روسيا والصين.. كيف يؤثر اتفاق مدفوعات الغاز على الدولار؟
في وقت تسعى موسكو لتعزيز علاقاتها مع بكين ردا على العقوبات الغربية المفروضة عليها، أعلنت مجموعة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار.
وبعد فرض عقوبات اقتصادية على موسكو على خلفية أزمة أوكرانيا، خفّضت روسيا أو أوقفت إمداداتها بالغاز إلى دول أوروبية مختلفة، مما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة، كما سعت روسيا لتعزيز علاقاتها مع حلفائها الآسيويين، خصوصًا الصين، وزيادة شحناتها من الغاز الطبيعي إلى أسواق خارج أوروبا.
في الجانب الرسي كان لجيرمان جريف رئيس "سبيربنك" أكبر بنك في روسيا عددا من التصريحات الهامة:
• الصين ستصبح حتما شريكا رئيسيا لروسيا وسيتراجع تأثير الدولار على الاقتصاد الروسي لصالح الروبل واليوان
• أوروبا خسرت مرتبتها كأكبر شريك تجاري تقليدي لروسيا
• الاقتصاد الروسي موجه نحو التصدير وبالتالي فإن النتيجة الواضحة والطبيعية لهذا الوضع هي أن الصين ستصبح بالطبع الشريك الأكبر لروسيا
• اعتماد روسيا على أكبر الشركاء التجاريين في الشرق وفي المقام الأول الصين سينمو
• ما يحدث حاليا سأطلق عليه مصطلح تطوير التعاون
• لا أعتقد أن روسيا ستعود إلى نفس حالة تأثير الدولار على الاقتصاد الروسي سيتم استبدال العديد من العملات الرئيسية في المقام الأول باليوان
الغاز والروبل
• 13 مارس.. الغرب يجمد 300 مليار دولار من احتياطي الذهب والنقد الأجنبي الروسي
• 24 مارس.. روسيا ترد بالإصرار على توريد الغاز الروسي لأوروبا بالروبل
• 27 أبريل.. روسيا توقف الغاز عن بولندا وبلغاريا لعدم سداد ثمن الإمدادات بالروبل
• 29 أبريل.. روسيا: 10 شركات أوروبية فتحت بالفعل حسابات لدى جازبروم بنك مطلوبة لتلبية مطالب روسيا للدفع
• 2 مايو.. رفض التكتل الأوروبي التسديد بالروبل مقابل الغاز الروسي
• 5 أغسطس.. بوتين وأردوغان يتفقان على دفع جزء من أموال استيراد الغاز بالروبل
• 6 سبتمبر.. جازبروم الروسية تعلن أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان
"الاتفاق الروسي الصيني يهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الدولار واليورو على التعاملات التجارية بين البلدين ودعم العملتين المحليتين"، وفق المحلل الاقتصادي الإيطالي، جورج آدموند، الذي أكد أن ذلك جزء من محاولات موسكو مواجهة العقوبات الغربية التي تستهدف اقتصادها ومصارفها وعملتها بالدرجة الأولى.
وأضاف آدموند أن "البلدين يسعيان منذ سنوات للتخلص من هيمنة الدولار واليورو على تعاملاتهما التجارية، ويرغبان في جعل العملتين المحليتين عنصرا رئيسيا في المبادلات التجارية القائمة بين القطاعين العام والخاص لدى الطرفين".
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن روسيا والصين ستواجهان صعوبات في الانتقال من الدولار إلى العملتين المحليتين في التبادل التجاري، كونه ما زال العملة الأقوى في العالم، إلا أنه رأى أن المكسب الكبير سيعود على الصين التي أمامها فرصة كبيرة لزيادة صادراتها إلى روسيا، ولا سيما أن الأخيرة تعاني من عقوبات أوروبية وغربية، ودفع ثمن الغاز بالروبل من شأنه تمهيد الطريق أمام توسيع نطاق التعامل بالعملتين المحليتين في تجارة السلع والمنتجات الأخرى.