رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«السوشيال ميديا» العصا السحرية لوزارة التضامن في الوصول للبيوت المصرية

12-10-2022 | 23:33


عصام شاهين مستشار وزارة التضامن الاجتماعي للإعلام الرقمي

محمود بطيخ

باتت مواقع التواصل الإجتماعي، نافذة التواصل بين كل الأفراد والشعوب والدول، حيث أصبحت الشبكة التي تربط العالم بأسره، وما يمكن أن تحققه وسائل التواصل الاجتماعي في دقائق، تسعى وسائل الإعلام المختلفة، جاهدة لتحقيقه في أيام وقد تصل تلك المدة لشهور.

ومن هذا المنطلق أدركت وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة نيفين القباج، أهمية تفعيل صفحة الوزارة عبر وسائل التواصل المختلفة، لتتمكن الوزارة من الجلوس على مائدة كل أسرة مصرية، وخاصة الأسر والأفراد التي تستهدفهم وزارة التضامن في حملاتها المختلفة، والتي تسعى من خلال تلك الحملات إلى نشر الوعي، وتعريف المواطنين الحقوق والواجبات لكل فرد، والخروج بالمجتمع المصري من براثن الجهل إلى نور المعرفة.

بداية القصة:
لم تكن صفحة وزارة التضامن الاجتماعي، ذات صيت كبير، فقد كان عدد متابعيها في أكتوبر عام 2017، ما يقرب إلى 67 ألف متابع، وهو عدد ضئيل جدًا لوزارة تقدم الخدمات لملايين المواطنين من المجتمع المصري.

وعندما بدء العالم في الصعود إلى قطار «مواقع التواصل الإجتماعي»، التي أصبحت قادرة على تغيير أنظمة حكومية كاملة، من خلال تحريك الشعوب، أدركت وزارة التضامن أهمية حجز مقعدها في القطار، حتى لا تتأخر عن العالم، وكي لا تتأخرعن خدمة المواطنين.

وبدأ «عصام شاهين» مستشار وزارة التضامن الاجتماعي للإعلام الرقمي، وضع خطة ونمط متوافقة مع متطلبات الشركات الرقمية.

الاختلاط بحياة الناس
وحسبما أوضح خلال ورشة تدريبية للصحفيين، أن بداية تلك الخطة كانت الإختلاط بحياة الناس ومعرفة طلباتهم وأولوياتهم، للتمكن من الوصول إليهم من خلال اهتماماتهم المختلفة.

وتحققت تلك الخطة من الرصد اللحظي لجميع الأحداث المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتواجد مع الناس في الشارع، كإنتشار مقاطع فيديو لأعمال عنف ضدد الأطفال بدور الرعاية والتحقق من صحة أو نفي الوقائع والتعامل معها كما هي لكسب ثقة المواطنين، كما أطلقت وزارة التضامن في ديسمبر 2018 خدمة جديدة للشباب والفتيات الراغبين في أداء الخدمة العامة، من خلال توفير قاعدة بيانات وافية عنهم لتوفير التدريب اللازم لهم وتوجيههم إلى الجهات الملائمة.

وكانت وزارة التضامن أقرب لاحتياجات الناس، فقد كانت تعمل على توفير وظائف عمل للمواطنين ضمن برنامج فرصة، وتسهيل عملية الاشتراك في معارض ديارنا، التي كانت ولازالت ملتقى الحرف اليدوية المصرية، ولاقت تلك الفرص رواجًا كبيرًا بين الكثيرين.

واتجهت الوزارة إلى وضع منظومة شكاوي، قادرة على التواصل مع الناس بشكل أسهل ومعرفة المشكلات التي يمرون بها، ومحاولة حلها، أو توضيح سبب المشكلة بشكل مبسط للناس، وعلى الرغم من كثافة المشكلات التي كان يتم عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الوزارة حققت إنجازًا كبيرًا في ذلك الجانب.

الناس أكثر إقناعًا لغيرهم
واعتمدت خطة «شاهين» على جعل قصص الناس هي الوسيلة في توصيل الفكرة، ونشر الوعي بين الناس، ويأتي ذلك انطلاقًا من قاعدة أن الناس أكثر إقناعًا لغيرهم، حسبما أوضح.

وفي هذا الجانب، اعتمدت الوزارة على قصص النجاح المتمثلة في المواطنين الذين حققوا إنجازًا، كمن شاركوا في برنامج فرصة وتمكنوا من تحقيق الربح الذي يرفع من مستوى المعيشة، أو تمكنوا من المساعدة على نشر الوعي بين البسطاء، كالرائدات، وغيرهم العديد ممن كانت لهم قصة نجاح مختلفة مع وزارة التضامن في شتى المجالات، وهؤلاء الأبطال أطلقت عليهم وزارة التضامن الاجتماعي، «سفير التضامن».

وشجعت «سفير التضامن» الناس على التغيير، من خلال تعريفهم حقيقة ما يعيشونه من أساليب خاطئة وجب تغييرها للإرتقاء بالمجتمع المصري.

أن تطابق توقعات الناس
وأكد عصام شاهين، أن غالبية الناس يبحثون عن خدمات يوجد فيها آلية للتقديم، ولهذا كان لزامًا على وزارة التضامن الاجتماعي، أن تقدم الخدمات الأكثر احتياجًا بين الناس، لتطابق توقعاتهم، ولهذا اتجهت الوزارة إلى وضع الخدمات الأكثر ملائمة للناس، مثل برنامج «مودة» الذي يمس كل شاب وفتاة مقبل ومقبلة على الزواج، حيث يشرح مسئوليات الرجل والمرأة وكيف يمكن بناء أسرة سليمة تتمكن من إخراج نشئ قادر على تطوير المجتمع المصري.

كما يبحثون عن خدمات العلاج التي يقدمها صندوق مكافحة الإدمان وطرق التواصل معه، لإيداع فرد للعلاج بسرية تامة، ومن بين المبادرات التي أطلقتها وزارة التضامن عبر صفحاتها «لا أمية مع تكافل»، وهي إحدى مبادرات الحماية التعليمية للمستفيدين من الدعم النقدي «تكافل وكرامة»، وتستكمل تلك المبادرة مشروطية التعليم، حيث يحق لكل مستفيدي تكافل وكرامة، وأسرهم وكل المستفيدين من خدمات التضامن الاجتماعي الحصول على هذه الخدمة.

قاعدة «افعل – لا تفعل»
وضع «شاهين» عددًا من القواعد التي تتطابق مع قوانين مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان من أبرزها النشر بشكل متكرر، والتنوع في النشر ما بين أخبار، فيديوهات، تقارير، فيتشر، وكذا استخدام أدوات حديثة للنشر كـ"الإنفوجراف – فيديوجراف"، فيما اهتم بتوقيت النشر المناسب، والكتابة بشكل مبسط لتصل لكل بيت مصري، ونشر الفيديوهات بشكل مباشر، نشر عدة صور وألبومات، البث المباشر للفعاليات والأنشطة، الرد على المتابعين والتفاعل معهم، سؤال المتابعين عن أحوالهم، ومتابعة الخدمات التي تمس احتياجات المتابعين ولا مانع من النشر عنها.

من ناحية أخري، كان يوجد عدد من القواعد التي يجب العدول عنها، مثل، عدم النشر في نمط واحد، عدم نشر الصور ذات الجودة السيئة، عدم التحدث بشكل غير لائق مع المتابعين، وعدم اصطياد التفاعل – حسبما وصفه – من خلال طلب مشاركة المنشور من الجمهور عبر صفحاتهم أو لدى أصدقائهم أو التعليق على المنشور، وكذا عدم ربط فيسبوك وتويتر، وتجب كتابة المنشورات الطويلة، وعدم وضع الهاشتاجات المتعددة.

الأرقام تكشف نجاح «التضامن» في الوصول لكل أسرة مصرية

أوضح "مسؤول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بوزارة التضامن الاجتماعي"، أن صفحات الوزارة تمكنت من توصيل المحتوى الخاص بالوزارة إلى 31 مليون شخص خلال عام واحد، فيما تمكنت من تسجيل 29 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو التي نشرتها، ومشاهدة 10 ملايين و300 ألف دقيقة.

كيف تستفيد الحكومة من مواقع التواصل الاجتماعي

أكد «عصام شاهين» أن الاستفادة من تلك المواقع يبدأ من خلال إخبار العامة بكل المستجدات، واصفًا مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها مكان قوي لإبقاء عامة الناس على اطلاع دائم بالمسائل المهمة، وتهيئتهم لعدد من الأحداث الهامة، وكذا الاستجابة إلى طلباتهم من خلال استخدام اسم المؤسسة الرسمي والتقرب للجمهور بشكل أكبر، ليشعر الجهمور بسهولة الوصول لتلك المؤسسة مما يزيد الشعور بالثقة.

وتابع «عصام»، أنه يمكن من خلال تلك الصفحات إطلاق الحملات بأنواعها، من خلال وضع خطط لحملة مهمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بشرط أن تمس الناس بشكل فعلي، كتغيير المعتقدات أو توفير لهم خدمة أو سلعة.

ووصف صفحات التواصل الإجتماعي بأنها ليست فقط شركات تشارك أحدث منتجاتها أو تنمية أعمالها من خلال المشاركة والمجتمع، إنما هي مدينة افتراضية ذهبية لإطلاق المبادرات والأفكار، وذلك لأنها مساحة ممتازة لاختبار رسائل الحملة، والحصول على ردود فعل فورية من الناس حول العالم، وقياس مدى ملائمة المبادرة أو الحملة لاتجاهات الناس، كما أنها استراتيجية منخفضة المخاطر، وفرصة لتحقيق انتشار ومعرفة الاتجاهات، كما أنها منخفضة التكاليف بالمقارنة بالطرق الشبيهة بها.

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، ذات تكلفة منخفضة إلا أن لها مخاطر عالية من خلال توفير تلك المواقع إمكانية نشر المبادرات بجانب تمكين التفاعل مع الناس باستراتيجية منخفضة التكلفة وقابلة للقياس والتحليل، حيث يمكن معرفة كيف يتم إنفاق ميزانية الحملة وأي الحملات التي لها التأثير الأكثر أهمية، إلا أن الخطأ الواحد يمكن أن يتسبب في فشل الحملة بأكملها أو أن يجعل الحملة تأتي بنتائج عكسية، لهذا السبب فإن الدقة هي أساس التعامل مع مواقع التواصل.

وتابع أن وزارة التضامن تمكنت من إدارة حملات مهمة للتوعية بالعديد من المخاطر، مثل ختان الإناث، وزواج الأطفال، مؤكدًا أن تلك الحملة خلقت حوار كبير وتوجه من الجمهور نحو التغيير.

وأكد على محاربة الوزارة الشائعات أولًا بأول من خلال اقتحام تلك الشائعة ونفيها وتحذير الجمهور منها، إلا أن نسبة الوصول إلى الجمهور يعتمد على سرعة التعامل مع الشائعة، مضيفًا أنه يجب أن تكون تلك الصفحة مصدرًا لأخبار المجتمع وتعتمد على التحديثات.

وأفاد أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون جزءً من إدارة الأزمات داخل أي بلد، من خلال التواصل مع الجمهور ومعرفة ما هي ردود أفعالهم، وما إذا كانت الحلول المقدمة مقنعة أم لا.