أعلن أسطورة التنس السويسري روجر فيدرير، اعتزاله اللعبة البيضاء، رسميًا هذا العام 2022.

وكتب كوكب التنسر بيانًا رسميًا عبر صفحته الرسمية بموقع المدونات المصغرة "تويتر" يوضح فيه أسباب قرار اعتزاله.

وقال فيدرير في رسالته الوداعية:

"من بين كل الهبات التي أعطتني إياها رياضة التنس على مدار السنوات، فالأعظم دون شك كان الناس الذين قابلتهم في طريق: أصدقائي، منافسيني، وفوق ذلك الجماهير التي تعطي الحياة لهذه الرياضة. اليوم أود أن أشارككم أنباءً.

كما يعرف أغلبكم، السنوات الثلاث الماضية وضعت تحديات في وجهي من إصابات وصعوبات، عملت بجد للعودة للمستوى التنافسي، لكني أعرف كذلك حدود وقدرات جسدي، ورسالته لي مؤخرًا كانت واضحة. أبلغ 41 عامًا، لعبت أكثر من 1500 مباراة على مدار 24 عامًا، التنس كان كريمًا معي للغاية أكثر مما كنت أحلم، والآن يجب أن أعرف الوقت المناسب لإنهاء مسيرتي.

كأس ليفر الأسبوع المقبل سيكون آخر ظهور لي في التنس الاحترافي. سألعب مزيدًا من التنس في المستقبل، ولكن ليس في بطولات جراند سلام أو في البطولات التابعة لـ ATP.

هذا قرار حلو ومر على حد سواء، لأني سأفتقد كل شيء قدّمته لي جولات ATP، ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير لأحتفل به. أعتبر نفسي واحدًا من أكثر الأشخاص حظًا على وجه الأرض، وُهبت القدرة الخاصة على لعب التنس، ومارستها في مستوى لم أكن لأتخيله لفترة أطول بكثير مما كنت أعتقد.

أود أن أشكر زوجتي الرائعة ميركا تحديدًا التي عاشت كل دقيقة معي، كانت تساعدني في التسخين قبل النهائيات، شاهدت عددًا لا يُحصى من المباريات حتى أثناء حملها في الشهر الثامن، وتحمّلت جانبي الأحمق رفقة فريقي على مدار أكثر من 20 عامًا.

أود أن أشكر أيضًا أطفالي الأربعة الرائعين على دعمي، فرؤية عائلتي تدعمني من المدرجات هو شعور سأحفظه إلى الأبد.

كما أشكر وأعترف بفضل والديّ الرائعين، وشقيقتي العزيزة، فدونهم لم يكن لأي شيء أن يصير ممكنًا. وأشكر كل مدربيني السابقين الذين قادوني نحو الطريق الصحيح دومًا، لقد كنتم رائعين، وكذلك التنس السويسري الذي آمن بقدراتي منذ سن صغيرة وأعطاني بداية مثالية.

أشكر كذلك فريقي الرائع: إيفان، داني، رولاند، وخصوصًا سيف وبيير الذين أعطوني أفضل النصائح وكانوا حاضرين دائمًا لأجلي. كذلك توني الذي أدار أعمالي بشكل خلّاق لأكثر من 17 عامًا. أنتم جميعًا رائعون، لقد عشقت كل دقيقة من العمل معكم.

كما أشكر كل رعاتي الوفية الذين كانوا بمثابة شركائي، والمسؤولين عن التنظيم في بطولات ATP الذين استقبلونا دومًا بصورة رائعة وبكثير من الترحاب.

وأشكر منافسيني في الملعب، كنت محظوظًا بالشكل الكافي للعب العديد من المباريات الملحمية التي لن أنساها أبدًا. قاتلنا بعدالة وبكثير من الشغف والحدة، وحاولت دائمًا بأقصى ما لدي أن أحترم تاريخ اللعبة، أشعر بامتنان هائل، دفعنا بعضنا البعض، وأخذنا رياضة التنس سويًا إلى مستوى آخر.

وفوق كل ذلك، يجب أن أخصص شكرًا خاصًا لجماهير المذهلة، لن تدركوا أبدًا مدى القوة والإيمان التي اكتسبتها بفضلكم، الدخول إلى ملاعب ممتلئة كان مثيرًا وبمثابة شعور مُلهم. دونكم، لشعرت بالوحدة مع هذه النجاحات، لكنها في المقابل تحققت ممزوجةً بالمتعة والطاقة.

الأعوام الـ 24 الأخيرة في مسيرتي كانت مذهلة، أحيانًا أشعر أنها مرت في 24 ساعة، لكنها كانت أيضًا عميقة وسحرية للغاية وقد عشت حياة كاملة بالفعل. كنت محظوظًا للعب في أكثر من 40 دولة، ضحكت وبكيت، شعرت بالبهجة والألم، لكن فوق كل ذلك شعرت أنني حي لأقصى درجة.

على مدار رحلاتي، قابلت العديد من الناس الرائعين الذين سيظلون أصدقاءً لي للأبد، الذين أوجدوا وقتًا دومًا في جداولهم الممتلئة لمشاهدتي ألعب وتشجيعي في كل مكان بالعالم، شكرًا لكم.

عندما بدأ حبي لرياضة التنس، كنت جامعًا للكرات في مدينتي بازل، اعتدت مشاهدة اللاعبين وكأنهم خارجين، كانوا عمالقة بالنسبة لي وعندها بدأت أحلم. حلمي دفعني إلى العمل بشكل أقوى وبدأت في الإيمان بنفسي. وبعض النجاح أعطاني مزيدًا من الثقة وفتح أمامي الباب أمام رحلة رائعة حتى يومنا هذا.

ولذا، أود أن أشكركم جميعًا من عميق قلبي، أشكر كل شخص حول العالم ساعد في تحقيق أحلام جامع كرات سويسري صغير.

أخيرًا، إلى رياضة التنس: أحبك، ولن أتركك أبدًا.

روجر فيدرير".