أكتوبر .. والشعب
ما حققه الجيش المصرى العظيم بعدما حدث فى 1967.. وهذا الانتصار المبهر فى ملحمة العبور (أكتوبر 1973).. معجزة عسكرية حقيقية.. تجسد بالفعل أنه الجيش الأسطورة الذى اعتاد دائماً على هزيمة المستحيل.. فمن يقرأ دفتر أحوال الاستعداد للمعركة.. ثم تفاصيل ملحمة العبور والقتال على الجبهات مع العدو يتأكد انه أمام معجزة حقيقية.. لكن فى نفس الوقت كان ومازال هناك سر الأسرار وراء تحقيق الأمجاد والمعجزات المصرية، يتمثل ويتجسد فى وحدة الجيش والشعب والعلاقة الفريدة بينهما.. فالجيش هو جيش المصريين.. يتكون من أبنائهم..ومن نسيج هذا الوطن، لكن ما أتحدث عنه هو «دور الشعب».. الذى كشف عنه الرئيس السيسى فى أحاديثه المتكررة.. (الشعب هو البطل) بتضحياته وصبره ودعمه ووقوفه واصطفافه على قلب رجل واحد.. الأمجاد المصرية وراءها مواقف متبادلة بين الجيش والشعب.. أحياناً يفجرها الجيش ويحميها الشعب.. وأحياناً أخرى يفجرها الشعب ويحميها الجيش.. فالجيش والشعب (واحد).. فتش عن هذا السر فى كل الأمجاد المصرية فى ثورة 23 يوليو 1952.. فى ملحمة العبور أكتوبر 1973 فى ثورة مصر المجيدة فى 30 يونيو 2013 فى معركتى البقاء والبناء لتطهير مصر من الإرهاب.. وبناء الدولة الحديثة.. لذلك أمجادنا فى وحدتنا.. الجيش هو البطل والدرع والحصن والسند وصمام الأمان، والشعب هو البطل بتضحياته وصبره وعمله والتفافه حول قيادته وجيشه.
عندما سألت نفسى ماذا تكتب اليوم ونحن فى احتفالات أكتوبر العظيم، قفزت إلى رأسى مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى يكررها دائماً فى المحافل الدولية والمناسبات المحلية (الشعب هو البطل).. فالجيش المصرى العظيم وهو صاحب نصر أكتوبر وملحمة العبور والذى سطر أبطاله ورجاله الشرفاء سواء من ارتقى شهيداً أو بقى بطلاً شريفاً هم من أبناء هذا الشعب ومن نسيجه الوطني، ويتكون من أبنائه من كل ربوع أرضنا الطيبة.
إذا كان الجيش المصرى العظيم قد سطر ملحمة خالدة فى أكتوبر 1973 هزم خلالها كل الصعاب والتحديات وتخطى المستحيل فيما هو أقرب إلى المعجزات، وغيّر المفاهيم والعلوم والنظريات والإستراتيجيات العسكرية فى جميع دول العالم، الذى توقف أمام ما حققه أبطال الجيش المصرى بالانبهار والاحترام وانحنى التاريخ إجلالاً وتقديراً لعظمة وبسالة وشجاعة المقاتل المصري.. فإن الشعب المصرى العظيم هو الجندى المعلوم فى تحقيق هذا النصر.
تستطيع أن تصل إلى حقيقة راسخة مضمونها ان وحدة الشعب والجيش على مدار تاريخ مصر صنعت المعجزات، وسطرت الأمجاد ودونت فى صفحات التاريخ أيام المجد والعزة والكرامة وهى من رسمت ملامح عظمة هذه الأمة، فمن يقرأ ما شهدته مصر عقب نكسة 1967، ثم الـ6 سنوات التى سبقت حرب أكتوبر، ثم أيام النصر والعبور العظيم، يجد نفسه أمام مقومات قوة وقدرة لا تتاح أو تتوفر سوى للأمة المصرية، من خلال المعادلة العبقرية لوحدة جيشها وشعبها، وخصوصية العلاقة بينهما.. فهذا الجيش العظيم هو ملك هذا الشعب، ومن نسيجه الوطنى ويسمى دائماً جيش المصريين.. من خيرة أبنائهم يقدمون الغالى والنفيس من أجل أن يحقق الانتصارات تلو الأخري، يحمى ويبني، ويكون دائماً صمام الأمان، والحصن والسند والدرع الذى يحفظ للأمة بقاءها ووجودها ومقدراتها.
(الشعب هو البطل).. مقولة تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى أحد القادة الأفذاذ الذى يفخر بالانتماء إلى المؤسسة العسكرية الشريفة، وابنها البار الذى قاد مصر فى معركة ربما تعد هى الأخطر فى تاريخ مصر، وربما ليست معركة واحدة بالمقاييس العادية، فقد خاض فى تزامن يعكس ويجسد قوة الإرادة المصرية.. معركتين.. الأولى معركة البقاء فى حرب وجود ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب التى سعت إلى تعطيل إضعاف وإسقاط الأمة المصرية وإضعاف عزمها والنيل من معنوياتها وهز الثقة فى قدراتها.. وجاءت المعركة الثانية وهى معركة البناء والتنمية والتقدم.. الحقيقة ان النصر كان حليف مصر وشعبها فى المعركتين حررت وطهرت وانتصرت على قوى الشر وبنت وشيدت فأبدعت.
الرئيس السيسى بالأمس خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ36 التى تنظمها القوات المسلحة والتى ينتظرها المصريون بشغف وحب جارف وهى بمثابة قوة دافعة ومضافة لبناء الوعى الحقيقي، الرئيس تحدث عن ان مصر منذ 1967 وحتى 1982 تفرغت تماماً لمعركتها لاسترداد الأرض والكرامة، فالأمر لم ينته بعد تحقيق نصر أكتوبر، لكن استمرت البلاد تخوض المعركة على عدة مسارات سواء العسكرية والتفاوضية والقانونية والدبلوماسية حتى عادت طابا، وعانى المصريون كثيراً بسبب توقف البلاد عن العمل وفق رؤية للبناء بسبب ان طاقة مصر كانت موجهة إلى هذه المعركة.
فى تجربة مصر على مدار الـ9 سنوات الماضية كان من الممكن، وهو أمر يشفع لمن يتحمل المسئولية ان يقرر الرئيس السيسى التفرغ تماماً وتسخير جهود وموارد البلاد لمعركة البقاء ضد قوى الشر والتطرف والإرهاب وهى حرب ضروس لم تكن تستهدف سيناء وحدها، ولكن كانت تستهدف كافة ربوع البلاد، لكن الرئيس السيسى اختار الطريق الصعب، وقرر أن يخوض المعركتين فى توقيت واحد، يحارب الإرهاب وجحافله المدعومة والمدفوعة للنيل من مصر، ويعمل على تطهير البلاد منه، وارساء قواعد صلبة للأمن والاستقرار فى كافة ربوعها، وأيضاً يحارب الفقر والجهل والتخلف، خاض معركة البناء والتنمية بوتيرة غير مسبوقة، وفى توقيتات قياسية، فالوطن تأخر كثيراً، ولم يعد لديه رفاهية الوقت فقد فاتنا الكثير، وتأخرنا طويلاً.. فعلى مدار 8 سنوات نجحت الرؤية والإرادة المصرية التى مثلت جوهر رؤية الرئيس السيسى لبناء الدولة الحديثة والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة.
الحقيقة ان ملحمة البناء المصرية، ومعدلاتها وما حققته فى تجربة ملهمة بأعلى جودة وأقل وقت ممكن وبأعلى المعايير والمواصفات ولدت من روح أكتوبر العظيم التى مازالت تسرى فى دماء وعروق شرفاء هذه الأمة، وتشكل جينات حاضرة متى طلبتها الأمة المصرية لتحقق المعجزات وتهزم المستحيل.. لذلك فإن أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر قادها الرئيس السيسى فاقت فى إنجازاتها ونجاحاتها كل التوقعات وهذا ليس كلاماً انشائياً، ولكن وفق الأرقام والحقائق والبيانات وما هو موجود على أرض الواقع، ويمكن لأى عقل أن يطرح السؤال المهم، كنا فين وبقينا فين؟
الرئيس السيسى وضع يده على سر عظمة وتفوق وأمجاد وانتصارات مصر عندما قال: (الشعب هو البطل الحقيقي)، فإذا كان الجيش المصرى العظيم هو صانع المعجزات وهو الجيش الأسطورة، فإن وحدة الشعب والجيش هى من سطرت تاريخ هذه الأمة فالمواقف التاريخية فى هذا الوطن، تتبادل فيها الأدوار بين جيش الأمة وشعبها فالجيش الذى قاد ثورة 23 يوليو عام 1952 وفجرها، الشعب المصرى هو الذى حماها لتحقق أهدافها، وفى حرب أكتوبر 1973 وهنا يطول الحديث، فبعد ما جرى وحدث فى 1967 وضع هدف إستراتيجى وقومى كان لابد ان تحققه وتنجزه مصر جيشاً وشعباً، وهو رد الاعتبار والكرامة، وتحرير الأرض التى احتلت فى غفلة من الزمن والأخذ بالثأر.. وانطلق شعار (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) هذا الهدف كان له تبعات ومسئوليات وتضحيات فوق طاقة البشر تحملها الجيش والشعب معاً.. الجيش المصرى العظيم قرر وحدد أهدافه، استرداد الأرض والكرامة ورد الاعتبار والأخذ بالثأر، واستعد للمعركة ونجح وهزم المستحيل، وسطر ملحمة العبور التى يفخر بها التاريخ.
الشعب المصرى سطر ملحمة أخري، فقد تم توجيه الاقتصاد إلى اقتصاد الحرب، واستحوذ المجهود الحربى على 80٪ تقريباً من الدخل القومى لكن الشعب المصرى لم يلجأ إلى الكلام والشعارات لتحقيق أهداف الوطن فى استرداد الأرض والكرامة، لكنه قرر أن يصبر ويضحى ويتحمل من أجل تحقيق هذا الحلم، عاش بالقليل عن رضا وطيب خاطر، توقفت كل ملامح البناء والتنمية واجه النقص والعجز فى العديد من السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية، لم يلجأ إلى التخزين والاحتكار و الجشع، كان متفانياً ومتجرداً يحصل بالكاد على ما يسد رمقه.. قليل من السكر والكيروسين وفرختين فى الشهر، يقف فى الجمعيات الاستهلاكية بالساعات لم يضجر أو يعترض، كان على استعداد أن يضحى بحياته ويقف إلى جانب وجوار المقاتل على الجبهة ليس هذا فقط، بل تبرع برضا وطيب خاطر وجاد بما يملك من جواهر وذهب وما هو ثمين.. تسابق الجميع من الفنانين لدعم المجهود الحربي، فمن ينسى حفلات أم كلثوم فى مشارق الأرض ومغاربها والتبرع بالأجر كاملاً من أجل مصر وغيرها من الفنانين.. انها مواقف تاريخية مضيئة تكشف عن المعدن النفيس لهذا الشعب، ويحضرنى وعلى مدار 25 عاماً عملت فيها كمحرر عسكرى مع أشرف الرجال من أبطال جيش مصر العظيم، يقولون لك رداً لجميل هذا الشعب الذى تحمل وضحى وصبر وقدم أبناءه شهداء ومصابين من أجل تحقيق النصر واسترداد الأرض والكرامة.
نعم الشعب هو البطل قبل الحرب وخلالها، فالمصريون عندما بدأت المعركة.. تحولوا إلى فدائيين إلى جوار جنود مصر البواسل، يقاتلون العدو بشجاعة وبسالة حرموه من تحقيق أهدافه، منعوه من دخول الإسماعيلية والسويس، لقنوه دروساً وكبدوه خسائر فادحة فى القتلى والمعدات وهرب يجر أذيال الخزى والهزيمة، تسابق المصريون أيضاً للتبرع بالدماء، ومساندة المصابين من جرحى العمليات الحربية، وواصل المواطنون التبرع بالغالى والنفيس لم يفكروا فى طعام أوغذاء أو سلع أو نقص أو عجز.. كان جل أهدافهم هو ان يحقق جيش مصر العظيم النصر، ويعيد الأرض والكرامة ويأخذ بالثأر.
هذا هو الشعب المصري، الذى اصطف بجميع فئاته وأطيافه حول جيش مصر العظيم ورجاله الأبطال.. فلم تسجل أقسام الشرطة محضراً واحداً لجريمة أو سرقة أو معركة أو «خناقة».. الجميع على قلب رجل واحد، سكن الملحنون والمطربون الاستديوهات يقدمون الدعم المعنوى ويلهبون ويشعلون حماس الأبطال لقد كانت ملحمة سطرها الجيش والشعب..ليتأكد للجميع ان وحدة (الشعب والجيش) هى وحدة تصنع المعجزات وتسطر الأمجاد.
حقاً سيادة الرئيس (الشعب هو البطل) الشعب الذى أنجب أبطال ورجال وشرفاء الجيش المصري، خير أجناد الأرض، الشعب الذى وقف صلباً صابراً مضحياً من أجل كرامة هذا الوطن.
فى التاريخ مواقف عظيمة وعديدة صنعتها وحدة الجيش والشعب، من المهم التذكير بها.
- فى 30 يونيو 2013 أدرك المصريون انهم أمام نظام إخوانى فاش وعميل سوف يتسبب فى ضياع وسقوط مصر، فانتفض مثل المارد، ليملأ الشوارع والميادين مطالباً بعزل نظام الإخوان المجرمين، وأطلق النداء التاريخى لجيشه العظيم، الذى لبى النداء لأهل مصر وشعبها فهم جيش المصريين.. وقرر قائده الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى آنذاك حماية إرادة الشعب وتحقيق مطالبهم مهما كان الثمن، فالجيش المصرى العظيم لا يعرف الخوف، ولا يهاب الموت قرر ان يفتدى المصريين، ويدافع عن وطنهم فانتصر الشعب والجيش فى معركة تخليص مصر من براثن مؤامرة شيطانية وانقاذها وعبورها إلى بر الأمان.
الشعب هو البطل، عندما قرر الرئيس السيسى اطلاق أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر فى تزامن مع الحرب على الإرهاب وقوى الشر والتطرف.. ارتكزت الرؤية الرئاسية على ضرورة اطلاق أكبر عملية إصلاح شامل فى تاريخ البلاد، قرر الشعب المصرى أن يتحمل تبعات هذا الإصلاح، متحلياً بالصبر والرضا والوطنية، واتخذت القيادة السياسية كافة الإجراءات لدعم الفئات الأكثر احتياجاً وحماية وفق برامج حماية اجتماعية غير مسبوقة، فحقق الإصلاح الاقتصادى الشامل.. نتائج فاقت التوقعات وانعكس ذلك على حياة المواطن المصرى التى شهدت تغييراً إلى الأفضل وتوفير الحياة الكريمة له، والتصدى للأزمات والمعاناة والمشاكل التى كانت تعكر صفو حياته خلال العقود الماضية، وعالجت الأزمة وواجهت تداعيات أزمات عالمية قاسية مثل «كورونا» والحرب الروسية- الأوكرانية.
وحدة الشعب والجيش هى سر أسرار الأمجاد والانتصارات المصرية، معاً حققا الانتصارات فى الحروب، ومعاً نجحا فى تنفيذ أكبر ملحمة بناء وتنمية.. فهذا الجيش العظيم الذى يحمى ويدافع عن مصر وشعبها وحدودها وثرواتها ومقدراتها وحقوقها المشروعة هو نفسه الذى يبنى ويعمر من أجل تخفيف المعاناة عن المصريين وتلبية تطلعاتهم وآمالهم وبناء المستقبل الأفضل لهم، وهو تطبيق عملى على أرض الواقع، يد تبنى ويد تحمل السلاح.
ان الندوة التثقيفية التى تنظمها القوات المسلحة بعمق ووعى ونجاح كبير لتشكل طاقة خلاقة لترسيخ الولاء والانتماء وبناء الوعى الحقيقي.. وصلت إلى 36 ندوة حققت نجاحات غير مسبوقة للتعريف بتضحيات وبطولات الشرفاء من خير الأجناد، رجال ارتقوا شهداء أو بقوا أبطالاً، يخلدهم عطاء بلا حدود من أجل كرامة هذا الوطن.
لكن الندوة التى عقدت أمس جاءت حافلة بالرسائل المهمة لتعكس ان الأمجاد وبناء الأمم والأوطان لا يتحقق بالكلام والشعارات ولكن بالعمل والصبر والتضحيات.. أيضاً أكدت ان وحدة الجيش والشعب، هى قلب وعقل هذا الوطن، وسر أسرار قوته وقدرته، وانها صنعت المعجزات.. وأهم ما نتوقف عنده.
أولاً : إن عطاء الرجال والأبطال والشرفاء سيظل خالداً، محفوراً فى ذاكرة الوطن والتاريخ فهؤلاء الرجال الذين وقفوا أمام الرئيس من أبطال المجموعة 39 قتال من رجال الصاعقة المصرية البواسل الذين خاضوا مع المصريين الشرفاء معركة أبوعطوة وكبدوا العدو خسائر فادحة، انتشرت جثث قتلاهم فى حدائق المانجو بالإسماعيلية وآلياتهم ومركباتهم ومدرعاتهم المدمرة رغم كثرة عدتهم وعتادهم إلا ان بطولات وشجاعة الرجال صنعت الفارق، فالجيش والشرطة تصدوا لقوات العدو الإسرائيلى وأجبروها بعد خسائر فادحة على الفرار تجر أذيال الخيبة والهزيمة، ومازال التاريخ يفخر بهذه المعركة وهؤلاء الأبطال، ومازال العدو لا ينسى هذا الدرس الذى تحدث عنه بمرارة اليعازر وشارون بسبب الخسائر والويلات التى لم يروها من قبل.
ثانياً : هذا الأدب الرفيع، والرقى الرئاسى فى تكريم أبطال أكتوبر، رئيس الجمهورية يتحدث إليهم، قائلاً: تسمحوا لى أكون معاكم، تسمحوا لينا نتصور معكم، ما هذا التقدير والنبل والرقي.. ثم يأتى الرئيس السيسى بزوجات هؤلاء الأبطال ليصعدن إلى المسرح ويقبل سيادته رءوسهن، هل هناك أجمل أو أروع من هذه المعاني، انه حقاً قائد وطنى شريف أخلص لوطنه ولشعبه فنال هذا الحب الجارف من أبناء هذا الوطن.
ثالثاً: قصة حقيقية تناولت الفارق الكبير بين أخلاق الدولة المصرية ومبادئها وهمجية وبربرية التكفيريين، عكستها قصة الطفلة (يقين) وهى ابنة أحد التكفيريين عثرت عليها قوات الجيش وأجرت لها الاسعافات الأولية، ثم نقلتها إلى مستشفى العريش، ثم تعافت.. لتشملها الدولة المصرية وتغمرها بالرعاية والاهتمام والسعادة لتقدم وتتيح لها حياة مختلفة وانسانية، لترى الأمل والسعادة فى عيون «يقين» تلك هى أخلاقنا وهذه أخلاقهم الرديئة، والسؤال ماذا لو حدث العكس، ماذا لو سقطت طفلة فى يد هؤلاء التكفيريين؟ الاجابة لن تسلم من الأذى والتوحش والبربرية وغياب الرحمة وغلظة وتحجر القلوب انهم بلا دين، وبلا رحمة، وبلا مبدأ.
رابعاً : جاء أوبريت «لمتنا» تعبيراً عن أهمية التكاتف والتلاحم والوحدة العربية التى جسدت حرب أكتوبر فى أسمى معانيها عندما قدم العرب الدعم بالمال والسلاح للجيش المصرى وشاركوا بجيوشهم إلى جواره على جبهات القتال، وقطعوا البترول عن أعدائهم.. لذلك يظل نصر أكتوبر رمزاً للتضامن والتكاتف والوحدة والعمل العربى المشترك.
خامساً : جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بترقية قائدى قوات الدفاع الجوى والبحرية إلى رتبة الفريق، وقيام الضباط من جيل الشباب بوضع الرتبة الجديدة على أكتافهم، تجسيداً ورمزية لتواصل الأجيال من أبطال القوات المسلحة جيلاً بعد جيل على درب البطولات والانتصارات والتضحيات يمثلون أعظم وأقدم جيوش الأرض، وهو تقليد رفيع المستوى حرص عليه الرئيس السيسى ولم يسبقه أى رئيس سابق له.
سادساً : إذا كان جيل أكتوبر العظيم حقق العبور إلى النصر واسترداد الأرض والكرامة، فانه يحسب لهذا الجيل انه خاض معركتين فى تزامن وتوقيت واحد، سواء معركة البقاء أو معركة البناء وانتصر فيهما، رغم قسوة التحديات والتهديدات والمخاطر والصعاب والمعوقات، لكنه حقق إنجازاً تاريخياً سيظل خالداً ومحفوراً فى ذاكرة الوطن، ومن أيام مصر المضيئة، وهو العبور إلى الجمهورية الجديدة، هذه الجمهورية التى تمثل وتجسد بناء الدولة الحديثة التى تمتلك القدرة الشاملة والمؤثرة، دولة حديثة ومتطورة تواكب العصر، تستطيع تحقيق تطلعات شعبها والدفاع بثقة وثبات عن حدودها ومقدراتها وثرواتها وحقوقها، دولة تمثل هذا الجيل العظيم من أبناء مصر الذين تصدوا بقوة وشجاعة وصبر وتضحية لكل التحديات والتهديدات والصعاب والمعوقات والأزمات التى واجهت مصر.
تحية إلى جيل أكتوبر العظيم، وتحية إلى بطل الحرب والسلام، الرئيس محمد أنور السادات وتحية إلى شعب مصر العظيم وجيشها الباسل جيش المصريين، تحية لكل مصرى شريف، ارتقى بالشهادة، أو بقى بطلاً قدم عطاء غير محدود من أجل مصر.
تحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى سطر مع شعبه أمجاداً جديدة فى صفحات هذا الوطن العظيم وقاده إلى الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية وانتصر فى معارك هذا الوطن ضد الإرهاب والتطرف والفقر والجهل والعوز.. تحية إلى قائد الجمهورية الجديدة.. الحلم الكبير الذى تحقق.
تحيا مصر