رجحت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، أن زيادة الظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع درجات الحرارة وتدمير البيئات الطبيعية تمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة الإنسان في المستقبل، محذرة من تسارع انتشار بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فرنسا.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة تحذير آنا بيلا فيلوكس عالمة الحشرات في معهد باستور - مؤسسة فرنسية خاصة لا تهدف إلى الربح، تختص بدراسة علم الأحياء والميكروبات والأمراض واللقاحات - أن جائحة "كوفيد-19" ليست سوى بداية لسلسلة.. ففي حين أنه من الصعب التنبؤ بأوبئة جديدة بهذا الحجم في السنوات القادمة، فمن المؤكد أن الإصابات لا بد أن تتكاثر محليًا في جميع أنحاء العالم، في ظل التأثير المباشر لتغير المناخ.
وقالت: " يرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة وضعف النظم البيئية من خلال الممارسات الزراعية المكثفة والزراعة الأحادية وإزالة الغابات".. مضيفة أن هناك صلة واضحة بين فقدان التنوع البيولوجي والأمراض المعدية التي تتزايد اليوم، مشددة على أن البشرية تواجه بشكل متزايد فيروسات كانت خاملة لآلاف السنين وقد تعود إلى الحياة بسبب التغييرات المناخية.
وأوضحت آنا بيلا فيلوكس أن تغير المناخ سيؤدي أيضًا إلى مضاعفة الظواهر الجوية المتطرفة في العقود القادمة مدللة على ذلك بموجات الحر والجفاف التاريخية التي ضربت أوروبا هذا الصيف، منوهة إلى أن كل هذه الاضطرابات لها تأثير على تداول مسببات الأمراض.
وأشارت آنا بيلا فيلوكس إلى التغيرات المناخية ساهت في زيادة الإصابات بفيروس شيكونجونيا وحمى الضنك وفيروس زيكا، التي تنتقل عن طريق بعوضة النمر، ليس فقط في البلدان الحارة في المناطق المدارية التي نشأت منها، ولكن أيضًا في المناطق المعتدلة، بما في ذلك في فرنسا.
ووفقًا لـ دراسة أمريكية نُشرت مطلع أغسطس الجاري في المجلة العلمية "نيتشر كلايمت تشينج" فإن 58% من الأمراض المعدية أو أمراض الحساسية التي كان على البشرية التعامل معها حتى الآن قد تفاقمت بسبب المخاطر المناخية الحساسة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وبحسب أحدث أرقام الأمم المتحدة التي يعود تاريخها إلى عام 2020 من بين الإصابات التي ارتفعت في السنوات الأخيرة، فإن "الأمراض المنقولة بالنواقل هي الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ وهي تنتقل عن طريق البعوض والقراد والبق وتعد مسؤولة عن أكثر من مليون حالة وفاة كل عام في جميع أنحاء العالم.