رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المخرج الإيطالي جوليو فيتا: العالم يشهد إنتاج أكثر من 10 آلاف فيلم قصير سنويًا

12-10-2022 | 12:13


المخرج جوليو فيتا

دعاء برعي

قال الإيطالي جوليو فيتا، المخرج الفني لـ"مهرجان غاريمبا السينمائي الدولي" في إيطاليا، إن معظم صنّاع الأفلام المبتدئين لا يعرفون أن نجاح الفيلم القصير يعتمد على عدة عوامل، أبرزها الفكرة التي يتناولها الفيلم، ونوعه، ومدته، وطريقة تصويره، والجمهور الذي يستهدفه، وطرق الترويج له والتعريف به، وسبل توزيعه على شركات الإنتاج، وعرضه على المنصات الإلكترونية، وفي المهرجانات السينمائية العالمية".


وأشار فيتا في جلسة حوارية بعنوان "توزيع الأفلام القصيرة - من يشتري فيلمي؟" خلال فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب إلى أهمية إعداد ملف صحفي جاذب ومختصر للتعريف بالمخرج وفيلمه القصير في سطر واحد أو بضعة سطور فقط، واستخدام صور معبرة تجسد الرسالة التي يود المخرج إيصالها، وضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، وتبني المنهج الذي يركز على المخرج لا على الفيلم، فالمخرج باقٍ وسيواصل أعماله وأفلامه القصيرة، أما الفيلم فهو مؤقت وخصوصاً في ظل وفرة الأفلام القصيرة، حيث يشهد العالم إنتاج أكثر من عشرة آلاف فيلم قصير سنوياً.

واستعرض أهمية تحديد نوع الفيلم القصير، كالوثائقي والرسوم المتحركة "الأنيميشن" والخيالي، بالإضافة إلى مدته التي تتراوح من عشرين ثانية حتى عشرين دقيقة، إلى جانب توضيح رسالته التعليمية أو الترفيهية، فضلاً عن الجمهور الذي يستهدفه.
 
وأكد "فيتا" أن الفيلم القصير لا يتناسب مع جميع أذواق الجمهور وفئاتهم العمرية، فحتى الأفلام الطويلة التي تحقق أعلى الإيرادات على شباك التذاكر، كأفلام المخرج ستيفن سبيلبرغ على سبيل المثال، لا تتناسب مع أذواق جميع الجماهير.
 
وأضاف: "ينبغي أن يعرف المخرج نوع الفيلم والجمهور الذي يستهدفه لأن هذه المعرفة تساعده على اختيار الطريقة الصحيحة لتوزيعه، فالأفلام القصيرة تعطينا حرية أكبر من الأفلام الروائية الطويلة، ابتداءً بالأفلام التجريبية، والبيئية، وانتهاءً بأفلام الأطفال واليافعين، ضمن مسارين رئيسين، الأول هو العمل على الأفلام القصيرة مع الوكلاء وشركات الإنتاج، وبيعها للقنوات التلفزيونية، والثاني هو المسار الأمريكي السائد الذي يستخدم الفيلم القصير كمقدمة للعمل على الفيلم الروائي الطويل".
 
وحول اختيار المنصات الإلكترونية أو المهرجانات السينمائية للعرض الأول للفيلم القصير، أشار المخرج الإيطالي إلى ضرورة تجنب المهرجانات السينمائية الكبرى مثل مهرجان كان، ومهرجان البندقية، ومهرجان سيدني، لأنها مخصصة للإنتاجات الكبيرة، والبدء بالمهرجانات المحلية الصغيرة التي توفر قاعدة جماهيرية، ثم التوسع والانتقال إلى المهرجانات الأكبر تدريجياً، في المدينة، ثم الدولة، فالمنطقة والقارة والعالم، ولهذا ينبغي إعداد استراتيجية وميزانية مستقلة لحضور المهرجانات السينمائية، والمشاركة فيها.
 
وعدّد فيتا أسواق الأفلام القصيرة، وأبرزها سوق "مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير"، الذي يجمع صناع الفيلم القصير من جميع أنحاء العالم، فحتى لو لم يقع اختيار السوق على الفيلم، توفر المشاركة للمخرج فرصة أرشفة فيلمه في مكتبة المهرجان، والتعرف على صناع الأفلام القصيرة، وتبادل التجارب والخبرات معهم ومشاهدة أفلامهم، لأن التواصل هو أهم خطوة في صناعة الأفلام، حيث توازي أهميته الموهبة والقدرة الإبداعية لصناعة الفيلم.
 
واختتم "فيتا" الجلسة بتسليط الضوء على دور المهرجانات السينمائية في تعزيز خبرات صانع الفيلم القصير، والارتقاء بمسيرته المهنية، والتعرف على النظراء والزملاء من صناع الأفلام المبدعين، وترسيخ العلاقات الاجتماعية والمهنية معهم، والتي تعد أمراً صحياً لصانع الأفلام القصيرة.