رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده .. فريد شوقي «حبيب المساجين» !

31-7-2017 | 04:35


من الطبيعي أن يؤدي كل إنسان عمله، لكن هناك فرق دائماً بين الأداء والإجادة والإبداع، وفي مجال السينما والفن يوجد الكثير ممن يعملون بهذا الحقل، منهم من أصبح نجماً ومنهم من أذهل الجمهور بروعة أعماله والتي كانت لها عظيم الأثر في نفوس الجماهير بما حققته من أهداف لصالح المجتمع وهو الفنان فريد شوقي .. في ذكرى ميلاده التي تقترب من ذكرى رحيله، أي في نفس الشهر، نلقي الضوء على أعمال فريد شوقي التي تحقق بموجبها ما أفاد فئات عديدة من شرائح المجتمع المصري.

 

المولد ورواسب الطفولة

في 30 يوليو 1920 ولد فريد شوقي بحي البغالة بالسيدة زينب وسرعان ما انتقلت الأسرة للعيش في حي الحلمية الجديدة الذي يتوسط عدة أحياء شعبية مصرية، منها السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وباب الخلق .. ولسهولة التنقل بين تلك الأحياء انصهر فريد في معظمها في مرحلة الطفولة حيث اندمج مع كل من هم في عمره سواء في مرحلة الطفولة أو الشباب، وعاش قصص واقعية في تلك الأحياء التي طاف بها وترسبت بداخله مما جعله يشعر بما يعانيه الطفل والشاب في تلك المجتمعات الشعبية.

 

البداية شريرا

بدأ فريد شوقي مشواره السينمائي عام 1946 بالمشاركة في فيلم ملاك الرحمة وفي العام التالي شارك في خمسة أفلام وهم ملائكة في جهنم وليالي الأنس وقلبي دليلي والستات عفاريت وغني حرب .. ومن تلك البداية وحتى منتصف الخمسينيات ارتدى فريد شوقي ثوب الفتى الشرير وفرد العصابات، ومن أفلامه في تلك المرحلة حكم القوي وأنا بنت مين واشكي لمين ووداعاً يا غرامي وبابا أمين وأيام شبابي والمليونير والصقر وأمير الانتقام وغزل البنات وعنبر ومن القاتل.

 وبدأ فريد البطولة المطلقة بجانب أدواره الثانوية في فيلم الأسطى حسن عام 1952 وفيلم حميدو في العام التالي ولم يرفض في تلك المرحلة أدوار نجم الصف الثاني كما حدث في فيلم بيت الطاعة وظلموني الحبايب وتاجر الفضائح وابن للإيجار وغيرها من الأفلام .

 

"جعلوني مجرماً" يغير القوانين

في بداية عام 1954 بدأ فريد شوقي في مجال الإنتاج بجانب التأليف وأنتج فيلم "جعلوني مجرماً" وكان ذلك بعد عامين من قيام ثورة يوليو أي أنه رأى أن ذلك عهداً جديداً يستلزم أفكاراً جديدة تدعو إلى الاستقامة وبث المفاهيم والقيم الأخلاقية في المجتمع، وكانت قصة الفيلم من تأليفه ورمسيس نجيب والسيناريو لنجيب محفوظ والسيد بدير .. ونعود لنؤكد أن رواسب الطفولة والشباب التي عاشها فريد تراكمت لتكون له معيناً يستمد منه أروع القصص .. فكتب تلك القصة عن الأطفال الذين تلفظهم أسرهم ويضطرون لارتكاب الجرائم ويقضون طفولتهم في مؤسسات الأحداث .. وأجاد فريد في تمثيل دوره في فيلم جعلوني مجرماً، ليصبح الفيلم من علامات السينما ويحقق هدفه الأول حيث انتبهت وزارة الداخلية وإدارة السجون والإصلاحيات للرسالة التي فجرها الفيلم عند عرضه فقاموا بإلغاء السابقة الأولى لأي شخص يدخل السجن أو الإصلاحية حتى يتمكن من الاندماج في المجتمع بعد خروجه دون سابقة إجرامية .. وهكذا غير فريد شوقي بعقله وفنه القانون بما يفيد أفراد المجتمع ممن تضطرهم الأحداث لدخول السجن.

 

"كلمة شرف" يخدم المساجين

وفي عام 1972 عاود فريد شوقي إنتاج فيلم آخر تسبب في تغيير قانون إدارة السجون وهو فيلم "كلمة شرف"، وهو من تأليفه وفاروق صبري ويروي الفيلم قصة محام زج به في السجن، وقد أبى أن يكشف لزوجته أن المتهم الحقيقي هو شقيقها الذي أخطأ مع فتاة وكانت النتيجة جنيناً، وأنه قد حاول أن يعالج الأمر بأن ذهب بالفتاة كي تجهض نفسها عند طبيب ولكنها ماتت، وقبض عليه ليواجه عذاب السجن، وعلم أن زوجته في أيامها الأخيرة فطلب من المأمور أن يمنحه ساعات ليراها قبل الرحيل .. ووافقه المأمور بعد أن وعده بكلمة شرف أن يعود للسجن مرة أخرى .. وبعد عرض الفيلم في 27 مارس 1972 قامت وزارة الداخلية باستحداث قانون يسمح للسجين بالخروج لمدة 48 ساعة لرؤية أهله والاطمئنان عليهم، وكان ذلك نتاج فن وعبقرية فريد شوقي الذي ساعد للمرة الثانية في سن القوانين التي تهدف لخدمة المجتمع حتى أطلق عليه نزلاء السجون لقب "حبيب المساجين".