رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور: سر خلطة «الذهب الصيني» تلهب سوق الإكسسوارات

3-8-2017 | 21:20


أمل البرغوتي

 

ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، دفع أغلب المصريين إلى التوجه إلى السوق التقليدية واقتناء المعادن والإكسسوارات المشابهة للذهب الأصفر والتي تعرف باسم "الذهب الصيني"، غير أن البعض اتجه لشراء معدن الفضة كبديل للذهب باعتباره أكثر آمانًا ولا يسبب الأمراض الجلدية ولا ينقل العدوى.

وبحسب أطباء، فأن المعادن التقليدية المصنعة أقل آمانًا وتسبب الأمراض الجلدية، ولكن الظروف المالية هي منْ دفعت المصريين لاقتناء تلك الأشياء، مطالبين بوضع رقابة صحية على الأسواق التقليدية من أجل التأكد من مدى جودتها للحفاظ على صحة المصريين.

«الهلال اليوم» خاض جولة بين أصحاب محال ومصانع إنتاج الذهب الصيني والإكسسوارات والتعرف على تكلفته ومدى تأثيره بزيادة العمالة الصينية في هذا المجال ومدى الإقبال عليه خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب.

 

الغزو الصيني

"أحمد رجب"، صاحب محل للذهب الصيني الأحمر بحارة اليهود، يقول إن الصينيين غزوا السوق المصري، وكل منتجات أصبحت صينية من الإبرة للصاروخ نستورده، متابعاً:" نحن نملك كل المواد الخام التي تمكننا من صنع الإكسسوارات والنحاس والذهب، والعمالة المصرية لديها فن وإبداع في هذا المجال أكتر من الصينيين خصوصًا في الشغل الفرعوني، ولكن مواد الطلي البديلة عن الذهب الأصلي والمواد الكيميائية المستخدمة في تثبيت الألوان، ليست متوفرة لدينا".

 

واستطرد:" عندما حاولنا تعلم صناعتها في الصين فشلنا، ورفض الصينيون مساعدتنا لهم في هذه النقطة بحجة أن هذا يعتبر"سر المهنة" من أجل أن يظلوا مسيطرين على السوق المصري، وتوجد ورش مصرية حاليًا في باب الشعرية تحاول الوصول إلى مواد الطلي ولدينا أمل في عودة الصناعة اليدوية مرة أخرى".

 

وأضاف "رجب" أن الصناعة المصرية تكلفتها مرتفعة، وتكلفة المواد باهظة الثمن ويوجد بها الكثير من الشوائب مقارنةً بالمنتج الصيني، ويرجع ذلك إلى نقص التكنولوجيا التي تكاد تكون منعدمة لدينا تمامًا، وهذا هو السبب الرئيسي في إقبال العملاء والتجار على المنتج الصيني بدلًا من المنتج المصري، بالإضافة إلى أن المواد الخام  التي يتم استيرادها من الصين، ويتم تصنعها في مصر تكون أكثر تكلفة وأقل جودة من المنتج النهائي المستورد.

 

أزمة صناعة الإكسسوار

أما ميمي عادل، مديرة محل إكسسوارات جملة، أكدت أن مصر لا توجد بها صناعة  إكسسوارات وجميع محلات حارة اليهود قائمة على الاستيراد من الصين، مضيفاً أن التصنيع في مصر تكلفته عالية، والخامات المستخدمة رديئة جدا عن المستوردة، وذكرت أن أي إكسسوارات يتم تصنعها بالداخل تكون جودتها رديئة وغالية.

 

وتابعت:" أنا كصاحبة محل أفضل المستورد عن الصناعة المحلية، وأسعار المنتج المصري تفوق أضعاف المستورد، بالإضافة إلى أن العمالة المصرية تكلفتها عالية جدا، ويدخل في تصنيع الإكسسوارات مجموعة من المواد مثل طلي النحاس، وطلي فضة، طلي أوكسيدي، وهى عبارة عن عملية كيميائية تتم على المعادن وتسمى بالطلاء الفلز".

 

أزمة طلاء المعدن

أشرف سيد، صاحب محل لبيع الذهب الصيني الأبيض المرصع، يقول:" الشغل الصيني متطور عن الشغل المحلي من حيث الطلي، والموديلات، ونحن لا نستخدم الطلي في القاهرة، لأنه الطلي يكون من الذهب الخالص، أما الصينيون يستخدمون طلي كيميائي بديلًا للذهب الأصلي، بالإضافة إلى أن تكلفته مرتفعه وبالتالي الطلي غالي، لا يستطيع أحد إخراج موديلات بهذه الجودة التي تأتى من الصين".

 

الفضة أكثر آمانًا

سمير منصور، صانع فضة، تحدث لـ" الهلال اليوم" عن مراحل تصنيع الفضة، قائلًا:" تمر الفضة بعدة مراحل أولها المادة الخام، وتكون في شكل بيضاء، في المرحلة الثانية يقوم سباك الصاغة بصهرها، ثم تصبها في أسلاك السباكة وتخرج في شكل أسلاك، والمرحلة الثالثة مرحلة الجلخ وتكويلها إلى شكل مبطط، وسلك مدور، وسلك مطول، وشنابر، لحام" ، ويضاف إليها  نسبة من النحاس لإعطاء نفس العيار واللون، ويبدأ العيار في الفضة من 800, 900, 925,60.

 

فن الحرفة

وأكد أن هذه المهنة ليست مجرد صنعة عادية، ولكنها بمثابة فن من الفنون الصعبة والراقية، لأنك تمتلك كتلة من النحاس أو الفضة أو الذهب وتحولها إلى قطعة من الإكسسوار سواء خاتم  أو خلخال أو سلسلة أو حلق أو كُلية، فهو ليس سهلًا، مشيرًا إلى أن الصانع بخبرته وممارسته يستطيع أن يكتسب ملكة التصميم والقدرة على الابتكار في أشكال جديدة، وهنا تجتمع الحرفية مع الابتكار في التشكيل المختلف، حيث يختلف فن التصميم من صنايع لآخر.

 

الوهم الصيني

وصفي أمين واصف، رئيس شعبة الذهب، قال إن الذهب الصيني انتشر خلال فترة من الفترات وأصبح موضة يقتنيها بعض المواطنين، موضحًا أنه هو ليس ذهب ولا ينسب إليه بأي شكل من الأشكال، ما هو إلا عبارة عن خليط من مجموعة من السبايك، مطلية بلون ذهبي.

 

ولفت إلى أن هذه المواد مطلية بالذهب بمواد كيميائية، وزاد رواجه بعد الإقبال عليه، وبعد زيادة استخدامه ظهرت عيوبه، حيث سبب التهابات جلدية وفى بعض الأحيان أمراض مزمنة، وعندها أدركوا أنه ليس له قيمة.

 

أمراض جلدية

وأكد أن المعادن رخيصة الثمن مضرة لجسم الإنسان، فالموضة أخذت زهوتها سنتين وثلاثة، ثم تراجعت خلال العامين الماضيين بشكل كبير.

 

وأضاف أن خلط النحاس بالفضة بنسب محددة وضع معترف به محليًا ودوليًا ، لأن الفضة في الطبيعي تستخرج من المناجم بنسبة نقاء مئة بالمائة، وذلك يعنى أن الفضة تكون لينا جدا، وفى هذه الحالة لا تصلح للتشكيل، فيتم إضافة نسب من النحاس لتتماسك بما يكون في إطار المتعارف بها في مصلحة الدمغة والموازين.

 

وأوضح:" نحن بمصر لدينا أربعة أنواع من الأعيرة فقط، هذه الأعيرة هي  600 , 800 , 900 , 925 ، وهذه الأعيرة تعنى نسبة الفضة في كل جرام من الفضة".

 

كنز الأحجار الكريمة

وأكد رئيس شعبة الذهب، أن مصر ليس بها أحجار كريمة، والتي يتم استخراجها من الدول الإفريقية وتصدر إلى الدول المتقدمة والتي تقوم بتشكلها فقط، مشيرًا إلى أن أن الفيروز السيناوي يستخرج من أرض وجبال سيناء وظل بباطن الأرض آلاف السنين، فالفيروز نقى ليس به شوائب، أما الفيروز الأمريكي أقل جودة من الفيروز المصري ولم يمكث في باطن الأرض سنوات، ويتم وضعه في أفران تحت ضغط جوى عالي جدا ويعالج معالجات كيميائية داخلها، ويتم التعديل من لونه بحيث يكون مشابه للفيروز المصري.