«أرضنا في إيد أمينة».. أبطال المجموعة 139 صاعقة يروون تفاصيل معركة أبو عطوة
لا يزال نصر أكتوبر 1973 أسطورة وملحمة وطنية خاضها رجال الجيش المصري دفاعا عن تراب الوطن، ويذخر النصر بسطور من نور عن معارك خاضها أبطال الجيش المصري لحماية أرض وطنهم، ومن بينها معركة أبو عطوة التي شارك أبطالها اليوم في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وروى أبطال المعركة من رجال الصاعقة المصرية الذين سطروا ملحمة في معركة العبور والتحرير التفاصيل، حيث أكد اللواء أ.ح أحمد أسامة قائد المجموعة 139 صاعقة أن الصاعقة المصرية أول من عبر القناة وأول من أطلق النيران وآخر من أوقفه.
والمجموعة 139 صاعقة هي إحدى مجموعات الصاعقة، شكل أبطالها حائط صد ضد دبابات القوات الإسرائيلية فمنعتها من التدخل في مراحل العبور وإقامة رؤوس الكباري، حيث أكد قائد المجموعة أنه في بداية الحرب صدرت الأوامر لإحدى كتائب المجموعة للإبرار جوا على مسافة 60 كيلومترا شرق قناة السويس.
وقال اللواء أ.ح مصطفى حامد سليمان رئيس استطلاع المجموعة 139 صاعقة، إنَّه صدرَت الأوامر لكتيبة المجموعة للإبرار جوًا شرق القناة عند الطاسة عند المحور الأوسط وعند تل الفرما على المحور الساحي في مهمة تبدو مستحيلة، حيث استطاع الأبطال تعطيل العدو لمدة 12 ساعة مما ساهم في تمكين القوات من العبور وتحقيق النصر، وفقا لما رووه في الفيلم التسجيلي للقوات المسلحة "أبطال من ذهب" عن معركة أبو عطوة.
وتوالت الملاحم خلال سير القتال ونجح رجال من القضاء على الآمال الإسرائيلية في دخول مدينة الإسماعيلية في معركة مفصلية دارت وقائعها بين يومي 19 و23 وسجلتها أدبيات الحرب الإسرائيلية بمعركة "حقول المانجو" وعرفها المصريون بمعركة «أبو عطوة».
وأكد قائد المجموعة أن معركة أبو عطوة كانت من أشرس المعارك بين الجند والدبابة، واستطاع فيها المقاتل المصري تدمير دبابات العدو بسلاحه «آر بي جي 7»، ولا يزال حطام الدبابات موجودة في «أبو عطوة»، ورغم كونه أمر ضد المنطق إلا أنَّها إرادة الله.
ومع القتال واحتدام المعارك دفعت القوات الإسرائيلية بـ3 ألوية مدرعة ولواء مظلي تحت قيادة «شارون» الجنرال الإسرائيلي بهدف دخول مدينة الإسماعيلية، إلا أن المفاجأة كانت بانتظارهم، حيث نظم رجال قوات الصاعقة لهم عدة كمائن.
وأكد اللواء أ.ح علي أمين قائد الكتيبة 133 صاعقة، أنه تم تنظيم عدة كمائن على مشارق الإسماعيلية آخرها كمين أبو عطوة، وتصدت القوات للعدو وسببوا لهم خسائر في الأرواح والمعدات ومنعتهم من الدخول للمدينة.
وقال العقيد ماجد شحاتة أحد ضباط المجموعة أنه مساء يوم 20 وبعد تنظيم 2 كمين في مشارف أبو عطوة فتحت المجموعة النيران على مجموعة تتحدث العبرية واستطاعت تدمير العدد الأكبر منهم.
وقد أدت المعركة لاستشهاد العريف البطل فاروق عبدالفتاح السيد بطلقة بالرقبة، فيما أنقذ أهل عزبة السحارة الرقيب أحمد البدري أحد جنود المجموعة بعد الاشتباك.
شهادة القادة الإسرائيليين عن هزيمتهم بموقعة «أبو عطوة»
فيما سرد ديفيد بن إليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي تفاصيل المعركة في مذكراته، مؤكدا أن قوات شارون ما كادت أن تكرر محاولة اقتحام مدينة الإسماعيلية حتى وقعت في كمين ضخم قامت به قوتان من رجال الكوماندوز المصريين، ودارت معركة شديدة، سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى.
وقال أرئيل شارون القائد العسكري الإسرائيلي الذي تقلّد رئاسة وزراء إسرائيل بعد ذلك: «شاهدت العديد من المذابح لكن هول هذه المعركة فاق ما شاهدته خلال الحروب الأخرى".
وأكد قائد المجموعة 139 صاعقة أنه ليس من المنطق مطلقا أن تتصدى كتيبتين صاعقة لـ3 لواءات مدرعة ولواء مظلل إسرائيلي بقيادة شارون ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى.