السفير الألماني بمصر: الجامعة الألمانية بالقاهرة تعزز قيم الجودة والانفتاح وتضع أهدافا لمواجهة التحديات الجديد
أكد السفير فرانك هارتمان سفير ألمانيا في مصر أن ما نراه فى مصر وتحديدا فى الجامعة الألمانية بالقاهرة يعزز قيم كالجودة والانفتاح والاحترام، وأن الجامعة الألمانية تضع أهدافا لمواجهة التحديات الجديدة وهو ما يجعلنا داعمين دائمين لها .
وقال السفير الألماني في مصر - خلال حلقة نقاشية استضافها فرع الجامعة الألمانية بالقاهرة في برلين على هامش احتفالات الجامعة بمرور 20 عاما على إنشائها ومرور 10 سنوات على تأسيس فرعها في العاصمة الألمانية برلين - إنه يود أن يكون التعاون بين ألمانيا ومصر على نفس المستوى من أجل بناء الجسور، مستدركا: علينا أن ننظر ناحية مصر أكثر بخصوص الفرص الاقتصادية ومن الناحية الاجتماعية، لافتا إلى أن اهتمام المصريين بالألمان أكبر من اهتمام ألمانيا بمصر وهو ما يستدعي، توجيه النظر إلى مصر لاستغلال الفرص المتاحة هناك بشكل أفضل.
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة أن الجامعات العابرة للحدود أصبح دورها مهما ليس في مجالات البحث العلمي والتعليم فقط ولكن امتد دورها إلى الاقتصاد والثقافة وتحولت إلى دبلوماسية قائمة بذاتها، موضحا أن العالم بات يحتاج حاليا إلى المئات من تلك الجامعات العابرة للحدود للتقريب بين الدول وإيجاد حلول للمشكلات العالمية .
واستعرض منصور تجربته مع إنشاء أول جامعة عابرة للحدود خارج ألمانيا قائلا: "حلم إنشاء أول جامعة ألمانية عابرة للحدود في مصر بدأ عندما كنت مبتعثا من جامعة القاهرة للدراسة في جامعات ألمانيا، حيث وجدت المستقبل في إنشاء مثل تلك الجامعات ونجحنا فى افتتاح الجامعة الألمانية بالقاهرة لتستحوذ خلال فترة قصيرة على أكثر من 40 % من إجمالي نسبة التعليم العابر للحدود في دولة متقدمة فى التعليم والبحث العلمي مثل ألمانيا".
فيما قال الدكتور ينس براندنبورح وزير الدولة الألماني ممثلا عن الوزارة الفيدرالية للتعليم العالي، نحتاج دائما لجسور في ظل ما يحدث في العالم، ويحتاج لمثل هذه المشروعات من التعليم العابر للحدود التي تقرب البشر من بعضها لبعض، مؤكدا أن انشاء جامعات عابرة للحدود يحمل تحديا كبيرا ويحتاج شجاعة وصبر وقدرة على المرونة والثقة، والأساس في الأمر أن تكون هذه الصفات موجودة على الناحيتين وأن تكون المؤسسات العلمية هى من تقوم بدفع المشروع للأمام.
وأشار إلى أن الجامعات العابرة للحدود تشجع الجامعات للخروج للدراسة في البلدان الأخري وتشجع الطلاب المصريين للقدوم إلي ألمانيا والتعرف على الثقافة هنا والعكس يتم من جانب الطلاب الألمان، وأن هناك قيم نريد مشاركتها مع شركائنا مثل التعاون مع الاقتصاد والبحث العمي والحرية الأكاديمية لبحث علمي قوي وجيد .
وضرب الدكتور ينس مثالا على نجاح تجربة الجامعات العابرة للحدود قائلا، إن خريجي الجامعة الألمانية بالقاهرة متواجدين هنا في الشركات والمصانع الألمانية، حيث سهلت لهم طبيعة تلك الجامعة التعرف على مناخ العمل الألماني أثناء دراستهم في الجامعة، وأن التحديات في زمننا هذا من تغير مناخ وطاقة وماء لا يمكن ان تحل دون وجود حلول جامعية ولا يمكن الاستغناء عن التعاون بين الجامعات حول العالم والجامعات ثنائية القومية والتى لها دورا هاما في ذلك.
وبدوره، قال رئيس جامعة شتوتجارت، فولفرام ريسيل، إنه يتمنى توسيع التعاون وتعميق البحث العلمي وتجديد المناهج الدراسية والمضي في طرق جديدة نحو موضوعات البحث العلمي التي تدعم المجتمعات باعتبارها واجب على الجميع .
بينما أضاف كاى زيكس، أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى، إن العالم يمر حاليا بأوضاع صعبة ومواجهات سياسية شاقة، ويعتبر التبادل العلمي هو الحل الأنسب للتقريب بين الشعوب.
وتابع قائلا،" نحن ندعم الجامعات العابرة للحدود لأن هدفنا الدعم الطلابي بين مصر وألمانيا ليعبروا الحدود لتمكين العمل السلمي والتعاون وتحقيق الصداقات بين العلماء والتعاون بينهم الذي يفتح مجالا للحوار ".
وأضاف أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى:"نحن نعيش في عالم لديه صراعاته وتحدياته لكن التبادل العلمي أهم، ويجب أن يستمر لتقريب المسافات والحضارات"، موضحا أن الجامعات ثنائية القومية مثل الجامعة الألمانية في مصر تتمتع بأهمية مختلفة وتؤهل الشباب لسوق العمل العالمي، وهو هدف مصر وألمانيا، وأن الهيئة الألمانية تدعم الجامعات العابرة للحدود، كما تدعم الطلاب المصريين والألمان لعبور الحدود وتمكين العمل السلمي والتعاون في البحث العلمي وتحقيق الصداقات والتعاون بين العلماء، الأمر الذي يفتح مجالا للحوار، وهو ما تدعمه الهيئة الألمانية للتبادل العلمي.
ونوه أمين عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمي أن هذا التعاون الأكاديمي لم يكن ليتحقق سوى بوجود علاقات ثنائية بين مصر والمانيا، وهو يتزامن مع مرور 70 عاما على العلاقات المصرية الألمانية، مشيرا إلى أن إنشاء جامعة ثنائية القومية يدعم اظهار البحث العلمي الألماني والتعليم الألماني في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، باعتباره تعاون استراتيجي وأن هذه الرؤية أدت إلى أن يتحقق التعاون الوثيق بين الجامعات في ألمانيا ومصر، وأن هدفنا هو تعزيز التبادل الإنساني والفكري بين البلدين.
أما الدكتور ميشائيل فيبر رئيس جامعة أولم فأكد أن الدور المجتمعي للجامعات بات مهما ولذلك فإن تجربة الجامعات العابرة للحدود خير نموذج لخدمة قضايا المجتمع العالمي مشيرا إلى أن ذلك كان من العوامل التي جعلت جامعة أولم من أهم المشاركين في تأسيس الجامعة الألمانية بمصر ،متمنيا استمرار التعاون وتوسيع نطاقه مع تلك الجامعة ليشمل القطاع الطبي قريبا .
كذلك قال أوفيه بروكهاوزن محافظ راينكندورف ببرلين، إن فكرة الجامعات العابرة للحدود تساعد جدا على تقريب الثقافات من بعضها وقد قدم النموذج المصري نجاحا فى هذا الشأن، مضيفا: يجب علينا وعلى الجميع أن يعرف جيدا أن التعليم هو مفتاح النجاح والتعدد الثقافي قوة، وأن بناء جسور الود بين الشعوب تبنيها مثل تلك المشروعات .
واستعرضت الحلقة النقاشية مفهوم الدبلوماسية العلمية الحالية القائمة على عولمة أتساق الفكر العلمي والبحثي لرواد القرن الواحد والعشرين .