قتلها.. ثم طالب بإرثها! (1)
بقلم : سكينة السادات
يا بنت بلدى القتل ليس بالضرورة أن يكون بإطلاق النار أو الطعن بسلاح أبيض، أتحدث عن القتل النفسى والمعنوى الذى يؤدى إلى المرض العضوى ثم يؤدى إلى الموت الحقيقى, وذلك الذى يسمونه "موتة ربنا", أى الموت عندما يشاء الله سبحانه وتعالى.
***
طلبتنى السيدة نانسى تليفونيا وقالت إنها تريد أن تقابلنى لكى تحكى لى حكاية أختها السيدة ناهد التى ظلمت, بل تقول إنها قتلت دون ذنب أو جريرة, وكان قاتلها من الجرأة والوقاحة أن طالب بعد موتها رسمياً بنصيبه فى ميراثها!
***
قالت السيدة نانسى 39 سنة, وأنا الشقيقة الصغرى لصاحبة المأساة التى سأرويها لك اليوم, وهى مأساة شقيقتى الكبرى ناهد التى رحلت عن دنيانا قبل عدة شهور وهى فى الخامسة والأربعين من عمرها، وكانت كبيرتنا وحبيبتنا أنا وأخى الوحيد الذى أنجبته أمى بعدي بعشر سنوات تقريبا.
قالت السيدة نانسى: نحن من أسرة ميسورة وتخرجنا جميعا فى الجامعة, وورثنا عن والدنا ووالدتنا عددا كبيرا من العقارات والمحال التجارية والأموال فى البنوك، فقد كان والدنا رحمة الله عليه رجل أعمال معروف وله شارع باسمه فى محافظتنا القريبة من القاهرة، أما أمنا فقد كانت ربة بيت مدبرة, وهى وقفت إلى جوار أبى حتى جمع كل تلك الثروة الطائلة!
وتستطرد نانسى.. تخرجت أختى ناهد المرحومة وعملت فى إحدى الشركات, وكانت جميلة ومتدينة, وتقدم لها الكثير من العرسان وللأسف كان معظمهم طامعا فى مالنا واسم أبى الكبير فى عالم المال والأعمال, حتى قابلت شابا يصغرها بثلاث سنوات وليتها ما قابلته, وبدأ يلقى شباكه حولها ويعرف كيف يسمعها أحلى الكلام, وكان يشغل وظيفة بسيطة فى إحدى الشركات, ولأنها - أختى المسكينة - بلا تجارب فى الحياة أحبته حبا عميقا وأصرت على الزواج منه رغم معارضة الجميع لعدم تميزه بأى شيء عن الذين تقدموا لخطبتها, بل كان هو أقلهم فى كل شيء, لكنه الحب وتصميم أختى على اختياره رغم تحذيرنا جميعا لها فى أنه بلا شك طامع فيها أيضا.
***
واستطردت.. تزوجت أختى ناهد من حسين, وقام والدى رحمه الله بشراء شقة الزوجة باسم أختى ناهد, وكانت سعيدة فى بداية الأمر لكنها تكدرت عندما حملت عدة مرات ونزل الجنين من رحمها من تلقاء نفسه, وكانت تبكى لأنها تريد أن يكون لها طفل وداومت على العلاج الذى قرره لها الأطباء, وتوفى الوالد وكان قد كتب لى أنا وأختى ميراثا مساويا لميراث أخى الذى له الحق شرعا فى ضعف ميراث أى منا.. "للذكر مثل حظ الأنثيين", وعلمت أن ناهد قد أعطت زوجها مبلغا كبيرا من المال ليبدأ به مشروعا تجاريا وأنه أصر على أن يكون المشروع باسمه هو, ولما كانت تحبه وتدافع عنه دائما فقد وافقت, ونجح المشروع واستقال حسين زوجها من وظيفته وتفرغ للمشروع وصار "حسين باشا" كما كانوا ينادونه فى الشركة الجديدة.
وكانت أختى المسكينة تمده بالمال كلما طلب منها مالا وتداوم على العلاج المكثف حتى تنجب له طفلا ثم حدثت المفاجأة التى لم تخطر على بال أحد، بل إنها للأسف مفاجأتان اثنان.. فماذا عن المفاجأتين؟ الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.