رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصوف و«العفاسة» والمسامير عجائز«بنى عديات» ينقذن الكليم الأسيوطى من الاندثار

28-7-2017 | 14:47


أسيوط: محمود فوزى

تشتهر قرية بنى عديات الشهيرة «بنى عدي» التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط منذ عقود طويلة بصناعة «الكليم العدوى» والذى أطلق عليه بعد ذلك الكليم الأسيوطي، حيث كان يتقنها غالبية أهلها حرصا منهم على عدم اندثار مهنتهم ومهنة أبائهم وأجدادهم فتتوارثها الأجيال. لكن تغير الحال الآن والكل ترك مهنة الأجداد؛ لتظل المهنة فى أيادى السيدات العجائز، اللاتى حرصن على استمرار المهنة والحفاظ عليها من الاندثار.. سيدات القرية يعملن الآن فى ورش منزلية صغيرة يصعب حصرها، وعددهن لا يتجاوز أصابع اليد.

«أم عدوي» سيدة تخطت الستين من عمرها بهيئتها البسيطة وهى تجلس أمام النول تعمل وتغزل «الكليم»، برفقتها ابنتها، تقول: أعمل بالأجرة حيث يجلب لى صاحب الكليم كل شيء من صوف ونول وأدوات، ومهمتى هى الغزل فقط، ويحاسبنى بـ»الرطل» الذى لا يتعدى ثمنه ٣ جنيهات، والسجادة أو المفرش تزن حوالى ١٠أرطال؛ فأنا لا أملك المال الذى اشترى به تلك الأدوات اللازمة للصناعة، وتكلفة بيع المفرش الواحد تصل إلى حوالى ١٢٠ جنيهاً.

وتضيف: «أم عدوى» أدوات صناعة الكليم عبارة عن نول من الخشب مثبت بمسامير، و»عفاسة» عبارة عن قطعة خشب طويلة وسميكة نضعها عند قاعدة النول، صوف أغنام، ومسامير، موضحة: نشد الصوف على النول ونثبته بالمسامير فنعمل الجداد والسدوة، ونغزل ونثبته فى مكانه ثم نبدأ فى النسج ورسم الأشكال المطلوبة «هلايل» وبعد غزل الشكل نضغط عليه بـ«الخلالة» لتثبيت الرسم وضغطه لأسفل وشده، و»العفاسة» تجعل الغزل أكثر انضباطاً.

مشيرة إلى أن الصوف المغزول يتم شراؤه على هيئة خيوط غليظة ملفوفة على بكرات من مربى الأغنام وبعض التجار بمختلف ألوانه الطبيعية «البنى والأبيض والجملى والبيج والأسود». وبعدها يتم نقل «الكليم» وبيعه فى القاهرة وعدد من محافظات الوجه البحرى وأحياناً يتم تصديره إلى خارج البلاد.

أم عدوى طالبت الحكومة بالاهتمام بهذه الصناعة، و إنشاء ورشة لأبناء وبنات القرية يتدربون فيها على صناعة الكليم الأسيوطى حتى لا تندثر الصناعة، وتقل نسبة البطالة بتوفير فرص عمل ومصدر رزق، يساعد الشباب على ظروف المعيشة ويصبح لهم مصدر دخل.

وفى منزل آخر بالقرية الفقيرة بالخدمات والمعروفة بأن نسبة التعليم بها عالية جدا؛ كانت تجلس سيدة خمسينية تعمل على «نول» وتشرح وتعلم حفيدتها الصغيرة هذه الصناعة كما تعلمتها من والدتها وجدتها، وترشدها لتشد خيوط الصوف بهذا اللون أو ذاك، وسط إصغاء وتركيز من الحفيدة التى لا تتعدى الـ ٩ سنوات لتنفذ هذه التوصيات والإرشادات عملياً.

فى ذات السياق، قال عثمان الحسينى مدير إدارة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة أسيوط، إن المحافظة تشتهر من قديم الزمن بصناعة الكليم الفلكلورى بمختلف الرسومات، وتنتشر صناعة الكليم بقرى «بنى عديات» التابعة لمركز منفلوط، والنخيلة التابعة لمركز ابوتيج، ودرنكة التابعة لمركز أسيوط.. وقد تطورت صناعة الكليم الأسيوطى، فيصنع الكليم ذو الطابع الفلكلورى المعروف باسم الجوبلان وتغذى محافظة أسيوط الأسواق السياحية لمصر كلها بكميات كبيرة ومتنوعة منه.