حوار : طاهــر البهــي

كنا نتبادل حوارا فنيا مع عدد من النقاد والصحفيين، وإذا بأحدهم يطرح سؤالا قائلا: لا أسأل عن أكثر النجمات شهرة، ولا إتقانا وموهبة، ولكن من هي أكثر النجمات التى تعرضت للظلم في الوسط السينمائي والتليفزيوني والمسرحى؟ الغريب أن الحاضرين واحد تلو الآخر بادروا بالإجابة: روجينا! التى تجاهلها المنتجون رغم نجاحها الباهر فى دورها المتميز في رائعة يوسف شاهين "المصير".

روجينا تفتح قلبها إلى حواء فى حوار تغلفه الألفة والمودة وتكشف عن أسرار جانبها الإنسانى..

فى البداية أعربت عن سعادتها الكبيرة بردود الفعل عن مسلسل «كفر دلهاب» الذى عرض هذا العام خلال شهر رمضان، قائلة: طاقم عمل المسلسل يعشقون العمل وقد استمتعت كثيرا بكواليسه، وهذا يعود إلى المخرج المبدع أحمد نادر جلال، الذى استطاع إشاعة جو من المحبة بين الفريق، كما تمكن من إبراز قصص الحب التى تضمنتها مشاهد المسلسل، وقد رأيت ذلك خلال عيون كل من شاهد العمل، حيث كرهوا شخصيات المجرمين وأحبوا قصص الحب، وكان هناك صعوبة بعد الموسم الماضي خاصة بعد نجاح مسلسل الأسطورة جماهيريا وعلى مستوى النقاد، إلا أننى قبلت التحدى والحمد لله حصلت على العديد من التكريمات على دورى بالمسلسل.

الوسط الفنى

النجمة الجميلة روجينا الشهيرة بملاك الوسط الفني، والتي يجمع على حبها كل نجمات جيلها اللائي تواصلن معها، والتى حرصت على زيارتهن ومشاركتهن جميع مناسباتهن، تقول: من المستحيل أن أغضب إحدى بنات جيلي أو أى من جيل الشباب، أما جيل الكبار فأنا أتواصل معهن واعتبرهن أساتذتي وأمهاتي، وأحرص على الحصول على بركتهن بزيارتهن، وتضيف: هذه هي القيم والأصالة التي تعلمتها ونشأت عليها منذ طفولتي، وليس في الأمر ما يتعلق بأن زوجي هو نقيب الممثلين، فهو قوى المشاعر فضلا عن حرصه تقديم الخدمات إلى الكثير من الممثلين وإسعادهم وتحقيق مطالبهم، وهذا ما يجمع بيني وبين أشرف ويقوي علاقتنا يوما بعد يوم، ودائما في معاملاتي مع الناس لا أفترض سوء النية، لذلك فعلاقتى وزوجى بالوسط الفني ممتازة وهي نفسها الروح التي كانت تسود في الجيلين الأول والثاني من أساتذتنا.

وعن علاقتها بأعمال المنزل تعترف روجينا أنها مقصرة تجاه متطلبات منزلها وابنتها وزوجها، ورغم ذلك إلا أنهم يقابلون ذلك بالتفهم للمجهود الرهيب الذي تبذله في العمل سواء في فترة التحضير للعمل أو أثناء التصوير، وتقول: زوجى وابنتى يقدران ذلك بحكم التعود لسنوات طويلة، باختصار "هما بيستحملوني بحكم أنهم فنانين مثلى".

وهل تعرف روجينا الخصام؟

قاطعتنى قائلة: نعم أغضب وبشدة عندما يكون هناك ما يثير غضبى وذلك لحرصى على مشاعر الآخرين وتجنب كل ما يغضبهم أو يجرح مشاعرهم، وبالتالي فأنا أنتظر أن تكون المعاملة بالمثل، وتضيف: عندما أغضب من صديق أو قريب أحتاج إلى فترة طويلة حتى أتصالح معه.

وكيف تتصالحين معه؟

تقول روجينا في وصلة صراحة نادرة: عندما أقرر التصالح ونسيان أخطاء الآخرين بشرط ألا تكون قد مست كرامتى، فإنني لا أقبل من أحد أن يقوم بدور حمامة السلام، وهذا يكون بعد مرور وقت من الخلاف حتى تهدأ الأمور وتأخذ وقتها، وإذا ما كنت مخطئة أسارع بالاعتذار فأنا لا أحب المكابرة، وبشكل عام أعتبر نفسي ويعتبرني المقربون إنسانة طيبة وأتحمل كثيرا قبل لحظة الانفجار والتعبير عن غضبي.

وعن النقد الذي يوجه لها وهل تغضب من تجاوزاته تقول،: أنا ممثلة دخلت إلى البلاتوه بعد دارسة وافية لكل ما يتعلق بعمل الممثل كما أعتبر نفسى قارئة جيدة، بخلاف الموهبة التي حبانى الله بها، ومن بين ما تعلمته النقد وأساليبه، ولذلك فأنا أحترم النقد البناء الذي يعتمد على أسس علمية وأفكار بناءة وليس القائم على أهواء شخصية، فالأول تتعلم منه وتستفيد من أصحابه، وهو بالتأكيد لا يغضبني، لكن النقد لمجرد الضغينة والكره فهو مغرض لا أقبله نهائيا.