ماذا يحدث في حي الزمالك؟! وما السر في إصرار البعض على تشويه كل ما يمت إلى الأصالة والرقي عن قريب أو بعيد؟! ومن المستفيد من إطلاق مجموعة من الغوغاء يفعلون كل ممكن وغير ممكن من موبقات لتطفيش سكانه الأصلين؟!
أقول هذا الكلام بمناسبة حالة من الغضب العارم أعيشها أنا وجيراني وكل مدافع عن الأصول والقيم المجتمعية، والسبب.. مجموعة عامة على فيسبوك تدعو إلى الفسق، الفجور، بل والشذوذ تحت مسمى "zamalek outfit".. والمتابع لمنشورات وصور تلك المجموعة اللعينة يلاحظ أن جميع أعضائها لا يمتون لسكان هذا الحي بأي صلة لكنهم يأتون لالتقاط صورهم في شوارعه أثناء ممارستهم لكافة أشكال الرذائل!
وهنا يأتي السؤال الذي يؤرقنا نحن قاطني الزمالك: كيف يترك هؤلاء الشباب يجولون، يتسكعون، ويدمرون كل قيمة أخلاقية تحت مرأى ومسمع الجميع؟!
الحي الجميل يا سادة تحول بفعل هؤلاء إلى آخر قبيح، يتراقصون بين المارة والعربات، يزعجون السكان بدرجاتهم النارية وصياحهم حتى تباشير الفجر.. وكلما شكونا نزلت حملة أمنية مكبرة لضبطهم وإعادة الأمن والأمان، وبعد أيام قليلة يعود الحال إلى ما كان عليه!
القضية ليست في مجموعة "فيسبوكية" والسلام، لكن في منطقة كانت معروفة دوماً بحي السفارات تحولت بين ليلة وضحاها إلى ساحة تجمعات لمن لا يعرف ألف باء أخلاق، والنتيجة: إفساد كل ما هو جميل.
وبعيداً عن كل الحلول والتدخلات الأمنية للتصدي لمن يتلف المنطقة بحسن أو سوء نية، فما حدث ولا يزال يحدث يجعلني على يقين أننا أمام كارثة حقيقية .. ربما كان التدخل الأمني هو الحل الظاهر والأسرع لكن يبقى الأخطر والأهم.. نعم الأهم.. فمثل هؤلاء الشباب سواء كثر عددهم أم قل يحتاجون إلى وقفة.
فرؤيتهم للتحضر تدل على مفاهيم مغلوطة وهوية مفقودة، فالحرية عندهم هي فعل كل ما يهلك النفس من فواحش.. والرقي يعني ملابس عجيبة بأقوال أعجب..أما نظرتهم للغد فضياع ما بعده ضياع.. ما يجعلني أخشى من استغلال تطلعاتهم وخواء أدمغتهم من قبل أصحاب النوايا المغرضة.
المسـألة أخطر مما نتصور، ففي الوقت الذي نبني جمهوريتنا الجديدة، في ظل قيادة سياسية حكيمة مكنت الشباب ووجهت بتأهيلهم وتدريبهم للوصول لأعلى المناصب، ليس من المنطقي أن نجد من يغمض عينيه عن المشاركة في عجلة البناء، وينغمس في ضلالات آخرها هلاك.. لذا أرى ضرورة دراسة ظروف هذه القلة الضالة لإعادتهم للطريق القويم.. ووضع خطة إصلاح عاجلة يشارك فيها خبراء علم النفس، الاجتماع، ورجال الدين حتى نستغل طاقة هؤلاء في عملية الإنتاج قبل أن يسبقنا أحد قوى الشر ويستقطبهم فيما لا نريد.
اللهم إني قد بلغت، اللهم اشهد.