أكدت تقارير إخبارية أن رئيس البرازيل السابق لولا ديسيلفا سيحسم الفوز في الجولة الأولى في الانتخابات التي بدأت، اليوم، وأنه في هذه الحالة سيكون لا حاجة إلى إجراء انتخابات تكميلية نهاية الشهر الجاري.
وذكرت وكالة (أسوشيتد برس) الإخبارية للأنباء، أن الانتخابات التي تشهدها البرازيل اليوم، هي انتخابات مصيرية لمستقبل البلاد إذا أعادت قادة التيارات اليسارية إلى سدة الحكم وأزاحت اليمين الحاكم إلى صفوف المعارضة لأربع سنوات قادمة في بلد يعد رابع أكبر ديمقراطية في العالم.
وفي حالة إخفاق أي من المرشحين في الانتخابات التي بدأت اليوم في الحصول عن أكثر من 50 في المائة من مجموع أصوات الناخبين الصحيحة، سيتم اللجوء إلى الجولة الثانية والأخيرة للانتخابات في الثلاثين من أكتوبر الجاري.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية البرازيلية كل من جيير بولسونارو وفي مواجهته رئيس البلاد السابق لولا ديسيلفا كمتنافسين رئيسيين على سدة الحكم في البرازيل وإلى جانبهم تسعة مرشحين أقل سطوعا في الحياة السياسية البرازيلية.
ويقول المراقبون إن استطلاعات الرأي تشير إلى حصول رئيس البلاد السابق لولا ديسيلفا – 76 عاما – على مراكز متقدمة، فقد أسفرت نتيجة استطلاع أجرته مؤسسة "داتافولا" البرازيلية للأبحاث وقياس الرأي العام أمس السبت على 12 ألفا و800 مشارك عن حصول ديسيلفا على 50 في المائة من أصوات العينة المستطلعة آراؤهم فيما حصل منافسه على 36 في المائة من الأصوات.
ويقول المراقبون كذلك إن قياسات الرأي العام في البرازيل تعطي احتمالات أكبر لفوز ديسيلفا برئاسة البلاد في الانتخابات التي بدأت اليوم وإن قطاعات واسعة من الطبقات العمالية في البلاد تؤيده، حيث كان أداء منافسه بولسونارو إبان رئاسته للدولة يدعم المؤسسات الديمقراطية في البلاد ويدافع عن القيم التقليدية للأسر والعائلات في البرازيل كما سعى إلى تصوير نفسه لدى أوساط الشعب البرازيلي بأنه يحمي البرازيليين من عواقب السياسات اليسارية.
وبالنسبة لديسيلفا- الذي كان ينتمي للطبقة العمالية قبل أن يصبح رئيسا للبلاد في الفترة من 2003 وحتى 2010 – فهو يمثل نموذجا للكدح والنضال في أعين البرازيليين حيث ينتمى إلى طبقة الفقراء والمهنيين، ومنها صعد إلى كرسي الرئاسة، فخلال حكمه أخذ ديسلفا بايدي عشرات الملايين من البرازيليين من أبناء "طبقة الفقراء" التي خرج منها ليجدوا أنفسهم في "الطبقة الوسطى" كما أسس برنامج أمان اجتماعي للبرازيليين خلال سنين حكمه التي لم تخلو في المقابل من مظاهر فساد مالي طالت أفرادا من إدارة ديسلفا وسياسيين ورجال أعمال مقربين من دوائر السلطة في البلاد إبان حكمه.
وشهدت البرازيل ضربات قوية هزت اقتصادها مع اتباع سياسات الإغلاق إبان ذروة وباء كوفيد – 19 وكذلك شهدت البرازيل أسوأ حالة من التصحر في منطقة غابات الأمازون الأمريكية خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، كما يواجه ما لا يقل عن 33 مليون برازيلي شبح الجوع برغم شبكات الأمان الاجتماعي التي حاولت الحكومة إقامتها هناك وهو ما أشارت إليه تقارير دولية، فضلا عن تباطوء معدلات النمو الاقتصادي للبلاد.
ويصل عدد من يحق لهم التصويت ومباشرة حقوقهم الانتخابية في البرازيل إلى أكثر من 130 مليون ناخب، وبرغم أن التصويت إلزامي في البرازيل، يعطي دستور البلاد لكل ناخب الحق في الامتناع عن التصويت في ورقة الاقتراع بعد حضوره إلى لجان التصويت، وعادة ما تصل نسبة الممتنعين على التصويت في الانتخابات العامة في البرازيل إلى 20 في المائة من مجموع الناخبين.