كتبت : نيرمن طارق
الكلمة الطيبة مفتاح سحرى للأبواب المغلقة بين الزوجين، فللكلمة وقع جميل على الأذن، يستريح لها العقل، ويرقص لها القلب، ومثلما يكون أول الشجار كلمة غاضبة، فإن أول الصلح قد يكون كلمة رقيقة عاطرة.
حتى الابتسامة على الوجه تكون بألف كلمة ساحرة، تمنح السعادة.. مثلما تؤكد الحب.
فى البداية تقول عبير عبدالحى 36 سنة: تحتاج الزوجة لكلمة شكر بعد تحضير الطعام، وبعد الذهاب مع الأطفال للنادى، والبعض لا يدرك مدى تأثير الكلمة على الحالة النفسية، وعلى سبيل المثال عندما اعتذر لى زوجى فى عيد ميلادى لأنه لم يتمكن من شراء هدية نظرا لظروف خاصة مر بها ، شعرت أن اعتذاره لى أفضل من مليون هدية، لأن التقدير لا يعنى المال.
وتشير رشا عطية 40 سنة إلى عادة خاطئة تؤذى مشاعر الزوجة يقع فيها أزواج كثيرون: أساسها الانتقاد الدائم للزوجة على أي خطأ حتى ولو عفوى، فله تأثير سلبى.
وتؤكد فاطمة عبدالرحيم 44 سنة: «على الرغم من مرور أكثر من 20 سنة على زواجى إلا أننى ما زلت أشعر بالفرحة إذا عبر زوجى عن اشتياقه لى أثناء السفر، لأن عمله يجعله يسافر كثيراً، ولا أنكر شعورى بالغضب إذا انتهت المكالمة الهاتفية دون أن يقول لى «وحشتينى » فلولا تأثير الكلمة الطيبة على الإنسان ما جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم صدقة .»
كلمة «شكرًا »
وتضيف نجلاء محمد 39 سنة: «الكلمة الطيبة هى أكبر دليل على الاهتمام والحب وهى لا تكلف شيئاً، ولكنها قد تختفى بعد الزواج بالمقارنة بفترة الخطوبة، ولا أستطيع نسيان كلمة الشكر التى وجهها زوجى لى بعد الحادثة التى تعرض لها لأنه أكد أن مساندتى له هى سبب من أسباب شفائه ورجوعه لعمله .» وتبحث ياسمين جمال 28 سنة عن كلمات الترضية السحرية: «هناك عدة مشاكل بينى وبين حماتى لأنها لا تراعى مشاعرى، وتتعمد اتهامى بالتقصير فى حق زوجى ولكن هذه المشاكل لا تؤثر كثيراً على حالتى النفسية، لأن زوجى دائماً يقول لى إنه لا يتفق مع والدته، ويؤكد لى أن لدى الكثير من الحكمة والصبر لتحمل ما تقول والدته .»
ويقول رفعت محمد 41 سنة: «الكلمة الطيبة لابد أن تكون من الطرفين فكما تسعد الزوجة بالتشجيع بعد إعداد الطعام، يجب أيضاً أن يشعر الرجل بمساندة زوجته له ولو بدعاء من القلب.
بينما يرى أسامة فتحى 36 سنة: لا شيء يسعدنى أكثر من اتصال زوجتى للاطمئنان عليَّ عند التأخير، كما هناك فرق بين الاتصال لتسأل هل أنت بخير؟ وأنا قلقت عليك! أو لطلب شىء.
الثقة بالنفس
وعن تأثير الكلمات على العلاقة الزوجية يقول د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة: الكلمة الحلوة هى عامل من عوامل استمرار التفاهم بين الأزواج، فالكلمة الطيبة قد تجعل الزوجة تتغاضى عن المشاكل المادية، وتجعل الزوج يتغاضى عن أي تقصير للزوجة فى واجبات المنزل، والدور الذى تلعبه الكلمة لا يقل أهمية عن الدور الذى تلعبه الابتسامة لذلك يجب أن تستقبل الزوجة زوجها بابتسامة عند عودته من العمل ويجب أن يبتسم الزوج فى وجه زوجته بعد أن تحضر له الطعام، وكلمة مثل «تسلم إيدك » تساهم فى ارتفاع الحالة المعنوية للمرأة، لأن الكلمة الحلوة تساعد على تعزيز الثقة بالنفس، كما يجب أن يسمع الزوج دعوات زوجته له حتى يشعر بالتقدير وليتمكن من مواصلة عمله بمعنويات مرتفعة.
ثقافة الاعتذار
وتقول د. بسمة سليم خبيرة التنمية البشرية: المرأة تحتاج إلى الكلمة الحلوة بعد الشعور بالإجهاد وعلى الزوج أن يدرك أهمية كلمة «شكراً » لأنها تخفف الإحساس بالتعب، كما أن هناك فترات معينة تصبح الزوجة أكثر احتياجاً للحنان والكلمة الحلوة، فالكلام اللطيف يخفف من الشعور بالضيق، والزوج أيضا يحتاج إلى الكلمة الحلوة عندما تشتد الضغوط المادية والعصبية، لذلك يجب أن يكون الكلام الحلو متبادلا بين الطرفين، ولابد من وجود ثقافة الاعتذار وثقافة تقبل الاعتذار حتى تستمر الحياة بشكل أفضل.