سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على فوز الصحفية والسياسية جورجيا ميلوني، رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف بمنصب رئيس وزراء إيطاليا، والذي من المرجح أن يكون فوزًا مُرحبًا به للغاية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تقرير خاص نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين أشارت المجلة إلى أن ميلوني التي فازت في أول انتخابات لمنصب رئيس الوزراء الإيطالي منذ 2018، قالت في خطاب الفوز، ليلة أمس الأحد، إن "إيطاليا اختارتنا.. ونحن لن نخون (البلاد) كما لم نفعل من قبل".
وأشارت المجلة إلى أن ميلوني، التي في طريقها لتكون أول رئيسة وزراء لإيطاليا وأول يمينية متطرفة تشغل المنصب منذ الحرب العالمية الثانية، تعتبر أحد المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورأت المجلة أن نتيجة الانتخابات تنذر بنقطة تحول في مسار إيطاليا التي كان أخر قائد لها رئيس الوزراء ماريو دراجي، وهو شخصية مؤسسية ومن المعارضين بشدة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أنه رغم توصية ميلوني بإرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة العملية العسكرية الروسية، إلا أنها دافعت أيضا عن روسيا كـ"جزء من نظامنا الأوروبي للقيم"، وذلك العام الماضي في مذكراتها.
وفي هذا السياق، قالت الباحثة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إليونورا تافورو في تصريحات لمجلة "نيوزويك"، إنه "بالنظر إلى المناخ السياسي الحالي" فإن فوز ميلوني هو أفضل نتيجة يمكن أن يأملها الكرملين.
وأوضحت تافورو أن روسيا دائما ما نظرت إلى إيطاليا "كواحدة من أكثر الدول الصديقة لها وسط التكتل غير الودي بشكل متزايد"، ويعود ذلك إلى رغبة إيطاليا في لعب دور الوسيط وكذلك الانخراط في الأعمال التجارية مع روسيا التي تعتبر واحدة من أكبر موردي الطاقة في العالم.
وأشارت تافورو إلى أنه رغم عدم ظهور تلك العلاقات الودية في عهد دراجي، فإن "فوز ميلوني قد يمثل عودة مكانة إيطاليا كدولة أكثر مساومة تجاه روسيا"، لافتة إلى أن ما يجعل ميلوني مقنعة للغاية لبوتين هو أنها قدمت نفسها على أنها مدافعة عن "المصالح الإيطالية" ، التي عانت مؤخرًا بسبب "إرهاق الحرب" وارتفاع أسعار الطاقة الذي نتج عن الحرب في أوكرانيا.