رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مواجهة إفشال الدولة.. أحمد الباسوسي: مصر تقف في مفترق طرق

1-8-2017 | 09:22


كتب: أحمد فيصل

قال القاص الدكتور أحمد الباسوسي إن مصر تقف في مفترق طرق منتظرةً العبور الأعظم من الطرف الضيق نحو الأمن، والتنمية واستقلال الإرادة والسيادة، وأن هناك تحديات لاتزال تقف بالمرصاد حجرا عثرة تواجه المصريين كشعب، وتواجه صانعي القرار والنظام الحاكم بصفة خاصة، هناك تحديات خارجية إقليمية وغربية تستهدف تفكيك الدولة المصرية، وشرذمة جيشها، وإدخالها في نفق من الفوضى والحرب الأهلية، والأهداف معلنة قبل سنوات، منها ما يتعلق بإخلاء المنطقة من الجيوش الوطنية المحيطة بدولة الاحتلال الاسرائيلي، ومنها ما يتعلق بالهيمنة على مصادر الطاقة من غاز وبترول وخلافه، وإحدى الوسائل الشريرة في نشر الفوضى سواء في مصر أو في المنطقة العربية هي استخدام وتغذية النعرات الطائفية سواء لدى المواطنين أصحاب الدين الواحد (مسلمين:سنة وشيعة)، أو أصحاب الديانات المختلفة (مسلمين ومسيحيين)، واستغلال المتطرفين المتربصين والطامحين إلى تحقيق خيالات وأوهام وأحلام في السلطة والسيطرة والخلافة من أجل إنجاز هدف إغراق المنطقة في الفوضى والاقتتال بين أفراد الشعب الواحد، وبين أفراد الأسرة الواحدة. 


وأضاف "الباسوسي" في تصريحه لبوابة الهلال اليوم أن هناك تحديات داخلية تدفع بقوة الى إفشال الدولة المصرية، وربما يكون تأثيرها أكثر شدة من التحديات الخارجية تتمثل في الفساد وكَلفته المرتفعة جدا والتي لا يدفع ثمنها سوى الفقراء، وتغلغله في جميع تفاصيل الحياة اليومية للمصريين لدرجة افقدتهم الثقة في المستقبل وبإمكانية تحقيق العدالة الاجتماعية، الأمر الذي أضعف من قيمة الانتماء والولاء للوطن بدرجة ملحوظة. وكذلك ترتّب على غياب دور الدولة القوية وسوء إدارتها في وعي المواطن المصري أن اختلّت المنظومة القيميّة لديه، كما تراجعت لديه أيضا الكثير من القيم الإيجابية الخاصة بالعمل والإنتاج والولاء للوطن، والتسامح والحب والمودة، لصالح القيم السلبية مثل  العمل الفردي، والذاتوية، وعدم الحماس للعمل والإنتاج في الجماعة، وعدم الاكتراث، والسلبية، وزيادة التوتّرات، وعدم التسامح والروح العدائية الحاضرة معظم الأوقات.

وأكّد الباسيسي أن التحدّي الأخطر الذي يواجه الدولة المصرية ويسعى إلى إفشالها تحدي غياب العدالة الاجتماعية، وشعور الغالبية العظمى من الجماهير أنهم مهمشين، مظلومين، لأنهم ولدوا فقراء من دون ظهر أو سند. ويجب أن يسعى صانعو القرار إلى تدارك هذه المسألة قبل فوات الآوان، وإن تلاحم المصريون الفقراء والأغنياء مع السلطة الحاكمة، وتماسك المصريين رغم كل هذه الصعاب في مواجهة إرهاب الخارج ومعركته الشرسة ينبىء من دون شك بإمكانية نجاح الشعب المصري في تجاوز مرحلة عنق الزجاجة وعبور مفترق الطرق الى الأمان وإنشاء الدولة الحديثة التي نتطلع إليها جميعا.