كيف تتخلصين من الندم؟.. استشاري نفسي يجيب
تعاني بعض النساء من شعور قاتل لكل ما هو إيجابي تحت مسمى الندم على ما فات، الأمر الذي يدخلهن في متاهة من الأحاسيس المهلكة للنفس، ما الندم؟ وكيف نتخلص منه؟.
وقال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري علم النفس، إن الندم بشكل عام مرتبط بحجم الخسارة الناتجة عن اتخاذ قرار ما، وهو شعور من الحسرة ولوم النفس الشديد على أمر انقضى، أو كراهية لفعل تسبب في أذية للغير، ويختلف الإحساس بالندم من شخص لآخر، وفقًا لطبيعة ونشأة كل فرد، فمن تربى على محاسبة ذاته وجلدها، دائمًا ما يباغته الندم على أي خطأ يفعله، ويتحول هذا الندم لحالة مبالغ فيها، إلى حد شعوره بالذنب تجاه ذاته ومن حوله وهو أمر بالغ الخطورة، وهناك من نطلق عليهم في علم النفس "الشخصية الاكتئابية" وأصحابها لا يكفون عن التفكير والتحليل ما يدخلهم في حالة لوم وندم دائم على الماضي.
وحذر استشاري علم النفس من الوقوع في دائرة الندم التي تحول صاحبها لشخصية مهزوزة تعتاد جلد الذات، فيصاب بالأمراض النفسية والجسمانية المختلفة، منها الأرق الشديد نتيجة السهر والتفكير المفرط في الذنب، كما أنه يضعف المناعة، ويعطل عجلة الحياة، ويحطم القلب، ورغم أن البعض يعتقد أن المرأة هي الأكثر استسلامًا لمشاعر الندم من الرجل حال إخفاق اختياراتها في الزواج وغيره إلا أن الواقع يثبت تساوي نسب الوقوع في الندم بين الذكور والإناث.
واستطرد حديثه: أننا بحاجة لتعلم الندم الإيجابي، ذلك الشعور الذي يحول كل خطأ ارتكبته إلى درس نستفيد منه في اختياراتنا القادمة، علينا أن نتصالح مع أنفسنا أولًا، بالاعتراف بما أخفقنا فيه، وأن كان يمكن إصلاحه لا نتردد، أما إن لم يكن فلا تستسلم للإحباط والتركيز في أمس لن يعود.