أكدوا على تغييرها لوجه الحياة في كافة المجالات .. 23 يوليو في عيون النجوم
تحقيق: عمرو والى
تعد ثورة 23 يوليو عام 1952 واحدة من أهم الثورات فى التاريخ الحديث بما خلفته من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، غيرت وجه الحياة فى مصر، وفى الوطن العربي بالكامل، وبطبيعة الحال لم يكن الفن بعيداً عنها، ، حيث أنتجت الكثير من الأعمال الفنية التي عبرت عن هذا الحدث السياسي بكل ما يحمله من إيجابيات وسلبيات، والذي فجر لثورة الإبداع في جميع المجالات وأتاحت الفرصة للكتاب والمؤلفين والفنانين لرصد وتأريخ ما أحدثته الثورة وتأثيرها على الشعب المصري، ومع الاحتفالات بمرور نحو 65 عاماً عليها "الكواكب" تستطلع آراء بعض الفنانين حولها وانطباعتهم بشأنها من خلال السطور القادمة.
الفنان خالد النبوي إن 23 يوليو تعد ذكرى سنوية لثورة قامت من أجل العدالة الاجتماعية وتحقيق الاستقلال الوطني، مشيراً إلى أنه لايجب النظر إليها باعتبارها عطلة رسمية، أو يوم في تاريخ مصر، وإنما على الشعب المصري الاحتفال بما تم تحقيقه من مبادئها، والسعي لاستكمال ما لم يتحقق.
وأضاف النبوي أن "هناك الكثير من الأحلام مازلنا نعمل من أجل تحقيقها"، موضحاً أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يعد رائد الاستقلال الوطني في القرن العشرين، والمتحدث بلسان حال الفقراء في مصر بعدما نادت ثورة يوليو بأهمية العدالة الاجتماعية كأحد أهم أهدافها الرئيسية.
نهضة فنية
ويرى الفنان آسر ياسين أن نهضة فنية كبيرة أعقبت ثورة 23 يوليو كانت نتاجا طبيعياً لدور النجوم في هذا العصر، الذى كان واضحاً في تأييده لها، بعد إنهاء العهد الملكي.
وأكد ياسين أن الشعب المصري هو الذي استفاد بخروج عدد كبير من المواهب الفنية التي تفجرت، ففي تلك المرحلة كانت هناك بداية لانطلاقة حقيقية للنهوض بالفن والسينما والمسرح على مدار العصور التاريخية التي أعقبت هذه الثورة.
أهمية الفن
وبدوره يقول الفنان هاني سلامة إن ثورة يوليو أكدت على أهمية الفن في حياة الشعوب،موضحاً أن ثورة 23 يوليو أثرت على جميع مجالات الدولة سواء الأدبية أو الثقافية أو الفكرية أو الفنية، بجانب الحياة السياسية التي أثبتت أن العلاقة بين الفن والسياسة وطيدة ولا يمكن فصلها بأي شكل من الأشكال.
ويرى سلامة أن السينما المصرية لعبت دوراً بالغ الأهمية فى التأريخ لتلك الفترة بكل مافيها من إيجابيات وسلبيات وحاولت تقديم صورة كاملة عنها كما حدث في أفلام مثل بداية ونهاية والكرنك وفي بيتنا رجل، ورد قلبي، وغيرها من الأعمال الخالدة في تاريخ السينما.
تحقيق الاستقلال
وقالت الفنانة داليا البحيري إن ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت لها أهداف عظيمة ونبيلة تحقق منها الكثير، مدللة على ذلك بامتلاك الكثير من الأفراد العاديين للأراضي جراء قوانين الإصلاح الزراعي التي أقرتها، وتم توزيعها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضافت البحيري أن تلك الأراضي ظلت لفترات طويلة هي مصدر دخل الأفراد الوحيد، موضحة أن ثورة يوليو استطاعت تحقيق حلم المصريين في الاستقلال والتحرر من الاحتلال الإنجليزي، وأعادت له كرامته وحريته.
الثورة الأم
ووصفت الفنانة فردوس عبد الحميد، ثورة 23 يوليو 1952 بأنها أم الثورات المصرية التي عملت على إعادة بناء كل أجهزة الدولة المصرية، مشيرة إلى أنها عملت على تحويل مصر من الحكم الملكي إلى النظام الجمهوري الذي يعتمد على الشعب كأساس ومصدر للسلطات.
وأضافت عبد الحميد أن ثورة يوليو تبنت لهموم المواطن البسيط وعملت علي حل مشاكله، وساعدت علي إنشاء المشروعات التنموية منها السد العالي، وتأميم قناة السويس، وهذا يرجع للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي عمل على تحقيق نهضة صناعية وثقافية إبان حكمه.
وأشارت عبد الحميد إلى أن شخصية السيدة تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل كان من أصعب أدوارها، خاصة وأن كل الشخصيات المشهورة أو السير الذاتية تكون صعبة على الممثل لأن مساحة الخيال بها محدودة، وبالتالي كان المطلوب الاقتراب منها شكلاً وروحا، كاشفة عن زيادتها فى الوزن لما يقارب الـ 13 كيلو جراما من أجل تحقيق التقارب الشكلي.
وأكدت الفنانة القديرة أنها من جيل ثورة 23يوليو 52 الذي نشأ على قيم وأهداف الثقافة والفن والفكر الراقي سواء على مستوى المسرح أو السينما التي أنتجت أفلامًا عظيمة تعد ميراثًا من الأعمال المختلفة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولا يمكن إنكار إنجازاتها العظيمة في تاريخ مصر والثورات العربية في ذلك الوقت، ودورها في تغيير مسار خريطة الشرق الأوسط وكان من تبعاتها ثورتا 25يناير 2011 ، و30يونيه لعام 2013 اللتين قامتا على تحقيق أهداف ومبادئ ثورة يوليو الأم.
الحدث الرئيسي
ويرى المؤلف بشير الديك أن ثورة 23 يوليو من أهم الأحداث التاريخية الخطيرة التي شهدتها البلاد، لافتاً إلى أن قيمتها الحقيقية فى القضاء على الملكية وإعلان الجمهورية، والقضاء على الإقطاع، وإقامة جيش وطني، وغيرها من المبادىء الشهيرة لم تظهر على شاشة السينما بشكل جيد وحقيقي إلا في فترة الستينيات، حيث تناولت موضوعات وقضايا وأموراً متعلقة بها مثل التأميم والوطنية والقومية وغيرها، مشدداً على أن كل الأعمال التي قدمت في السينما أو الدراما سارت على نفس النهج دون تناول الثورة كحدث رئيسي بكل تفاصيله التاريخية.
وأضاف الديك.. أن أفلام مثل رد قلبي والله معانا و غيرها من أهم الأفلام التي تناولت الشعب المصري قبل ثورة يوليو وأثناءها، مستبعداً فكرة تقديم فيلم جديد يتناول هذه الذكرى فى السينما حالياً، لأن هناك الكثير من القضايا والأحداث الحالية التي طرأت على المجتمع المصري سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، بالإضافة إلى الجيل الحالي لايفضل دائماً رؤية أحداث مضت ومر عليها زمنا طويلاً.
مبادىء راسخة
وطالب المؤلف محفوظ عبدالرحمن بإعادة كتابة مبادئ ثورة يوليو في الوقت الراهن نظراً لحاجة الشعب لأهدافها ومبادئها في ظل إعادة المسافات بين الطبقات وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية التي تلاشت تماماً خلال السنوات الأخيرة، وتحقيق فكرة الوحدة العربية التي تقوم على أساس واحد، وشعب واحد، وتاريخ واحد وآمال واحدة.
وأضاف عبد الرحمن.. أنه وحتي عام 1970 لم يكن متجاوبا مع الثورة و الرئيس الراحل عبد الناصر ، كما أنه كان يتمنى أن تكون ثورة 23 يوليو أكثر تجاوبا فى أمور عديدة ، ولكنه عقب 1970 عندما سافر إلى أوروبا شعر باحترام الجميع لها، ومن هنا بدأ يتغير تفكيره نحو الزعيم الراحل، لافتا إلى أن فكرة فيلم ناصر 56 جاءت بعد اتفاق مجموعة من الكتاب والفنانين على فكرة تخليد الشخصيات التى صنعت شيئا لمصر ومن هنا جاءته فكرة فيلم "ناصر 56"، حيث إن الفنان أحمد زكى كان متحمسا لأداء كل الشخصيات حيث كان يرغب فى أداء دور الملك فاروق، مشدداً على أن الهدف فى البداية أن يكون سهرة تليفزيونية ولكنه تحول لفيلم فيما بعد.
وجدان الشعب
واعتبر المخرج على عبد الخالق ثورة 23 يوليو بأنها ثورة حقيقة أثرت في وجدان وعقول الشعب المصري وفي كل مناحي الحياة فنياً وثقافياً، ضارباً المثل بالطفرة التي حدثت من خلال إعادة بناء منظومة الثقافة المصرية عبر إنشاء معهد السينما، ومعهد النقد الفني، ومعهد الباليه، كما تم إنشاء القطاع العام الذي أنتج أفلاما عديداً خلال فترة الستينيات.
وأوضح عبد الخالق أن تلك الفترة شهدت ازدهاراً في السينما ودخلت نسبة كبيرة من الأفلام بلغت نحو 30 فيلماً في قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية بشكل عام، موضحاً أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اهتم بالسينما والمسرح والفنون، اعتمادا على أن ازدهار صناعة الفن جزء رئيسي ومقوم أساسي لنجاح تلك الثورة.
رؤية مختلفة
وقال المخرج مجدي أحمد علي: إنه لا يوجد فيلم سينمائي حقيقي يعبر عن ثورة 1952، مشيراً إلى أن كل المحاولات كانت قليلة دون محاولة لتقديم وجهة نظر مختلفة للثورة، مشيراً إلى أن كل الأعمال التي تم تقديمها لم يتوافر فيها أي نوع من كشف الأسرار أو الكواليس الخاصة بأجواء قيام الثورة نفسها، فاقتصرت فقط على تقديم الخطب والشعارات، والأحداث التي تلتها.
وأضاف علي أن من الممكن تقديم أعمال ناجحة عن الثورة في حالة تضافر كل الجهود وتوفير ميزانية للإنتاج من قبل الدولة، والمنافسة بها في المهرجانات.