مواجهة إفشال الدولة.. أبو سعدة: الثقافة خط الدفاع الأخير لمواجهة المخططات
أكد الشاعر الكبير محمد فريد أبو سعدة، أن الثقافة هي الخندق الأخير في مواجهة مخططات إفشال الدولة المصرية من حيث كونها رافدًا أساسيًا لمحاربة محاولات التطرف والإرهاب.
وقال في حوار لـ"الهلال اليوم " إنه على المثقفين مسؤولية كبيرة في التواصل مع فئات المجتمع لخلق حالة جماعية لبناء الدولة على أسس من المعرفة الحقيقية بكافة أشكال المواجهات الناجزة لمعوقات تقدم المجتمع المصري.
وقدم "أبو سعدة اقتراحا بكيفية إيلاء الدولة اهتماما بالمثقفين عن طريق مؤسساتها الثقافية المختلفة.
والي نص الحوار:
*انتشرت فكرة أكشاك الفتوى التي تهدف إلى إحداث بلبلة في المجتمع..ماهو التصور لدور الثقافة في مواجهة تلك الظاهرة؟
من المؤكد أن التطرف والتكفير السائدين بالمجتمع لا ينطلق من منبع ديني حقيقي، وإنما يهدف إلى أبعد من ذلك، فهو محاولة لهدم ثقافة الدولة وإرباك للمشهد العام بغية مآرب يعرفها الجميع، بيد أن المواجهة الحقيقية لذلك التوجه الهدام، لا يحدث من خلال مواجهة أمنية أو عسكرية، فتلك الوسائل ناجعة في مواجهات أخرى تتعرض لها مصر لحماية حدود البلاد وتعزيز أمنها، لكن الثقافة تعتبر بمثابة قوة ناعمة تتوغل في كل منافذ المجتمع لتكون حائط صد ضد تلك المحاولات الدنيئة.
*هل تحتاج الثقافة في هذا الإطار إلى إستراتيجية محددة لمحاربة تلك المخاطر؟
يلزم أن تتجه مؤسسات الدولة إلى الترسيخ لتغيير جذري في الثقافة بما فيها تجديد الفكر الديني وطرح أفكار وفعاليات تقدم الرؤية الحقيقية والجادة لمفهوم بناء الدولة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين والجهاد وغيرها من الإشكاليات التي تنفذ منها الفرق المناوئة لتقدم البلد.
*هل يعتبر الارهاب بمفهومه التقليدي الخطر الوحيد الذي يحول دون استقرار الدولة؟
الفساد والرشوة واستغلال النفوذ كلها قنابل موقوتة ضد ازدهار وتنمية أي بلد، و الدولة اتخذت خطوات جادة تجاهها وننتظر المزيد ولا يمكن إغفال أن المهمة بالغة الصعوبة لوجود بقايا كثيرة من الدولة العميقة، وعلى المجتمع أن يكون رقيبًا ومساعدًا في الإبلاغ عن أي فساد للجهات المسؤلة ولا يكتفي فقط بالشكوى.
*قدمت بصفتك مثقفا رؤية حول كيفية إيلاء الاهتمام بالمثقفين كقوة ناعمة في مواجهة محاولات تراجع الدولة؟
المؤسسات الثقافية في مصر تحتاج الي مزيد من التطوير فيما يخص كيفية الاستفادة من العقول المثقفة باعتبارها من أهم عوامل تأسيس الفكر المعتدل الرامي لإحداث حالة من التوازن المجتمعي انطلاقًا من أن الثقافة تنفتح علي كافة الاتجاهات في المجتمع منها ما هو السياسي والاقتصادي والديني، فإن صلحت صلح المجتمع، وفي هذا الإطار، تقدمت بصفة شخصية وعلي صفحتي بموقع الفيس بوك بمقترح يخص جوائز الدولة، أردت من خلاله أن تولي الدولة اهتمامًا أكبر بالمبدعين، وأن هذا سينعكس على العمل العام للمثقفين ويشعرهم بأنهم بالفعل القوة الناعمة لمصر وبالتالي يكونون جزءًا من قاطرة التقدم.
*هيئة محاربة الأرهاب والتطرف التي قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي إنشاءها.. هل تقتضي وجود هيئة ثقافية ضمن أعمالها؟
بالفعل هي خطوة مهمة من جانب سيادة الرئيس السيسي، ومن المهم أن يضاف إلى أعضائها أيضًا وزير الثقافة باعتباره ممثلًا عن المثقفين، هذا من ناحية، الأمر الأخر أن التطرف والتكفير ليس مجرد أكشاك للفتوى، إنما يمثل تغييرًا جذريًا في الثقافة بما فيها تجديد الفكر الديني، وهو ما يجعل للثقافة دورًا مهمًا في المرحلة القادمة.
*وما دور المثقفين في ذلك المشروع ؟
بداية، علي وزير الثقافة أن يقدم نفسه كجدير بهذه المهمة القومية، عبر إطلاق فعاليات هيئة قصور الثقافة باعتبارها تحمل مثقفين عضويين إلى كل مكان وإلى كل المواطنين لنشر التنوير وثقافة التسامح والحوار وتأكيد قيم الإبداع.