رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نيران الحروب تلتهم براح السماء أمام «الطيران المدني»

4-8-2017 | 19:25


لم تعد السماء براحًا أمام الطائرات كيفما شاءت، بل صارت على اتساعها مجرد مساحات خالية، ممنوع في كثير منها التحليق، بسبب كثرة مناطق النزاع، وتزايد مخاطر تعرضها للصواريخ.

وأصبحت خرائط معظم شركات الطيران مليئة بمناطق حظر الطيران، مع تزايد عمليات قصف الصواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ كوريا الشمالية العابرة، ما يجبر كثيرًا من الشركات على توسيع منطقة تفادي التحليق، وهو ما أقدمت عليه شركة الطيران الفرنسية (إير فرانس)، التى أعلنت الخميس، تفادي تحليق طائراتها حول كوريا الشمالية بعد إطلاق بيونج يانج صاروخا سقط في البحر على بعد أكثر من 100 كلم من مسار إحدى طائراتها التي تصل بين مطاري "طوكيو-هانيدا" وباريس شارل ديجول في 28 يوليو.

وتجنب كثير من المجالات الجوية يعني أن الطائرات ستضطر إلى اتخاذ مسارات أطول وطرقٍ غير محبذة كثيرًا، كما ستزداد فترة تحليقها وهو ما يعني زيادة في التكلفة، على ما يقوله خبير في قطاع الطيران، طلب عدم ذكر اسمه، مضيفًا أنه على الرغم من ضعف احتمال تقاطع مسار طائرة مع صاروخ، ينبغي "إقامة توازن بين المخاطر ومواصلة الخدمة".

ولا تزال ماثلة في الأذهان كارثة تحطم الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة "ام اتش 17"، وأوقعت 298 قتيلا في يوليو 2014 فوق شرق أوكرانيا الذي كان مسرحا لمعارك عنيف بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.

وأمام تصعيد خطاب كوريا الشمالية قررت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسية منذ 2014 منع التحليق فوق كل أراضيها، ما يعني أن الوضع يزداد تصعيدا، خصوصًا بعدما أجرت بيونج يانج منذ بداية 2016 تجربتين نوويتين وعشرات تجارب الصواريخ.

ومنذ أغسطس 2016، دعت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسية الشركات إلى "توخي الحذر" في منطقة تقع إلى الشرق منها، في بحر اليابان، ليخرج مسئول من مكتب إدارة الأزمات في شعبة الطيران المدني في وزارة النقل قائلا إن الوزارة لم "تصدر أي توجيهات في الوقت الحالي" بشأن تشديد مناطق حظر التحليق، ولكنها "نظرا لدرايتها بالخطر، فإنها تدرس الأمر".

وأضاف أنه أبلغ بقرار الخطوط الفرنسية ولكنه لم يتلق "بلاغا بتغيير مسار طائرات شركات أخرى تسير رحلات إلى اليابان بشأن توسيع دائرة منع التحليق حول كوريا الشمالية".

وقال متحدث باسم شركة "إليطاليا" لفرانس برس إن الشركة "تراجع كل أسبوع ما يجري في كوريا الشمالية. ومنذ بضعة أشهر اتخذنا إجراءات لتعزيز الأمن ونحلق على مسافة أبعد من اير فرانس في رحلات روما-طوكيو".

وللدول الحق السيادي في منع التحليق في أجوائها أو إصدار بلاغات بالمعلومات الملاحية حول تقييد التحليق فوق مناطق حساسة على اساس معلومات من المنطقة أو معلومات استخباراتية خارجية.

وهكذا منعت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسية التحليق فوق أجزاء كبيرة من أوكرانيا وليبيا وسوريا والعراق واليمن وفرضت التحليق على ارتفاع يزيد عن 24 ألف قدم فوق شمال مالي والسودان وجنوب السودان والصومال وأفغانستان وباكستان.

من جانبها قررت الأمم المتحدة في الماضي إنشاء مناطق "حظر طيران" يمنع فيها التحليق تماما في العراق بين 1991 و2003 وفي البوسنة والهرسك من 1992 إلى 1993 وفي ليبيا عام 2011.