تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتكريس وشرعنة عشرات البؤر الاستيطانية التي أقامها مستوطنون متطرفون يهود في الضفة الغربية ضمن ما اصطلح عليه "الاستيطان الرعوي" المتمثل بسيطرة مستوطنين على مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية بحماية الجيش الإسرائيلي وإقامة مزارع عليها لرعي مواشيهم.
وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر، اليوم /الاثنين/، أن ما تسمى "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال تدفع بمخطط لشرعنة عشرات البؤر الاستيطانية التي أقامها مستوطنون على شكل مزارع لرعي المواشي، من خلال "نظام جديد" وضعته لهذه الغاية.
ويتعلق الأمر بشرعنة 30 – 35 بؤرة استيطانية استنادا إلى أنها أقيمت على "أراضي دولة". ويهدف النظام الجديد إلى إقامة بؤر استيطانية جديدة (إضافية) على شكل مزارع رعاة مواش في الضفة الغربية، إلى جانب شرعنة البؤر الاستيطانية التي سبق وأقيمت. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر في مجلس المستوطنات قوله إن سكرتير عام حركة /أمانا/ الاستيطانية، زئيف حيفر، يقود موضوع شرعنة المزارع الاستيطانية مع سلطات الاحتلال.
وأصبح إقامة المزارع الاستيطانية أحد اكثر أساليب الاستيلاء على أراضي الضفة، ويوجد حاليا 50 بؤرة استيطانية كهذه تسيطر على 240 ألف دونم من أراضي الضفة، أو ما يشكل حوالي 7 فى المائة من مساحة المناطق المصنفة سي، وفقا لمنظمة "كيرم نيفوت" لمراقبة الاستيطان. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المزارع الاستيطانية تقام على "أراضي دولة" وأراض بملكية فلسطينية خاصة، لكن تستولي على مساحات أوسع من مساحتها المعلنة، لأنه يتم رعي المواشي في مناطق أوسع.
من جانب آخر، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، حملة دهم واعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة تخللها اعتقال 17 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بزعم المشاركة في أعمال مقاومة شعبية فلسطينية. وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت وسط إطلاق كثيف للنيران مناطق متفرقة في مدن الخليل ورام الله والبيرة ونابلس وجنين، واعتقلت المواطنين السبعة عشر بزعم أنهم مطلوبون .
إلى ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين في المنطقة الجنوبية خلال المواجهات، مما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، وجرى معالجتهم ميدانيا من قبل طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.
ونصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية على مداخل الخليل الشمالية، ومداخل بلدات السموع وسعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم.