دعت الأمم المتحدة اليوم /الاثنين/ الاتحاد الأوروبي إلى تجنب اللجوء إلى الوقود الأحفوري في مواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معربةً عن أسفها حيال الرغبة في "التراجع" عن الموقف العالمي ما يتعارض مع المصالح العامة لمكافحة تغير المناخ.
وأنهت المفوضة السامية بالإنابة، ندى الناشف، كلمتها الافتتاحية خلال الدورة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان، بمناقشة موجزة لعواقب أزمة الطاقة الناجمة عن النزاع الدائر في أوكرانيا.
وأوضحت أنه "مع ارتفاع أسعار الطاقة الذي يهدد بضرب أكثر الفئات ضعفًا مع اقتراب فصل الشتاء، تتجه بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاستثمار في البنية التحتية وإمدادات الوقود الأحفوري".
وأضافت "بينما هذا الدافع مفهوم، فإنني أدعو الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في التكتل إلى الأخذ في الاعتبار العواقب طويلة المدى لتعزيز البنية التحتية للوقود الأحفوري". تجدر الإشارة إلى أن أوروبا تضررت بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، الناجم في بداية الأمر عن الانتعاش ما بعد كوفيد-19، ثم النزاع الدائر في أوكرانيا والذي يثير اليوم مخاوف من حدوث نقص في الإمدادات وسط الإلغاء التدريجي لشحنات الغاز الروسي. وفي عام 2021، بلغت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي الروسي حوالي 45 %. وأعلنت بعض الدول، بما في ذلك ألمانيا، بشكل ملحوظ عن زيادة اللجوء للفحم. ومن جهة أخرى، حثت الناشف الأوروبيين على الإسراع في تطوير مشروعات كفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة. وشددت بالقول إنه "لا مجال للتراجع في مواجهة أزمة المناخ الحالية". يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد اعتمدت في 28 يوليو الماضي قرارًا يعترف بحق البشر في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة. وجاء التصويت على هذا القرار في أعقاب اعتماد مجلس حقوق الإنسان عام 2021 قرار للاعتراف العالمي بحق الإنسان في بيئة صحية.