رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رحلتك اليومية.. إلى أين؟

28-8-2022 | 19:03


وفاء أنور

حين قمت بتحليل ما يمر بك عقب متابعتك لمواقع التواصل الاجتماعي حين تختلط مشاعرك بشكل تلقائي، ومفاجئ ما بين لحظة وأخرى مع ما يتم عرضه أو نشره وهذا ما يؤثر عليك بشكل كبير لتقوم بترجمته مزاجيتك وتحوله إلى حالة من العصبية الزائدة فيما بعد، أدركت حينها أني ربما قد وجدت التفسير الصحيح لما يحدث لك.

إن نفسك التي عهدتها مستقرة تجدها فجأة تتأرجح كترمومتر زئبقي يعلو ويهبط كشخص أصابته هيستيريا مفاجئة، أو مسه بعض من جنون ليقوم بتوجيهك بعدها ويدفعك في الطريق الذي يريد. 

تلك المرة ستجد من كتب عن حدث أسعده فيقوم القلب بالتوحد مع العقل فيتفاعلا مع الأمر ثم ترتسم الابتسامة على وجهك، لتشعر بعدها بالسلام النفسي يملأ أركانك، ويستوطن روحك. 

انتظر ستقع عيناك الآن على خبر آخر يضج بالألم، والحزن أراك مسافرًا معه دون تردد، لأنك من اعتدت اقتسام مشاعرك مع الآخرين، لأنك هذا الإنسان الذي اعتنق الإنسانية منذ صغره، وما زال متمسكًا بها، فهي من جعلت منك شخصًا استثنائيًا، وإنسانًا غير اعتيادي.  

تمر بصفحة أحدهم فتجد حدثًا، أو صورة تثير الضحك لديك، فتسافر معها وتتعالى ضحكاتك حتى يسمعها من يجاورونك في أي مكان فينظرون إليك بدهشة فهم يراقبونك دون أن تدري حين تتبدل حالتك المزاجية من حين إلى آخر فتترجمها ملامح وجهك، وكأنك أصبحت مصابًا بالهذيان.

تسير بك الأمور متنقلًا ما بين خبر وآخر، ما بين حدث ونقيضه حتى تجد نفسك وقد أصابها حالة من عدم الاستقرار بمصطلح توضيح حالة الطقس في نشرات الأحوال الجوية. 

أعتقد أن الأمر أصبح شاقًا علينا جميعًا فسرعة التنقل والتفاعل مع ما يتم نشره أو عرضه، أصبح مرهقًا للغاية ليس فقط بالنسبة لنا، بل لكل من يشبهوننا.