تريليون دولار قيمة تكلفة التغيرات المناخية عالميًا في 2023.. تقرير صادم لـ«بلومبرج»
تناول تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، تأثير التغيرات المناخية على العالم، مُشيرًا إلى أنّ تكلفة تداعياتها ستبلغ قيمة تريليون دولار خلال العام المُقبل، وأنّ العالم سيشهد عامًا آخر من تغيرات المناخ التي تدمر المنازل والمحاصيل وتعطل حركة الشحن وتهدد أرواح المواطنين.
بداية، ذكر التقرير أنّ العالم سيعاني بسبب انخفاض درجات حرارة بعض أجزاء سطح المحيط الهادئ وارتفاعها بأجزاء أخرى منه، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وسقوط الأمطار، وفقا لما ذكرته نشرة مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الصادرة اليوم الاثنين.
ومن جانبه، قال "مايكل بينتو"، رئيس ومؤسس شركة "Pento Portfolio Strategies" للاستشارات، إنّ تلك الظواهر تفاقم بالأساس المشكلات الموجودة؛ كونّها تزيد من أسعار الطاقة والمواد الغذائية وارتفاع معدلات التضخم؛ ما يؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمي.
وقال "ريتشارد سيجر"، أستاذ الأبحاث بجامعة كولومبيا، إنّ ارتفاع الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، يزيد من احتمالية حدوث العديد من التغيرات المناخية بالغلاف الجوي وعدم استقرار درجات الحرارة بالمحيط الهادئ حتى يناير 2023 بنسبة تبلغ 80٪.
ووفقًا لشركة Aon للبيانات والأبحاث، كلفت تغيرات المناخ، دول العالم 268 مليار دولار في 2020، و329 مليار دولار أخرى في عام 2021.
وأظهر التقرير، أن تلك التغيرات المناخية هي السبب وراء انتشار الجفاف في الأجزاء الغربية من كندا والولايات المتحدة؛ ما تسبب في قلة مياه الري وبالتالي، انخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية. وفي تكساس، تسبب الجفاف في خسائر فادحة لمحصول القطن؛ ما أدى إلى ارتفاع الأسعار خلال 2022 إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي استراليا، غمرت الأمطار أجزاء كبيرة من نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وفيكتوريا، وأدت الفيضانات إلى وفاة أكثر من 20 مواطنًا وألحقت أضرارا بأكثر من 15 ألف منزل وتجاوزت مطالبات التأمين 3 مليارات دولار. كما أن المياه تضر بمناجم الفحم المعدني في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند، أكبر مصدر لمكونات صناعة الصلب في العالم.
وألحق الطقس الجاف ضررًا هائلاً بإنتاج محاصيل البن والسكر والبرتقال في البرازيل، كأكبر مُصدر لتلك المحاصيل الثلاثة عالميًا. كما أدى تغير المناخ إلى تعطيل عمليات عمال مناجم الحديد الخام في البلاد. ومن ناحية أخرى، أدت المياه الدافئة إلى موت المئات من طيور البطريق الصغيرة التي جرفتها المياه على شواطئ نيوزيلندا.
وفي الأرجنتين، أضر الجفاف بمحاصيل فول الصويا والذرة التي تعتبر أساسية في الميزان التجاري للدولة. كما أضر بنهر بارانا، وهو طريق ملاحي رئيس. ومُؤخرًا، دمرت الفيضانات باكستان؛ ما أسفر عن مقتل قرابة 1500 مواطن وإلحاق أضرار بما لا يقل عن 10 مليارات دولار.
كما اجتاحت الفيضانات بنجلاديش؛ مما أثر على ما يقدر بنحو 7.2 ملايين شخص، وفقًا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ودمرت الأمطار الغزيرة في الهند نحو 300 ألف منزل.