رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عقــــدة القطبــــين

31-7-2017 | 13:21


 بقلم –  أحمد أيوب

 

من مساوئ كرة القدم المصرية اختصارها فى الأهلى والزمالك، رغم أن مصر بها أندية لو امتلكت الإيرادات وحظيت بالدعم لربما كسرت حاجز القطبين، وتصدرت وأصبحت رقما قاريا مهما، لكن كالعادة فى مصر لا نتعدى الأصول، ولا نريد أن نغادر الماضى، والكبير لازم يفضل كبير نحميه ونحافظ عليه ونعادى من يعاديه ونقطع إيد من يحاول أن يتطاول عليه أو يتجرأ على منافسته أو حتى يحلم بأن يجاريه، كل خطط الكرة فى مصر لازم تبدأ وتنتهى بالأهلى والزمالك، الدورى لو خرج عن القطبين يبقى عيب وفترة وهاتعدى ولازم يرجع داره حتى لا يقل مقداره، المباريات تحدد مواعيدها على ساعة القطبين، والباقى لا حق لهم فى الاعتراض، نخشى من الناديين وكأن بأيديهما المشانق، نعمل ألف حساب لإدارتيهما.

نحتاج أن نغير الفكر وأن نتذكر أن لدينا «الدراويش» بكل ما لديهم من مواهب يمكن أن تحقق المعجزات لو نالت الدعم والاهتمام، لدينا «سيد البلد» الذى يعانى الانهيار، ولولا بعض أبناء الثغر المخلصين والمحبين للاتحاد لسقط وأصبح من أندية المظاليم وضاع كل تاريخه العامر بالإنجازات؛ لأن أحدا من مسئولى كرة القدم والرياضة فى مصر لم يهتم بأزمته.

لدينا «المصرى البورسعيدى» الذى دفع لاعبوه ثمن جريمة مأجورين كادت تنهى الرياضة تماما فى مصر.

لدينا عشرات الفرق والأندية التى تذخر بالمواهب لكن محكوما عليها كلها بالإعدام أو الموت كمدا تحت أقدام الكبيرين حتي تحقق مصالحهما .. لو بحثنا فى أندية الجنوب لوجدنا فرقا يمكن أن يكون لها شأن لو نظرنا إليها نظرة اهتمام، ولأنى واحد من أبناء محافظة المنيا وتحديدا إحدى قرى مغاغة، فلا يمكن أن أنسى نجوم الكرة الذين خرجوا من هذا الفريق، وإن كان أبرزهم العميد أحمد حسن، لكن القائمة طويلة من عماد النحاس إلى مخلوف حامد وحسين صلاح وعشرات غيرهم، لو بقى ربعهم فى الفريق لصعد إلى الدورى الممتاز بأقل مجهود، وبنفس حال مغاغة تأتى قرى وفرق كثيرة على مستوى الجمهورية مثل قرية المخزن بالمنصورة، التى قدمت لمصر مواهب كروية رائعة، لكن أيادى الأندية الكبيرة دايما خطافة، تصطاد مواهب الأندية والفرق الصغيرة بطعم الفلوس والنجومية، وفى النهاية كرة القدم المصرية هى التى تدفع الثمن من مستواها وضعف قدرات لاعبيها، ولعلنا نسمع دائما مقولة « المنتخب حاله من حال الأهلى والزمالك»، وهذا فى حد ذاته أكبر خطر على الكرة فى مصر، فالمنتخب لابد أن يكون حاله من حال كل أندية مصر ومن المحترفين، ولو منحنا الفرصة والاهتمام وتوقفنا عن الانحياز إلى القطبين وحدهما لانصلح حال الكرة وربما وجدنا من فرق الجنوب أو وجه بحرى من ينافس وربما يخطف الدورى.