خلال الفترة الأخيرة، في العديد من الدول الأوروبية.
وأشار سلامة - في مقاله بعنوان "إنذار من أوروبا والجزائر" - إلى أن الحرائق امتدت إلى دولتي المغرب والجزائر، وقد أعلنت الجزائر، يوم الجمعة الماضي، سيطرتها على الحرائق التي التهمت مساحات كبيرة من الغابات في 14 ولاية، وأودت بحياة 37 شخصًا.
وأوضح سلامة أن حرائق أوروبا، وبعض دول المغرب العربي، سببها الرئيسي التغيرات المناخية الهائلة، وانتشار الغابات في مساحات واسعة، مما يجعلها عُرضة للاشتعال السريع بسبب حرارة الجو، والتغيرات المناخية التي ضربت مناطق كثيرة من العالم.
وقال سلامة: "ليس لدينا غابات، بالمعنى المفهوم، في مصر، والزراعات لدينا عادية، سواء كانت محاصيل حقلية، أو زراعات شجرية (فاكهة)، لكن، في كل الأحوال، لا بد من أخذ كل درجات الحيطة، والحذر، وتطبيق معايير السلامة، والأمن على كل المنشآت بدقة، وصرامة".
ونوَّه سلامة بأن حادث حريق وقع مؤخرًا في كنيسة "أبو سيفين" بالجيزة، ويوم السبت الماضي حدث حريق في أحد المولات التجارية بالإسكندرية.
وأضاف سلامة أنه تمت السيطرة على الحريقين، لكن وقع ضحايا، ومصابون، ومعهما نجمت خسائر اقتصادية في المنشأتين المتضررتين.
وشدد الكاتب عبد المحسن سلامة على ضرورة وضع خطة لمراجعة قواعد السلامة المهنية في كل المنشآت العامة والخاصة على السواء، وكذلك دور العبادة، والمسارح، والسينما، وغيرها من الأماكن، والمنشآت.
وأكد سلامة أنه لا بد من تجربة نظام الإطفاء داخل كل منشأة، ومراجعة سلامة المنشآت، وإنذار المخالف، وإعطاء مهلة زمنية للالتزام باشتراطات السلامة، والدفاع المدني، وفي حالة عدم الالتزام يمكن أن يكون هناك غلق إداري للمنشأة لحين توفيق أوضاعها، والالتزام بالمعايير المقررة في هذا الإطار.
وتابع سلامة أنه في كل الأحوال، فإن تكاليف الالتزام بمعايير السلامة، والصحة المهنية، واشتراطات الدفاع المدني، أقل كثيرًا من تكلفة الحرائق، وآثارها.
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن الرئيس الفلسطيني «أبو مازن» لم يأت بجديد، ولم يخترع شيئًا غير موجود أو غير معلوم بالنسبة للعالم كله، عندما ذكر خلال زيارته لألمانيا منذ أيام الجرائم والمذابح الإسرائيلية المتعددة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة منذ النكبة وحتى الآن.
وأضاف بركات - في مقاله بعنوان "جرائم إسرائيل" - أن الحقيقة التي يتجاهلها المجتمع الدولي كله، هي أن إسرائيل لا تحتاج إلى ارتكاب المزيد من الجرائم، كي تُدرج في مصاف الدول التي تمارس أبشع أنواع جرائم الحرب والتصفية العرقية، وكل الموبقات الأخرى على مستوى العالم كله.
وأشار بركات إلى أن إسرائيل منذ نشأتها وحتى اليوم ترتكب كل الجرائم وتقتل الأبرياء، وتسعى بكل العنف وكل الوسائل غير المشروعة للقضاء على الشعب الفلسطيني، وإجباره على الهجرة القسرية من أرضه وتركها تحت الإرهاب والقتل والهدم للمحتل الغاصب.
ونوَّه بركات بأن كل ذلك يتم ويجري تحت نظر وسمع المجتمع الدولي كله، الذي اتخذ موقف المتفرج، ولم يتحرك فعليًا لمنع العدوان أو ردع المعتدي ووقف المذابح الإجرامية والعنصرية.
وتابع بركات أن ما تمارسه إسرائيل ليس عملًا استثنائيًا بل تصرف دائم وانتهاك مستمر للقانون ولحقوق الإنسان.
وأكد الكاتب محمد بركات أن الواجب الوطني والقومي يفرض على الدول العربية بالذات، الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الإسرائيلية.