«الشؤون الإسلامية»: الأسابيع الثقافية فكرة مبدعة تلاقت فيها إرادة التنوير وبناء الوعي
أكد الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن فكرة الأسابيع الثقافية المنتشرة في محافظات مصر، بما تحمله من فكر تجديدي، تعد فكرة مبدعة تلاقت فيها إرادة التنوير وبناء الوعي السليم، مع استخدام التقنيات الحديثة لإيصال صوت الفكر وصوت الوعي وصوت الوسطية والتعددية والتسامح إلى كل مكان من خلال دراسة القضايا المهمة، التي تشغل بال الناس، والتي بلغت حتى الآن في محافظة القاهرة فقط 35 ندوة، تضمنت قضايا عقائدية وإيمانية، وأخلاقية، واجتماعية، وفلسفية، ووطنية تخص الدفاع عن الأمن الفكري والقومي للبلاد والعباد.
جاء ذلك في انطلاق فعاليات اليوم الرابع على التوالي في الأسبوع الثقافي الرئيسي السابع بمسجد (يوسف الصحابي بمصر الجديدة) بالقاهرة اليوم تحت عنوان: "مخاطر الإلحاد" وحاضر إلى جانب الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الشيخ مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه)، وقدم لها الأستاذ فوزي عبد المقصود المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ محمد جمال شبانه قارئًا، والمبتهل الشيخ أحمد عابدين مبتهلا، وبحضور الشيخ محمود عبد الباقي مدير إدارة أوقاف النزهة بالقاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأشار الدكتور أحمد علي سليمان، إلى أن قضية الإلحاد من أخطر القضايا على الساحة العالمية، مبينًا أن الإلحاد في اللغة يعني الميلَ والعدولَ عن القصدِ والحق، وهو مذهبٌ فلسفيٌّ يقومُ على فكرةِ إنكار وجودِ الله الخالق، والقولِ بأن الكونَ وُجد بلا خالق، وينكر القضية الإيمانية برمتها، موضحًا أن الإيمان بالله (عز وجل) هو الأساس الذي كان عليه آدمُ وذريتُه من بعده منذ أن أنزله الله إلى الأرض، أما الإلحاد فقد كان أمرًا طارئًا على البشرية.
ولفت إلى أن الإلحاد أنواع ومن أخطرها الإلحاد المصنوع والموجه والممول والممنهج لهدم المجتمعات والدول والعمل على إضعافها وإفشالها وإسقاطها، ومن واجب الوقت تضافر جهود علماء الدين والثقافة والتربية والاجتماع، والإعلام وعلم النفس لدراسة أبعاد هذه القضية ومواجهتها، وترسيخ عقيدة التوحيد في نفوس المسلمين، وتربية النشء والشباب تربية إعلامية ودينية سليمة.
من جانبه، أشار الشيخ مصطفى عبد السلام – في كلمته – إلى أن قضية الإلحاد قضية خطيرة تقوم على إنكار الخالق (جل وعلا)، مشيرًا إلى أن الفطرة السوية تثبت وجود الخالق، وأن ما نراه في الكون من مخلوقات أكبر دليل على وجود الله (عز وجل) قال (سبحانه) "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ"، موضحًا أن من أسباب الإلحاد غياب الوازع الديني مع رغبة الملحد في إشباع رغباته دون محاسبة ولا مراقبة، مؤكدًا أن المراقبة ويقظة الضمير تعالج خطر الإلحاد، مختتمًا حديثه بأن من أساليب القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة الاهتمام بالنشء، والعلم الصحيح، وملازمة أهل الدين والمعرفة، مع مراقبة الله (عز وجل).