ينفذ معهد بحوث الإلكترونيات بالتعاون مع الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء مشروعا بحثيا، بعنوان "المنظومة الرقمية الذكية للمراقبة والتحكم من البعد في تدفق المياه من الآبار أو في الشبكات، وربطها بقاعدة بيانات مكانية نشطة".
وأشارت الدكتورة شيرين عبد القادر رئيس المعهد، في التقرير الذي رفعته للدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي و البحث العلمي بهذا الشأن ،إلى أن توقيع التعاقد بين الطرفين لتنفيذ هذا المشروع يأتي في ضوء بروتوكول التعاون المشترك الموقع بين الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء ومعهد بحوث الإلكترونيات، للتعاون والتنسيق فيما بينهما في المشروعات البحثية بدءا من وضع الفكرة، وإعداد التصور المبدئي، وحتى مرحلة التنفيذ والتطبيق العملي.
وأكدت أن هذا المشروع يأتي في ضوء توجيهات القيادة السياسية بترشيد استهلاك المياه الجوفية وتجنب السحب الجائر، والحفاظ علي الثروة المائية، حيث يخدم المنتج النهائي للمشروع خطة الدولة في الحفاظ على الثروة المائية، وترشيد الاستهلاك المائي، ومراقبة الاستهلاك من البعد، والتحكم في تشغيل وفصل الآبار، للحد من الاستهلاك الجائر لمياه الآبار، والحفاظ على الثروة المائية في كافة مناطق الجمهورية.
ومن جانبه أشاد الدكتور محمد زهران رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بالتعاون المثمر بين الهيئة والمعهد، موضحًا أن المنظومة تقوم بمراقبة سحب المياه من الآبار، مع وضع حد للسحب الآمن بما لا يؤثر على استدامة الخزان الجوفي.
ولفت إلى أن فريق العمل من الجهتين قام باستحداث نظام للمراقبة والتحكم من بعد في المياه المتدفقة من الآبار ،أو في نقاط التحكم بخطوط شبكات الإمداد بمياه الشرب أو مياه الصرف الصحي، وذلك ضمن منظومة رقمية مع ربطها بقاعدة البيانات الجغرافية الجيومكانية لموقع وإحدثيات الآبار أو نقاط التحكم بالشبكات وخصائص المياه المتدفقة.
وقال إن هذا التعاقد يعد الثالث بين الجهتين،و كافة المخرجات البحثية هي منتجات صممت ونفذت بأيدي وخبرات مصرية محلية، وأنه يمكننا من خلال المشروع الحالي حصر الثروة المائية الجوفية من الآبار المتناثرة بكافة ربوع الأراضي المصرية، والتي كان من الصعب الوصول إليها عمليًا بتلك الصورة الرقمية، ومعرفة كميات السحب السنوي منها، وتوثيق ذلك ضمن نظام مراقبة رقمي وتحكم لكميات المياه الجوفية المسحوبة والمخزنة.
وتابع قائلا "يمكن أيضاً من خلال هذا المشروع ربط كميات المياه المستخرجة بمساحات الأراضي المزروعة ونوعية المحاصيل، ودعم صناع القرار في اتخاذ القرارات المناسبة المبنية على منهج علمي مدروس" .
وأكد الدكتور محمد نجيب حجازي المشرف على معمل البنية التحتية المعلوماتية الرقمية ودعم اتخاذ القرار بالهيئة والباحث الرئيسي للمشروع، أنه تم تجربة المنظومة في عدة مواقع على آبار مياه بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري، وإدارة المياه بوزارة الدفاع، وشبكة مياه الشرب بمدينة الشروق، وموقع بمدينة القاهرة الجديدة (شبكة إمداد المحطة بمياه الصرف الصحي).
وأوضح أنه تم مراقبة وتسجيل بيانات تلك الآبار، وكذا التحكم فيها بغلق البئر وتشغيله عن بعد، وأيضًا تحديد حد للسحب الآمن من البئر، حيث يقوم البئر بغلق نفسه تلقائيًا عند وصول الإنتاج لهذا الحد الآمن حفاظاً على المخزون الجوفي من المياه.