في مسعى لطمس آثار الوجود السوفييتي والروسي التقليدي في العاصمة كييف قامت السلطات الأوكرانية بتغيير أسماء 95 شارعا وساحة فيها مسماة بأسماء رموز روسية وسوفييتية، في خطوة ستثير حفيظة موسكو، كما يرى مراقبون.
وجاء تغيير أسماء تلك الشوارع والساحات في كييف بعد يوم واحد فقط من احتفال أوكرانيا بمرور 31 عاما على استقلالها، والذي تزامن مع ذكرى مرور نصف عام على بدء الحرب بينها وبين روسيا في 24 فبراير الماضي.
وهكذا تقرر تغيير أسماء شوارع في العاصمة الأوكرانية تحمل أسماء كتاب وأدباء روس كبار مثل ألكسندر بوشكين وليو تولستوي وأنتون تشيخوف وإيفان تورجينيف وميخائيل ليرمونتوف.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد ليطال فلاسفة ومنظرين شيوعيين كبار ليسوا روسا، كالألمانيين كارل ماركس وفريدريك إنجلز، اللذين سميت شوارع كثيرة باسمهما في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق ودول المنظومة الشيوعية آنذاك.
وتشمل قائمة الأسماء الأخرى التي تم تغييرها أسماء القادة العسكريين السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة لشوارع سميت على أسماء مدن روسية مثل موسكو وروستوف وماجنيتوجورسك، فيما تم إطلاق اسم العاصمة البريطانية لندن، على أحد شوارع كييف وفق التسميات الجديدة.
فأعيد مثلا تسمية شارع كان يحمل في السابق لقب وزير دفاع سوفييتي ليصبح اسمه كتيبة آزوف التي ارتبط اسمها خاصة بالحصار الروسي لمصنع آزوفيستال على مدى شهرين في مدينة ماريوبول.
كما أزيل اسم الكاتب الروسي ميخائيل بولجاكوف، أحد أعظم الكتاب في الاتحاد السوفييتي السابق، المطلق على أحد شوارع كييف رغم أنه مولود فيها.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الإجراءات من شأنها تجذير الصراع بين البلدين، وتوسيعه ليطال مستويات إنسانية وفكرية وثقافية، خاصة وأن ثمة تداخلا عرقيا ولغويا وثقافيا وتاريخيا متينا بين الروس والأوكرانيين.
فيما يرى آخرون أن من حق كييف التخلص من تركة الحقبة السوفييتية وما كانت تبطنه من هيمنة روسية وبمختلف رموزها، خاصة وأنها تخوض منذ 6 أشهر حربا وجودية مع موسكو.
هذا وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، تعليقا على القرار عبر تطبيق تليجرام "الأسماء الجديدة يجب أن تخلد ذكرى الأحداث التاريخية المهمة لأوكرانيا، وكذلك الشخصيات والأبطال المشهورين الذين مجدوا أوكرانيا وقاتلوا من أجل استقلال دولتنا".