افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور جمال ياقوت رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدورة 29 من عمر المهرجان، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا بحضور الوفود المشاركة هذا العام من 46 دولة من مختلف دول العالم .
وقدم الحفل الفنان أحمد وفيق،والمذيعة جاسمين طه زكي، وأخرج مراسم الافتتاح المخرج شادي سرور الذي بدأه بعرض فني عنوانه "الحضارة والتكنولوجيا " لمدة 3 دقائق يعبر عن عنوان الدورة وهو( التجريب المسرحي والتطور التكنولوجي) .
وقال الفنان أحمد وفيق في بداية الحفل : "وهكذا نلتقي مرةً أُخرى في افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورتهِ التاسعةَ والعشرين، اليوم نحتفلُ بعودة المهرجان في موعدهِ المعتاد بعد سنتين عانى فيهما، واليوم يجتمع المسرحيون من دولٍ مختلفة ليستمتعوا بتجاربَ مسرحيةٍ متباينة كما يستعدُ المسرحيون للمشاركةِ في الورش والندوات وباقي فعاليات المهرجان، كما ترجمت المذيعة جاسمين طه زكي تلك المقدمة باللغة الإنجليزية لضيوف المهرجان من الدول غير العربية .
وعرض المهرجان فيلما قصيرا عن فعاليات المهرجان،ثم أعقبها كلمة رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي،د.جمال ياقوت رحب فيها وشكر وزير الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني على دعمها لاستكمال مشروعات المهرجان، ورحب بالسادة ضيوف المهرجان من مصر ودول العالم قائلا : نستكمل في هذه الدورة ما بدأناه في الدورة السابقة.
وقال أيضا: أشكر الجميع على حضور المهرجان الذي كان له أكبر الأثر على خبراتنا، ولا يمكن أن تمر هذه المناسبة بدون أن أتذكر وأوجه الشكر للدكتور الراحل فوزي فهمي، وأرحب بمعالي وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، كما أرحب بالسادة الحضور من مصر والدول العربية ودول العالم، وأتوجه بالشكر لكل من قام بدوره بمنتهى الإخلاص".
واستكمل: كان مهما بالنسبة لنا أن يكون المهرجان لكل المصريين، فمنذ الدورة الماضية أعدنا تقليد أن نذهب بالعروض للمحافظات وكان المساعد والمعين في هذا الدور المخرج هشام عطوة، وهذا العام نكمل ما بدأناه العام الماضي".
وأضاف: "كذلك نادي المسرح التجريبي الذي يحث المسرحيين على التجريب لأن هناك فنانين لديهم فطرة التجريب، وأنا ابن من أبناء تجربة نادي المسرح التي تقوم على الجموح والتمرد، والعام الماضي قدمنا ٨ عروض في المحافظات وهذا العام سنذهب ل(12) محافظة لتقديم (14) عرضا .
وأردف: "المشروع المهم أيضا هو مشروع نشر الرسائل العلمية فقد تم نشر 7رسائل، كل رسالة في كتاب مرتبط بمحور هذه الدورة، ولأننا لابد وأن نساير العصر فكرنا على مسابقة النصوص المسرحية القصيرة، وأنا أعتقد أن أزمة الكتابة ليست لأننا لا نملك كتاب كبار ولكن لأننا نكتب وينتهي بالنص على الرف، فقررنا أن ننشر ونترجم لغات مختلفة.
وتابع: "لدينا أيضا العروض المسرحية القصيرة وعددها (16) عرضا يتنافس (8) عروض في اليوم، والمجتمع متعطش لهذا الأمر، وأيضا هناك أزمة في مواعيد المهرجانات وسنجتمع يوم 7 سبتمبر في اجتماع تأسيسي لبحث الأمر.
واختتم ياقوت حديثه قائلا: "لدي حالة من الحماس والتفاؤل أن المسرح سيتطور ويتقدم، وفي النهاية أتوجه بالشكر لمعالي الوزيرة نيفين الكيلاني التي وجدت منها كل التشجيع والدعم"
أما عن تفاصيل هذه الدورة فقال : لدينا( 44 ) عرضا مسرحيا ، ويتسابق خلالها (14) عرضا مسرحيا في المسابقة الكبرى ،و( 16) عرضا في مسابقة العروض القصيرة، و( 13) عرضا في نادي المسرح التجريبي، و( 10) ورش تدريبية لمدربين من مصر والعالم، بالإضافة لعروض التجوال والورش التدريبية في المحافظات ، ولدينا 4 ندوات عن التجريب المسرحي والتطور التكنولوجي، وعرض (7 ) رسائل علمية في مشروع نشر الرسائل العلمية ومناقشة لكتاب ومترجمين ،ومشروع شبكة المهرجانات العربية.
ثم صعدت وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلاني في أول ظهور رسمي لها في مهرجان دولي قائلة: مساء الخير السادة ضيوف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، سعدنا بحضوركم البهيّ، و أهلاً ومرحباً بجميع الفرق المسرحية المشاركة في المهرجان، والتي نتطلع للاستمتاع بإبداعاتها على مدار أيام المهرجان ، ونرحب بكم في يوم يجتمع فيه المجرِّبون، كي يقدموا إبداعات تخرج عن الثابت المستقر وتتحاور مع خيالات طامحة لتحقيق الدهشة وأَسْر الأذهان ، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، سعينا لدعوة أهم العروض المسرحية التي تساير أحدث تيارات التجريب المسرحيّ، كما حرصنا على استقدام مدربين من بلادٍ ومدارسَ مسرحيةٍ مختلفة في غالبية عناصر العرض المسرحي.
وأضافت : لقد استقدم المهرجان فعالياتٍ مهمةً تسعى للتأثير في مسيرة المسرح لا في مصرَ بمدنِها المختلفة فحسب، بل في كلِّ أنحاء الوطن العربي، ولقد شهدت مشروعاتُ التأليف والترجمة طفرةً كبيرةً تتعلق بمحور هذه الدورة، وهو التجريبُ المسرحي والتطور التكنولوجي، كما أطلق المهرجانُ مشروعًا لنشر الرسائل العلمية التي تناقش محور الدورة، وأخيرًا اهتم المهرجان بالتنسيق بين المهرجانات العربية فأطلق مشروعَ شبكةِ المهرجانات العربية الذي نأمل أن يمثل نقطةَ انطلاقٍ من أجل توحيد الجهود لتحقيق حالةٍ مسرحيةٍ تساير كلَّ المتغيرات العصرية،وأخيرا وليس آخراً نعلن افتتاح الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
تحملُ هذه الدورة اسمَ فنانٍ مسرحيٍ عالمي، يعرفهُ أغلبُ المسرحيين في العالم ويعرفون الكثير عن تجاربه الإخراجية وكذلك كتبه التي تمثل مرجعًا مهمًا في الإخراج، وعرض المهرجان فيلما عن أسطورة المسرح بيتر بروك حامل اسم الدورة ، ثم بدأت مراسم التكريم ، فيكرم المهرجانُ هذا العام عدداً من القامات المسرحية في العالم، والذين أثروا الساحةَ المسرحية العالمية بالتجاربِ الفنية المؤثرة والمُلهمة وهم الفنان الأنور الشعافي، وهو مخرجٌ و سينوغراف، مؤسس المهرجانَ الوطني لمسرح التجريب بمحافظة مدنين التونسية، و مديرمؤسس لمركز الفنون الدرامية بها، و
أخرج الكثيرَ من الأعمال المسرحيةِ التجريبية منها " تَري ما رأيت وآخر أعماله "كابوس آينشتاين" ، ومن المملكة العربية السعودية كرم المهرجان الكاتب فهد ردة الحارثي وهو مخرجٌ مسرحيٌ سعودي، من مواليد مدينة الطائف ، وأحد أهم رواد حركة التجديد في المسرح السعودي، عضوٌ مؤسس لموقع مسرح الطائف والذي يعتبر أولَ موقعٍ إلكترونيٍ مسرحيٍ سعودي ، وعدد الأعمال المسرحية التي قُدمت له حتى الآن ( 50) عملاً مسرحيا منها سبعةُ أعمالٍ للأطفال، وشاركت أعمالهُ في 122 مهرجاناً محلياً وعربيا، وشارك في التحكيم في الكثير من المهرجانات المسرحية المحلية والعربية.
و من مصر كرم اسم الراحل الكبير الدكتور كمال عيد أستاذ التمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون، كما أسس قسمَ الفنونِ المسرحية فى جامعة بابل،و
أخرج العديد من المسرحيات منها : "شفيقة ومتولي"، و"الضفادع"، وكتبَ الكثيرَ من الأبحاثِ والكتبِ والترجمات منها: "المسرحُ الاشتراكي، فلسفةُ الأدبِ والفن، جمالياتُ الفنون، مشكلات الدراما الاشتراكية، علمُ المجال المسرحي"، بالإضافِة إلى ترجمة مسرحية "الناووس" ونصوص تجريبية من المسرح المجري، كما نالَ العديدَ من الجوائز والتكريمات كان آخرها جائزةُ الدولةِ التقديرية لعام 2018، وتم تكريمه من الهيئة العربية للمسرح.
ومن مصر يكرم أيضا المخرج الفنان انتصار عبد الفتاح، الحاصل على العديد من الجوائز المحليِة والدولية، والمشارك بالعديد من العروض في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي،بعرض"الدربكة" والذي إختير لتقديمة في الدورة الأولى للمهرجان، وعرض "ترنيمة 1 " في افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان ،وعرض " كونشرتو " ، والذي قُدم في الدورة السادسة للمهرجان، وعرض "سوناتا "الذي مثل مصَر في المهرجان عام 1995، وعرض مخده الكحل، والذي حصل عام 1998 على جائزة أفضل عرض متكامل،كما فاز بجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان قرطاج الدولي المسرحي عام 2000.
ومن كندا كرم المهرجان الفنان والمخرج والمنتج الكبير دومينيك شامبين، الذي أخرج العديد من، العروض المسرحية باللغتن الإنجليزية والفرنسية كما أخرجَ العديد من عروض سيرك الشمس بكندا والعديد من الأعمال في مسارح لاس فيجاس، ويحاضُر في معهد الدراما بكندا، والكونسيرفيتوار وحصل علي العديد من الجوائز العالمية في الإخراج والكتابة.
وكرم المهرجان لجان المشاهدة في المسابقات المختلفة : ففي العروض المصرية كرم الدكتور حاتم حافظ، أستاذ الدراما والنقد، والمخرج ومصمم الرقص مناضل عنتر ،والمخرج هاني عفيفي ، واعتذر عن عدم الحضور الناقد محمد مسعد لوجوده خارج البلاد.
وكرم لجنة مشاهدة العروض العربية وهم : المخرج ناصر عبد المنعم،والمخرج هاني المتناوى، والناقدة والكاتبة رشا عبد المنعم، والدكتور محمود صبري، ولجنة مشاهدة العروض الأجنبية :المخرج عصام السيد،والمخرج والسينوغراف عمر المعتز بالله، واعتذر عن عدم الحضور كلٌ من الناقد خالد رسلان، والناقد باسم عادل لوجودهما خارج البلاد.
وعقب انتهاء مراسم الافتتاح عرض أول عروض المسابقة الرسمية في المهرجان وهو العرض الإيطالي" وهم" .