وزير خارجية الأردن لنظيره الأمريكي: حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن تقبله وتتبناه الشعوب
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي خلال لقائه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، أن حل الدولتين للقضية الفلسطينية هو الحل الوحيد الذي يمكن أن تقبله وتتبناه الشعوب.
وأكد الوزيران - في مؤتمر صحفي مشترك في (واشنطن) بعد محادثات موسعة أجرياها حول تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وتبعها توقيع مذكرة تفاهم حول العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة - أن البلدين سيستمران في العمل معاً من أجل تعزيز التعاون وتطويره في مختلف المجالات.
وشكر الصفدي الولايات المتحدة على الدعم المستمر الذي تقدمه للمملكة.. قائلا:"إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم، وهي المذكرة غير المسبوقة من ناحية مدتها وحجم الدعم الذي تقدمه للأردن، تعكس قوة ومتانة العلاقة بين البلدين".. مضيفا "نحن ممتنون للدعم المستمر الذي تواصل الولايات المتحدة تقديمه للأردن، هذا الدعم أساسي في جهودنا للتعامل مع التبعات الثقيلة للأزمات الإقليمية على الأردن، سواءً فيما يتعلق باللاجئين، وأمن الحدود، وتهريب المخدرات، والعبء على مواردنا".
وقال الصفدي:"بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة سنستطيع الاستمرار في تقديم الحياة الكريمة التي يستحقها اللاجئون. هؤلاء اللاجئون كانوا ضحايا الصراع ويحب أن لا يصبحوا ضحايا عدم القيام بما يلزم من أجل مساعدتهم".
وأكد أن مذكرة التفاهم أساسية أيضاً لدعم العملية التنموية في المملكة، في الوقت الذي بدأ فيه الأردن عمليات إصلاح شاملة ومعمقة ستقوي الاقتصاد الأردني وتزيد من تنافسيته، وتوفر فرص العمل وتساعد في تلبية احتياجاتنا من الماء والطاقة وبناء المستقبل الأفضل الذي يستحقه شعبنا. وأضاف مخاطباً بلينكن: "نثمن عالياً دعمكم المستمر للأردن.
وتابع: "بصفتنا أصدقاء وشركاء سنستمر في العمل معاً لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في حل الصراعات الإقليمية وتكريس الأمن والاستقرار والسلام والتعاون والرخاء في المنطقة".. مضيفا"سواءً فيما يتعلق بعملنا المشترك من أجل إحياء العملية السلمية ووضعها على الطريق الصحيح باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، الحل الوحيد الذي يمكن أن تقبله وتتبناه الشعوب، وسواءً في جهودنا لإيجاد حلول سياسية للأزمات الكارثية في سوريا واليمن وليبيا أو في جهودنا المشتركة لضمان هزيمة الإرهاب، للولايات المتحدة دور رئيسي أساسي لا يمكن استبداله".
وأردف وزير خارجية الأردن "هذه تحديات صعبة، وندرك أنه لا يمكن تجاوزها إذا لم نعمل على مواجهتها معاً. سيستمر الأردن بالقيام بدوره والعمل معكم بشراكة دائمة، ليس فقط لتجاوز هذه التحديات ولكن أيضاً للاستفادة من الفرص التي سيوفرها السلام والتعاون في منطقتنا" مشيرا إلى تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن - خلال لقائهما في جدة - على الشراكة القوية والدائمة، وهي شراكة استراتيجية وستستمر في فعل الكثير من العمل ليس فقط للبلدين، ولكن أيضاً للمنطقة وللسلم الدولي.
وذكر الصفدي "اليوم بالتأكيد هو يوم مميز سيسجل في الصداقة التاريخية والعميقة التي يتمتع بها بلدانا دائماً".. مضيفا مخاطباً بلينكن "كما قلت أنجزنا الكثير" متوجها بالشكر لجميع الزملاء على الجهود التي قاموا بها من أجل إنجاز المذكرة وجعل هذا اليوم يوماً مميزاً في علاقاتنا التي هي، كما يؤكد الملك عبد الله الثاني شراكة استراتيجية ورئيسية للأردن.
وفي ردّ على سؤال حول وجود أمل في قيام الدولة الفلسطينية وموقف الأردن من التطورات المرتبطة بها، قال الصفدي "ليس فقط نؤكد على ضرورة أن يبقى الأمل في قيام هذه الدولة، ولكننا نعمل من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. لأننا إذا لم نتمكن من الوصول إلى هذا الحل لن يتحقق السلام الذي عملنا جميعاً مطولاً من أجله".
وزاد الصفدي "حل الدولتين يبقى السبيل الوحيد لحل الصراع، نحن مصممون على الاستمرار في العمل مع الولايات المتحدة التي لها دور رئيس، ومع شركائنا في المجتمع الدولي، والمنطقة لإيجاد آفاق سياسية للعودة إلى مفاوضات جادة لتحقيق السلام الذي عمل الجميع بشكل مكثف من أجله"، لافتاً إلى أن "هنالك إجراءات أحادية على الأرض تقوض حل الدولتين وموقفنا واضح يجب وقف كل الإجراءات الإسرائيلية الحالية التي تقوض حل الدولتين بما في ذلك الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف".
وأضاف الصفدي "لمصلحة الجميع وقف هذه الإجراءات والحفاظ على فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين لأن السلام هو حق لجميع دول المنطقة، الفلسطينيون والأردنيون والإسرائيليون والجميع يدرك أن الوضع صعب جداً في الفترة الحالية، لكن لا نستطيع أن نتوقف عن العمل من أجل السلام، يجب أن نستمر في العمل لإيجاد الأفق السياسي بالتعاون مرة أخرى مع شركائنا في الولايات المتحدة وأصدقائنا وشركائنا في المنطقة أجل تحقيق السلام وإبقاء الأمل بأوقات أفضل يستطيع الفلسطينيون والإسرائيليون أن يعيشوا معاً بسلام وبدء حقبة جديدة من التعاون في المنطقة".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن لمواجهة أزمة اللجوء كافٍ، أجاب الصفدي أن الولايات المتحدة قد ذهبت إلى أبعد الحدود فيما يتعلق بمساعدتنا على التعامل مع تحدي اللاجئين، ولكن تلبية احتياجات اللاجئين لا يمكن أن تكون مسؤولية الولايات المتحدة والأردن وحدهما، فهذه تعد مسؤولية دولية، ونحتاج جميعا للعمل معاً لضمان حصول اللاجئين على الحياة الكريمة التي يستحقونها.
وأضاف أن "50٪ من السوريين من أصل 1,3 مليون سوري في الأردن تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وهم بحاجة إلى مدارس، يحتاجون إلى جامعات، يحتاجون إلى وظائف، وهذه المشكلة لا تزال قائمة، ونحن يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لتزويد هؤلاء اللاجئين بالحياة التي يستحقونها لأن الحقيقة هي أننا إذا زودنا اللاجئين بالأمل والتعليم والوظائف مع فرصة لحياة كريمة ، فسيكونون أعضاء إيجابيين في المجتمع الذي هم فيه الآن".
وشكر الصفدي نظيره الأمريكي الذي قدم التعازي للمملكة في ضحايا انهيار عمارة في منطقة اللويبدة.. حيث قال بلينكن "بالنيابة عن الشعب الأمريكي ننقل خالص التعازي للشعب الأردني على حادثة انهيار المبنى السكني في عمّان".. مضيفا "مشاعرنا مع عائلات الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين ونضم صوتنا للعالم في التعبير عن تقديرنا وامتنانا للعمل الذي قامت به فرق الإنقاذ والكوادر الطبية".
وأوضح بلينكن أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم شاهد على قوة العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، فهي تعكس الرؤية المشتركة بضرورة وجود شرق أوسط أكثر استقراراً، وأمناً وازدهاراً والتزامنا بتعميق الشراكة بين حكومتينا وشعبينا للمساعدة في تحقيق هذا الهدف".
وأضاف بلينكن "تعد مذكرة التفاهم الرابعة التي اعتمدتها الدولتان منذ عام 2010 بهدف تعميق شراكتنا الاستراتيجية، كما أنها الأطول من حيث المدة والأكبر من حيث حجم المساعدات" مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم تدعم الإصلاحات الرئيسة التي أقرتها حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني، كما ستركز على تحسين الخدمات العامة الأساسية المقدمة للمواطنين الأردنيين كمعالجة أزمة المياه التي تتفاقم بفعل التغيير المناخي، وتنمية الفرص الاقتصادية".
وأضاف بلينكن "أن مذكرة التفاهم تدعم دور الأردن القيادي والمميز في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ولقد واجه الأردن ومنذ فترة طويلة أزمات لجوء وموجات نازحين بسبب نزاعات إقليمية وغيرها من التحديات، ونعلم ما تقوم به الحكومة والشعب الأردني تجاه اللاجئين السوريين، حيث قدم الأردن الدعم الإنساني وأتاح أمام اللاجئين السوريين الوصول إلى خدمات التعليم والصحة ومكنهم من الحصول على فرص العمل التي تمنحهم فرص العيش بكرامة".
وشدد بلينكن أن الأردن يواصل لعب دورٍ رئيسٍ في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، ويشمل ذلك التزام الأردن المستمر بمواصلة العمل من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أساس حل الدولتين على خطوط عام 1967".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه لطالما كانت القوات المسلحة الأردنية حليفاً رئيساً في الحرب ضد الفكر المتطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك من خلال دوره في التحالف الدولي لهزيمة داعش، وأنها تواجه تهديدات جديدة مثل مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية للبلاد.
وأضاف بلينكن "نبني على أكثر من سبعة عقود من التعاون الوثيق بين حكومتي وشعبي البلدين، ونشكر كل من جعل توقيع المذكرة اليوم ممكناً".
يُذكر أن مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها في واشنطن اليوم تهدف إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، ودعم مسيرة الإصلاح الاقتصادي ومنظومة التحديث التي تبنتها المملكة، فضلاً عن دعم الأجندة التنموية، وتعزيز منعة واستقرار وأمن الأردن، وخدمة المصالح والأهداف المشتركة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وزيادة التعاون الإقليمي، والمساهمة في السلام والازدهار الإقليميين، منطلقة في ذلك من التزام الولايات المتحدة باستقرار الأردن ودعم العملية التنموية، ودعم جهود الإصلاح التي بدأها الأردن، ومن إيمان الولايات المتحدة بالدور الرئيس للأردن في الاستقرار الإقليمي، ولما تواجهه المملكة من تحديات كبيرة بسبب الأزمات الإقليمية المستمرة، ولجهود الأردن القيادية في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، ولمساعدة الأردن على مواجهة الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين، وجائحة كوفيد-19.
ويثمن الأردن عالياً الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لرفد العملية التنموية، ومساعدته على التخفيف من تبعات وآثار الأزمات الإقليمية، وأهمية الدور الأمريكي في تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في تعزيز النمو الاقتصادي والأمن الإقليمي على المدى الطويل. كما وتأتي المذكرة إدراكاً من الولايات المتحدة لسخاء الأردن والشعب الأردني في استضافة اللاجئين، وتوفير العيش الكريم وفرص التعليم والعمل والرعاية الصحية لهم إلى حين تمكنهم من العودة لوطنهم، وللتعامل مع ما يترتب على ذلك من ضغوط على البنية التحتية والخدمات العامة.
وبموجب مذكرة التفاهم التي جرى التوقيع عليها في واشنطن اليوم، تقدم الولايات المتحدة دعماً بقيمة (1,45) مليار دولار أمريكي سنوياً من المساعدات الخارجية الثنائية للأردن لمدة سبع سنوات، بدءاً من السنة المالية 2023، ومنها ما لا يقل عن (960) مليون دولار أمريكي كمساعدات لصندوق الدعم الاقتصادي لدعم الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية في الأردن على المدى الطويل.
يشار إلى أنه جرى في العام 2008 توقيع مذكرة التفاهم الأولى حول الشراكة الاستراتيجية وشملت مساعدات بقيمة 660 مليون دولار سنوياً ولمدة 5 أعوام اعتباراً من العام 2010. وجرى توقيع مذكرة التفاهم الثانية في العام 2015 وشملت مساعدات بقيمة واحد مليار دولار أمريكي سنوياً ولمدة 3 أعوام وتم توقيع مذكرة التفاهم الثالثة في العام 2018 وبقيمة 1,275 مليار دولار سنوياً ولمدة 5 أعوام.