أستاذ جيولوجيا: مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بمشروعات المحافظة على البيئة رغم تكلفتها
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا للمحافظة على البيئة منذ العديد من السنوات، وحتى قبل تضافر الاهتمام باجتماعات التغيرات المناخية.
وأوضح شراقي، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن مشروعات مصر في مجال مواجهة تداعيات التغيرات المناخية تساهم في المحافظة على البيئة، وبالرغم من تكلفتها الكبيرة إلا أن الدولة المصرية شديدة الحرص على الاهتمام بها، وتشمل مشروعات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وزيادة المسطحات الخضراء ومشروعات معالجة المياه واستبدال البنزين كوقود للسيارات بالغاز الطبيعي والكهرباء.
ونوه بأنه من أهم مشروعات المحافظة على البيئة، مشروعات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وأشهرها محطة بنبان في أسوان والتي تعد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بتكلفة 2 مليار دولار أي ما يقرب من 40 مليار جنيه مصري، إلى جانب مجموعة محطات آخرى بطريق الغردقة والزعفرانة، والمنطقة المعروفة بـ «مزارع الرياح لتوليد الكهرباء»، فأصبح ما يقرب من 20% من طاقة مصر طاقة متجددة وصديقة للبيئة، سواء كانت من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة المائية، فجميعها خالية من أي انبعاثات تلحق ضررًا بالبيئة.
وأشار إلى أن مشروعات المحافظة على البيئة تتضمن أيضًا زيادة الأراضي الزراعية في مصر والمسطحات الخضراء، نظرًا لدورها في زيادة الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، المسبب الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة والمشاكل البيئية، بينها مشروع المليون ونصف فدان، ومشروع مستقبل مصر وزراعة ما يقرب من مليون فدان في المرحلة الأولى بالإضافة إلى مشروعات معالجة المياه للمحافظة على البيئة من المياه الملوثة سواء مياه الصرف الصحي أو الزراعي، فتم إنشاء محطات لمعالجة المياه بلغت تكلفتها ما يقرب من عشرات المليارات، إذ بلغت تكلفة محطة بحر البقر في سيناء فقط 18 مليار جنيه، وجاري الآن إنشاء محطة الحمام، ومن المنتظر افتتاحها خلال فترة قريبة بتكلفة تجاوزت 20 مليار جنيه.
وشدد أستاذ الجيولوجيا على أن الدولة المصرية بدأت في إنشاء مشروعات المحافظة على البيئة منذ العديد من السنوات، فلم يأتي الأمر عقب مؤتمر المناخ العام الماضي بجلاسكو، أو أن الاهتمام نتيجة استضافة مصر لمؤتمر المناخ هذا العام، مضيفًا: «الاهتمام بالتغيرات المناخية بلغ أقصى درجاته عندما حذر بوريس جونسون، رئيس الوزراء السابق في المملكة المتحدة، من تهديد التغيرات المناخية بغرق بعض السواحل بينها الإسكندرية وهو ما دفع إلى زيادة الاهتمام بهذا الملف».
وأضاف شراقي: «مازلت جهود الدولة مستمرة لإنشاء المزيد من المشروعات صديقة البيئة، بينها تشجيع الدولة على تحويل السيارات من البنزين إلى الغاز الطبيعي والكهرباء نظرًا لأنها أقل تلوثًا للبيئة، إلى جانب اتجاه الدولة إلى النقل الجماعي والقطار الكهرباء والمونوريل لتوفير الوقود وتقليل التلوث».